باب الدبّاغة
هذا الباب كان يقع في طرف سور بيروت القديمة عند وصوله إلى مرفأ المدينة، وقد دعي بهذا الاسم لأنه يؤدي مباشرة إلى سوق الدباغين، وفيه مصنع لدباغة جلود الحيوانات.
وبجانب الباب كان يوجد مسجد صغير أشتهر عند الناس باسم (جامع الدبّاغة) لوقعه بجانب سوق الدباغين، وقد هُدم هذا المسجد عند تخطيط الشوارع في المنطقة التي يقع فيها وبُني في مكانه مسجد جديد أطلقت مديرية الأوقاف الإسلاميّة عليه أسم (جامع الصِّدِّيق) تيّمناً باسم الصحابي الجليل أبو بكر الصدِّيق أول الخلفاء الراشدين (رضي الله عنه وأرضاه).
جامع الدباغة سابقاً ، أبو بكر الصدّيق حالياً
كان سور بيروت القديمة يمتد عبر هذا الباب إلى أن يصل إلى عند باب السراي، وعند باب الدبّاغة كانت تتجمع المرافق التجارية من البضائع الواردة إلى بيروت والصادرة منها، وذلك لقرب هذه الباب من مرفأ المدينة، إذ كانت القوافل المثقلة بأحمالها إذا اجتازت الباب المذكور تجد نفسها مباشرة عند المرفأ القديم، وبذلك يتوفر عليها المرور في قلب المدينة ومزاحمة المارة في طرقاتها الضيقة الملتوية ويتيسر على التجّار أصحاب هذه القوافل إنجاز معاملاتهم الرسميّة لدى موظفي الجمارك الذين كانوا يقيمون عند الباب المذكور لأداء مهمتهم الحكوميّة في القطاع التجاري ما بين داخل بيروت وخارجها.
صورة نادرة لباب الدباغة
وفي الثلاثينات من القرن العشرين، عندما كانت بلدية بيروت تردم بقايا السور وتزيل باب الدبّاغة المتصل به لتفتح الشوارع والأسواق في منطقة المرفأ، ظهرت تحت الردم والأنقاض آثار هيكل روماني وحطام تمثال لأحد الفرسان، وقد نقلت هذه الآثار والعاديّات الأخرى إلى المتحف الوطني، وهي ما تزال محفوظة فيه حتى اليوم. //-
|