زاوية أبو النصر
أقام هذه الزاوية الشيخ أبو الوفا عمر أبي النصر اليافي، من كبار العلماء والمتصوفين، وقد وهب له السلطان عبد المجيد (1839- 1861 م) قطعة أرض أقيم عليها سوق أبو النصر، وزاوية وداراً كان أهل العلم يعقدون حلقات الذكر فيها، (تجاه برج الكشاف) تكريماً لدور البيارتة في الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ومنع امتداد الفتنة الى بيروت،وقد نزل بها الأمير عبد القادر الجزائري عند مروره ببيروت في طريقه لدمشق في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
أقام الشيخ أبو النصر على هذه الأرض بيتاً لسكنه وعائلته وجعل قسماً منه زاوية متواضعة لذكر الخلوتية. وبنى سوقاً من أربعين دكاناً عرف بسوق أبو النصر. يذكر انه كان بجوار الدار والزاوية معبر مقبّب يدعى باب أبو النصر فتح سنة 1859 م بإزاء برج الكشاف بمحلة اده وأطلق عليه اسم « البوابة الجديدة «.
وبنى الشيخ ابي النصر الى جانب الدكاكين قهوة اشتهرت « بقهوة القزاز «. وقد توزعت تركة الشيخ بين زوجاته الثلاث وأولاده الخمسة عشر.وقد بيعت الدكاكين فيما بعد. وقدر ثمن الدكان سنة 1279 هـ / 1862م بأربعة آلالف قرش، وفي شوال سنة 1304 هـ / 1887م باعت احدى زوجات الشيخ قيراطاً وثلاثة أرباع القيراط وجزء من ثلاثة عشر من القيراط وذلك من القهوة « المعروفة بقهوة أبي النصر المجعول منها آخورين (اسطبلين) للعربات بمبلغ 17500 قرش».
يذكران السلطان عبد المجيد قد منح في الوقت نفسه قطعة ارض للموارنة في بيروت اقاموا عليها كاتدرائية مار جرجس المارونية في شارع الامير بشير وذلك على طراز كنيسة ماريا ماجوري في روما. ويقول شفيق طبارة بأن الشيخ محمد أبو النصر أهدى قطعة من الأرض التي وهبت له لتضم الى الأرض التي اهداها السلطان للموارنة (لم يتم نفي هذه المعلومة ؟) بما يذكر بقول الشاعر:
يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجودُ
اما الزاوية المتواضعة فقد اعطيت بعد اعمال التحديد والتحرير العقارية في بيروت الرقم 323 منطقة المرفأ العقارية بموجب قرار القاضي العقاري رقم 500 تاريخ اول آذار 1933م. وكان العقار المذكور مؤلفاً من عدة اقسام شائعة كان صديقنا المهندس محمد خير عبد الغني سعادة وإخوانه يملكون اسهماً في القسم الثاني عشر. وقد ادركت من الزاوية ميكروفون مثبت في زاوية الطابق الأول منها كان يذاع منه الآذان. وقد اصبحت ارضها جزءاً من الأرض التي اقيم عليها جامع محمد الأمين عليه السلام،
|