القلابات والمراجيح
عرفت الأرجوحة أيام العرب، جرت العادة منذ القدم على أن تنصب القلابات
والأراجيح أيام العيد في ساحة عصور، أقدم إشارة لنصبها في بيروت ، وردت
عندما ذكر أن الأمير محمد، الأخ الأكبر للأمير بشير الشهابي الكبير، وقع عن
هذه القلابات سنة
1767م
ولاقى حتفه.
كانت القلابات، وتسميها العامة (شقليبات)، تُصنع من الخشب على شكل دواليب
متعددة المقاعد، يعتليها الأولاد، فتدور بهم وتستمر في دورانها، إلى أن
يعمد المشرف عليها إلى وقفها يدوياً، ليخرج راكبوها منها ويعتليها آخرون
كانوا ينتظرون دورهم.
أما العنزوقة أو الزنزوقة، فهي عبارة عن صندوق خشبي مربع الشكل، مسوَّر،
يعلَّق من زواياه الأربع بواسطة حبل أو سلك معدني، والأرجوحة أو المرجوحة
عبارة عن خشبة مربوط طرفها بحبل يجلس عليها الولد.
كان المجلس البلدي لمدينة بيروت يؤجر ساحة عصور لأصحاب الأراجيح أيام العيد
عن طريق التلزيم، وقد وضع في العام
1878م
ضريبة عليهم مقدارها نصف بشلك عن كل يوم طيلة أيام العيد.
لم تقتصر إقامة المراجيح أيام العيد على منطقتي عصور والحرج، بل تعدتها إلى
أماكن مختلفة في بيروت عرفت بأسماء أصحابها، فيقال مرجوحة أم محمد ميرزا في
عين المريسة، ومرجوحة الحاراتي ومرجوحة أبو بديع صبرا في رأس النبع،
ومرجوحة المبشر في تلة الحص.
وكان يلازم المراجيح دائماً أغاني وعبارات يرددها الأولاد أثناء تأرجحهم مع
صاحب المرجوحة، الذي يبدأ بترديد العبارات ويردد بعده الأولاد كلمة (يويو)،
نشير هنا إلى كلمة (يويو)، التي اشتهرت في أوروبا والولايات
المتحدة، بمناسبة لعبة اليويو، والتي رددها الملايين من رجال ونساء وأطفال،
وكانت هذه اللعبة عبارة عن خيط لا يتجاوز طوله
60
سنتيمتراً، ثبتت في طرفه عجلة من الخشب الملوَّن، يدور الخيط حول العجلة من
الداخل ، ولعل الصوت يويو هو مزيج بين الطرب أي آه، يُردد بعد الصوت أو
الكلام الجميل / وبين الزغرودة التي تردد بعد التهاني في الأعراس.
كانت الأغاني التي يرددها الأطفال وراء صاحب الأرجوحة، تدور في أكثرها على
الأوضاع الاجتماعية في حينها، ومن هذه الأغاني:
يا ولاد محــارم
|
يويو
|
منصوب مقــاوم
|
يويو
|
ومقاوم تينـــه
|
يويو
|
شكل الفلّينـــه
|
يويو
|
فلّينه تقطـــع
|
يويو
|
تقطع وشراكــه
|
يويو
|
وشراكة ميــن
|
يويو
|
محمد شاهيــن
|
يويو
|
شاهين ما مـات
|
يويو
|
خلّف بنـــات
|
يويو
|
بنات العيـــد
|
يويو
|
تكبر وتزيــد
|
يويو
|
وقد يتغيّر النصل ويتبدل حسب توصية ما توحيه الظروف للأولاد، مثل لجوء
بعضهم إلى المعادن لتمرير انتقادهم لشرائح معيّنة في المجتمع:
دبوس حديــد
|
يويو
|
يغرز بالأيـــد
|
يويو
|
دبوس العــادي
|
يويو
|
يغرز بالقاضـي
|
يويو
|
دبوس المــاس
|
يويو
|
يغرز بالــراس
|
يويو
|
نشير أخيراً إلى أن بعض أغاني البنات التي تردد على الأرجوحات، كانت تختتم
بالإشارة إلى ذقن الخال، مثل أغنية يا ولاد أبو شرشوبه، ولعل تلك الإشارة
من بقايا فكرة إحترام الخال التي سادت في المجتمعات التي حكمتها الأم،
وتقول الأغنية:
يا ولا أبو شرشوبه
|
يويو
|
عيشه المخطوبـة
|
يويو
|
يا مين خطبــها
|
يويو
|
شنشل دهبـــها
|
يويو
|
دهبها غالــــي
|
يويو
|
حقو مصـــاري
|
يويو
|
تسلم دقن خالـي
|
يويو
|
|