الحياة العلميّة في بيروت
في ظلّ الأجواء الضاغطة التي كانت تحياها الثغور الساحليّة كمدن مواجهة بين الدولة الأمويّة والدولة البيزنطيّة، وفي حمأة الصراع المستمرّ بين القوّتين، لم يكن منتظراً أن تشهد بيروت ولا غيرها من المدن (اللبنانيّة) حياة علميّة مستقرّة بالمعني المفهوم الآن، بل كان عليها أن تنتظر الوقت المناسب، وهذا ما حصل لاحقاً.
وإذا كانت هناك من حركة علميّة ما، فقد بدأت بواكيرها مع ما كان يحمله الصحابة والتابعون في صدورهم من علوم قرآنيّة وحيثيّة وأدب قصصي وأخباريّ، وربّما لم تتحوّل هذه الحركة إلى مدرسة لها حلقاتها المنتظمة إلى حدّ ما إلاّ مع الإمام الأَوزاعي، الذي أسّس أول حلقة دراسية في بيروت بعد أن نزلها في أول القرن الثاني الهجري، وأخذت المدينة تستقطب المشتغلين بالفقه والحديث والأُصول والسِّيَر التي هي أُسسّ علم التأريخ عند المسلمين.
ومن ثمَّ أنتشر المذهب الفقهيّ للإمام في بلاد الشام قاطبة، حتى وصل إلى الأندلس وعُمل به هناك.
وفي الواقع، إنّ معرفتنا بطبيعة أغراض الصحابة والتابعين الذين نزلوا بيروت وغيرها من مدن الساحل، كفيلة بإطْلاعنا على الطبيعة العلميّة لساحل الشام، فقد كان الغرض الأساس هو الرباط والجهاد ، وفي الواقع،إنّ معرفتنا بطبيعة أغراض الصحابة والتابعين نزلوا بيروت وغيرها من مدن الساحل، كفيلة بإطْلاعنا على الطبيعة العلميّة لساحل الشام، فقد كان الغرض الأساس هو الرباط والجهاد ضدّ البيزنطيّين، ولهذا نجد التركيز الواضح على أحاديث الرباط والغزو في البرّ والبحر لدى المرابطين من الصحابة ومن بعدهم.
وفي هذا انطباع قويّ بأنَّ هذه الجِلّة أرادت أن تُقرن القول بالعمل، فحدّثت عن الرباط والجهاد وحثّت عليه، ومارسَتْه عمليّاً.
وكان في مقدّمة روّاد هذه المدرسة (الرباطيّة) – إن جاز التعبير - :
أبو الدرداء الأنصاريّ، سليمان الفارسيّ، عبد الملك بن أبي ذّر الغِفاريّ، ونضيف إلى شيوخ هذه المدرسة في بيروت:
-
حسَّان بن عطيّة
-
حيّان بن وبرة المُرّي
-
حيّان مولى أمّ الدرداء
-
عطيّة بن معبد المحاربي الداراني
-
عمرو بن شراحيل العبْسي أبو المغيرة
-
عمير بن هاني العنْسي أبو الوليد الداراني
-
غيلان القدَريّ
-
القاسم بن مُخيمِرَة أبو عُروة الهمْداني الكوفي
-
الوليد بن يزيد {يذكر بيروت في شٍعْره}
|