المسرحيات الهزليّة (الأوبرا كوميك)
أخرج نجيب الريحاني مسرحية بعنوان (حمار وحلاوة) على مسرح الاجبسانة في
القاهرة فلاقت رواجاً كبيراً وظلّت تعرض لمدة ثلاثة أشه ، مثلت خلالها أكثر
من ماية وخمسين مرة، وكان المسرح يزدحم كل ليلة بالجمهور، واشتهر على أثرها
اسم (كشكش بك) في مصر والعالم العربي، شخصية عمدة قرية كفر البلاص، الذي
احتل في قلب الشعب، مكاناً لا يدانيه أي ممثل، وقد بدا العمدة كشخص مستهتر،
كالريشة في مهب الريح، تتقاذفه المفاجآت، لا يستقر له مكان، فمن عمدة
مغازل، إلى دكتور معالج، إلى لص سارق، إلى برئ مسامح ... إلخ.
وتألف بعد ذلك جوق سليم وأمين عطا الله الذي عُرف باسم جوق كشكش بك. حضرا
هذا الجوق إلى بيروت ولقي إقبالاً كبيراً. ففي سنة
1920م،
مثل الجوق في مسرح زهرة سوريا مسرحية الملك كشكش، تخللها فاصل غنائي،
ورواية شايب وعايب، من نوع الأوبرا الهزليّة، كما خصصت بعض الحفلات لأولاد
المدارس، كانت تتخللها أغاني من الست سارينا منها (يا حنتوسو) وأغنية ( شمّ
الكوكايين). وقد انتقدت بعض الصحف يومها سماح الجوق بتقديم هذه الأغنية
الأخيرة وطالبته بحذفها.
وقد الجوق مسرحيات: كشكش بك في الإستحكامات، مدرسة الغرام، التي قامت فيها
ابريزا أستاني بدور التلميذة، فيما مثلت سارينا دور رئيسة المدرسة، كما
قدّم الجوق في مسرح الشدوفر روايتي كشكش أمام المجانين وروميو وجولييت،
ومثل في مسرح الكريستال سنة
1921م
رواية (شد حيلك) من تأليف كميل شامبير ورواية (رن) وهي أوبريت من تأليف
شامبير وتلحينه، كمل مثّل مسرحية (يا أحلاهم) و(يا ما أنت واحشني).
كان هذا الجوق يأتي إلى بيروت سنوياً وينزل أعضاؤه في فندق ناسيونال، يذكر
أنه في نيسان
1922م
وأثناء الفصل الثاني من رواية كشكش بك، ظهرت الممثلة رتيبة لتنشد دورها،
فطلب بعض الحاضرين أنشودة زغلول يا بلح، وطلب آخرون أنشودة أخرى، واختلف
الفريقان، فتركت دورها وبدأت التمثيل، فلما ظهرت في المسرح، اعترضها البعض
واختلط الحابل بالنابل مما استدعى تدخل البوليس.
ومثّل الجوق سنة
1923م
في مسرح الكريستال مسرحية الحب والمدفع، وريكاردوس قلب الأسد، وعائدة مع
داداماس. وفي سنة
1925م،
مثّل رواية ملك البهلوان، التي تميّزت بألحانها ومناظرها وملابسها،
ومسرحيتي صانع القباقيب ووحش البحر.
وفي سنة
1927م
مثّل الجوق المذكور رواية النسافة التركية، التي لقيت إقبالاً كبيراً،
ومسرحية البرلمان. وشهد مسرح الكريستال سنة
1932م
مسرحية زوج أم.
وعرفت بيروت فرقة ثانية للتمثيل هي فرقة عكاشة أخوان أو زكي عكاشة وشركاه،
التي قدمت عدة مسرحيات على مسرح الكريستال، منها:
·
فاتنة بغداد
·
علي بابا
·
ناهد شاه
·
شمشون ودليلة المحتالة
وكان متعهد الجوق خضر النحاس، يذكر أن زكي عكاشة أقتبس رواية فاتنة بغداد
من حكايات ألف ليلة وليلة. وتدور قصتها على اختطاف جارية من دار إلى دار،
ومن كهف إلى مغار، ثم تفر وتظهر الجارية في الهند وتعثر على حبيبها
فيتعانقان في ثبات ونبات ويخلفان صبياناً وبنات. وكانت موسيقى هذه المسرحية
من ألحان الفنان داوود حسني.
وعرف البيروتيون في مسرح الكريستال فرقة علي الكسّار، فمثلت رواية (بنت
فرعون) التي اشترك فيها الشيخ حامد مرسي وعقيلة راتب.
|