برج
البراجنة
قال بأن هذا البرج نسب إلى قوم عرب عرفوا باسم البراجنة، الذين تمردوا على
الأمير فخر
الدين الثاني(1590-1635م)
والذين قتلوا عبداً له ورموه في بئر يُعرف لغاية الآن
باسم
بئر العبد.
تمتد منطقة برج الراجنة : بين حارة حريك التي تحدها من الشمال،
وبوليفار المطار الذي يحدها من الغرب،
وتحويطة الغدير والمطار حيث تشكل حدودها الجنوبية،وبلدة الحدث التي تحدها
من الشرق، ويفصل مدخل البلدةعن ساحة الشهداء في العاصمة مسافة ستة كيلو
مترات.
حسب احصاء عام 1970 هناك 6500 بيت شرعي و1500 بيت غير شرعي، ومخيم
الفلسطنيين يضم 15 الف نسمة( في ذاك الزمان )
الهندسة فيها فسيفسائية، قديم اختلط بالجديد وابنية جاورت الأكواخ،
وازقة تفرعت من طرق رئيسية، وكوم بناء تكدست وتضخم سكني في بعض مناطقها،
وشوارع تكاد تخلو الا من متاجر المأكولات المتواضعة، مصانع قرب المنازل،
ومدارس تجاور المصانع والمنازل، هذه هي برج البراجنة التي كانت في السابق
بلدة ترتكز على الزراعة.
تاريخها القديم
البراجنة، قوم عرب نجهل تاريخهم ونسبهم، يبدو ان برج البراجنة نسب اليهم،
فقد جاء تاريخ بيروت لصالح بن يحيى، في معرض كلامه عام 1450م ذكر لهؤلاء
البراجنة الذين كانت لهم جهات بجوار جهات امراء الغرب، وربما هؤلاء
البراجنة هم الذين تمردوا على رجال الامير فخر الدين المعني،الذي حكم لبنان
من سنة 1590الى سنة 1635، اذ ينسب الى ابناء هذه المحلة انهم قتلوا احد
جنود المير فخر الدين المعني، ورموه ببئر ما زال يعرف ببير العبد حتى
اليوم، وانه على اثر هذه الحادثة، تظاهر الامير ببناء طاحونة في القرية،
وكان بالحقيقة يروم الى بناء قلعة،وعندما تم انشاؤها عبر جنوده بسرداب سري
الى القلعة او البرج، وهكذا تم للأمير القضاء عليهم وتأديبهم. هذا ما يردده
ابناء البلدة من تقليد ولكن المطحنة والقلعة لما تزال موجودتان حتى هذا
اليوم، ولكن لم نتأكد من صحة هذا التقليد.
وكانت منطقة برج البراجنة منطقة زراعيّة. من أسرها القديمة:
حركة / فرحات / حاطوم / ناصر / زخيم / إدريس.
وقد تدفق إليها أبناء الطائفة الشيعة منذ القرن الثامن عشر، ثم تدفق إليها
جماعات مسيحيّة. وكانت البلدة من اقطاع الأمراء الأرسلانيين، ومنهم الأمير
مسعود، الذي سبق أن إنتقلت أسرته من المعرة عام 799م إلى الشويفات، أما أشقاء
الأمير الأمير مسعود فهم: الأمير مالك، الأمير عون اللذين سكنا في الشويفات
قرب الأمير مسعود، الأمير عمرو الذي سكن في رأس أو عين التينة في بيروت،
والأمير محمود الذي سكن خلدة والأمير همام والأمير إسحاق اللذين سكنا
الفيجنية.
وإستمرت برج البراجنة لآل أرسلان إلى أن توفي الأمير إسماعيل بن الأمير
يُوسُف إسماعيل إبن الأمير إسماعيل إرسلان عام 1770م عن
86
عاماً بدون عقب. فاوصى بجميع أرزاقه وأملاكه للأمراء الشهابيين الذين كانت
تربطه بهم المصاهرة، مما أدى إلى خلافات بين بقية الأسرة الأرسلانيّة،
والورثة الشهابيين، ومما أدى إلى تدخل آل جنبلاط والأمير منصور حيدر
الشهابي حاكم الجبل.
هذا وتعتبر منطقة برج البراجنة مسقط رأس الأمير بشير الشهابي الكبير.
بدأ الإستقرار السكني يحل في هذه المنطقة منذ اوائل القرن الثامن عشر،بدأت
تفد اليها جماعات شيعية، تبعتها فيما بعد جماعات مسيحية، لتعمل في الزراعة،
وفي تربية المواشي،حسب قوانين الاقطاع في ذاك الزمان، فتكون مجتمع البلدة
عبر السنين من العيال:
من الشيعة:
عمرـ كزما ـ عنان ـ سباعي ـ جلول ـ سبع ـ رحال ـ اسماعيل ـ السياد ـ منصور
ـ وجمال الدين.
من الموارنة:
بدور ـ ابوصالح ـ مفرج ـ الحسيني ـ فيصل ـ الطويل ـ الحاج عساف ـ عطاالله ـ
سعادة ـ البستاني ـ حويس ـ متى ـ حنين ـ غسطين ـ عضيمة ـ شبلي والخوري.
من الملكيين:
صعب اورثوذكس وروم كاثوليك: كنعان من الواضح كانت هذه المنطقة من اقطاع
الامراء الأرسلانيين، الذين قدم اجدادهم من بلاد معرّة النعمان،في سنة799
م، وقام من هؤلاء القادمين الامير مسعود وانتقل الى الشويفات بعشيرته،وكانت
الارض تابعة للبرج،وخالية من البنيان، فعمرها حتى صارت قرية كبيرة.
دامت هذه المنطقة اقطاعا للأرسلانيين حتى العام 1770 التي انتقلت بعدما
توفي الامير يوسف اسماعيل ارسلان عن 86 عاما بدون عقب، فاوصى بجميع ارزاقه
ومتروكاته الى اصدقائه الشهابيين التي كانت تربطهم المصاهرة، وهكذا اصبح
الشهابيون اقطاعيين على هذه المنطقة، قبل صدور نظام لبنان الاساسي عام
1860، وقد الغى الإقطاع وساوى اللبنانيين في الحقوق، الذين عملوا بواسطة
الشراكة لدى الامراء، وكانت اعمالهم زراعة التوت ودود الحرير وتربية
المواشي، ومن اثار تلك الحقبة، قبور لبعض الشهابيين قرب كنيسة المريجة التي
بناها اجدادهم موارنة اليوم.
في ايام الشهابيين
ازدهرت برج البراجنة وخاصة في عهد الامير بشير، الذي كان يتردد عليها ليعود
والدته التي بقيت طيلة ايام حياتها فيها، وقد استقدم الامير بشير عبيدا لكي
يخدموا والدته وفروع من سلالتهم تستوطن القرية اليوم، منهم اسرة مرجان،التي
تنمتمي الى الطائفة السنية.
في عهد المتصرفية
عندما ظهر نظام لبنان الاساسي،بدأ ابنا القرية يمتلكون العقارات ومعها بدأ
ازدهار البلدة حتى غدت في القرن التاسع عشر من اكبر البلدات، وقبل نهاية
هذا القرن شقت الطرقات الى بيروت لتجر العربات،
حوالي 1890بدأت الهجرة تشد اولادها الى الخارج، حيث المجالات متوفرة لتحقيق
الطموح، ورغم الهجرة كانت نسبة الأهالي لا بأس بها فمن الأسلام السنيين كان
50 ومن الموارنة 2500 ومن الروم الكاثوليك25 ومن المتاولة 1500، كما ورد في
اخبار الأعيان للشدياق،
حاصلاتها من الشرانق التي تصنع دود القز 20 الف إقة، ومن الزيت20 قنطارا،
وفيها معمل للحرير خاصة الخواجا رزق الله شقال، عدد دوالبه44 دولابا، وعدد
حيواناتها 1000 وقد اتصلت بها الطريق في عهد واصل باشا عام1893
وتستمر صناعة الحرير حتى بدء الحرب العالمية الاولى 1917 وفي اعوام الحرب
الأربعة ذاقت البلدة طعم الجوع والحرمان والأمراض مما جعلها تفد الكثير من
ابنائها، حتى انخفض عدد سكانها الى اقل من النصف، وفي هذه الأثناء دخلت
زراعة الحمضيات الى الساحل اللبناني وهكذا وجدت البلدة البديل عن صناعة
الحرير وازدهر نموها من جديد ، ولكن كان قد انسلخ عنها بلديات التحويطة
والليلكي، حيث اسس فيها بلديات والحقت بهما المريجة المنطقة التي يقطنها
الموارنة.
برج البراجنة بعد الاستقلال
بعد الاستقلال، اصبحت البلدة مجهزة بضروريات الحياة، السكن، المياه،
الكهرباء، وطرقات معبدة ، وعلى اثر نكبة فلسطين، قد خصص فيها مكان لبناء
مخيم للنازحين عن ديارهم،وفي العام 1970 كان عدد الفلسطنيين اللاجئين ما
يقارب 17 الف لاجيء، وحتما كان هذا يكفي ليؤثر على ازدهار البلدة نسبيا،
كذلك اغتصب فيها نازحون من مناطق لبنانية ارض تعرف بالرملة العالية على اثر
حوادث 1958 واقاموا ابنية غير مرخصة وتقدر بحوالي 1000مسكن، خال من كل قيد
وشرط،اذ بنيت هذه المساكن بعد ان اغتصبت ارض الغير ودون ان تخضع لرخص بناء
وافتقرت الى الهندسة حتى اصبحت البلدة مزيج مختلف تماما عن بقية المناطق،
مما زاد في سلبية امكانيات التقدم للبلدة.
الاّ ان هناك عاملا قد ترأف في البلدة ، وهو ازدياد التضخم السكاني لبيروت،
مما جعل الناس يتجهون الى الجوار منها برج البراجنة، وقد تمكنت هذه البلدة
بفضل بلديتها والجهود الجبارة، التي قامت بها مؤخرا الى ازدياد اهمية
العقارات،
في العام 1970 كان عدد سكان برج البراجنة ما يقارب ال35 الف نسمة مقيمة
بصورة دائمة، الى جانب مخيمن الفلسطنيين الذي هو على ازدياد دائم، ولم يبق
من عفويتها الاّ بعض جلول المزروعات الخجولة التي ترويها الابار الإرتوازية,
برج البراجنة ستدوم في المستقيل وسيزداد عدد سكانها بكثرة النازحين من
الجنوب اللبناني،
ولكن مستقبلها سيزدهر بفضل ابنائها المحبين للعلم والثقافة.
|