آل الأحمدي (المكاوي العيدروسي)
من الأُسر الإسلامية البيروتية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، وهي من قبائل مكة المكرمة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، كما كان لها انتشار في حضرموت.
برز من هذه الأسرة قديماً: النحوي أبو عيسى العباس بن أحمد بن مطروح بن سراج بن محمد بن عبد الله الأزدي النحوي الأحمدي من أهل مصر، توفي في جمادى الأولى عام (353هـ)، ونظراً لانتشار قبيلة وأسر الأحمدي في دول ومناطق الخليج العربي، فقد أطلق على العديد من المناطق اسم «الأحمدي» ومن بينها مدينة الأحمدي في الكويت قاعدة محافظة الأحمدي.
والحقيقة؛ فإن بيروت وطرابلس قد شهدتا في العهد العثماني توطن أجداد آل الأحمدي فيهما، ومن هؤلاء الأجداد من كان منتسباً لسيدي الشيخ أحمد البدوي (1199 ـ 1276م) مؤسس الطريقة الأحمدية في مصر، علماً أن الأحمدية في الوقت نفسه اسم لقبيلة حضرمية. أما فيما يختص بأسرة الأحمدي البيروتية، فإنها تعود بجذورها إلى مكة المكرمة ومن ثم إلى مصر، توطن في بيروت أحد أجداداها السيد الشيخ أحمد الأحمدي ابن السيد حسن العيدروس المكاوي ابن السيد مصطفى العيدروس ابن السيد أحمد العيدروس ابن السيد عبد الرحمن العيدروس (من مخطوط بيد الحفيد محمد عدنان الأحمدي البيروتي تتضمن إجازة للجد لطريقة سيدي سعد الدين الجباوي من قبل السيد الشيخ علي العمادي ابن السيد أحمد العمادي الطرابلسي، وهي المعروفة بالإجازة السعدية الشريفة مؤرخة في شهر ربيع الأول عام (1277هـ). كما اطلعت من حفيد الأسرة الأحمدية على مخطوط يتضمن نسب العائلة وتسلسلها من خلال الإجازة القادرية لجد الأسرة مؤرخة في عام (1267هـ).
والأمر اللافت للنظر، إن أسرة الأحمدي في بيروت قليلة العدد جداً بالرغم من توطنها في بيروت المحروسة منذ العهد العثماني والسبب كما أوضح لي حفيد الأسرة السيد محمد عدنان بن أحمد الأحمدي، أن جده السيد الشيخ محمد سليم ابن الشيخ أحمد الأحمدي المكاوي (زوجته السيدة نفيسة محجوب) كان وحيداً، ولم ينجب والده سواه، كما أنه بدوره لم ينجب سوى ولد وحيد هو السيد أحمد الأحمدي (زوجته السيدة فاطمة محمد عمر عيدو)، كما أن السيد أحمد الأحمدي لم ينجب سوى ولد واحد هو الحفيد الباقي الوحيد من الأسرة هو السيد محمد عدنان بن أحمد الأحمدي (زوجته السيدة نجوى بعيون) الذي بدوره لم ينجب ذكوراً، بل أنجب أربع إناث تزوجن بين بيروت وإقليم الخروب وباريس.
وفي ضوء ذلك، فإن أسرة الأحمدي المكاوي أصيبت بعدم إنجاب الذكور، أو بذَكَر وحيد لم ينجب ذكوراً، مما أصاب العائلة في بيروت بالانقراض شيئاً فشيئاً، فضلاً من أن أحد أجداد العائلة سجل في الإحصاء السكاني عام (1932م) على أنه من أسرة الأحمدي وألغى لقب مكاوي وهي أسرة كبيرة في بيروت وصيدا.
ومن خلال تتبُّعي لتاريخ الأسرة، فقد تبيّن لي وجود السيد عبد الله الأحمدي، والمشار إليه محمد عدنان (أو عدنان) الأحمدي والسيدة سلوى أحمدي (الأحمدي) في بيروت. ومهما يكن من أمر، فقد وجدت من واجبي بالرغم من قلة عدد أفراد هذه الأسرة وبالرغم مما مرّت به من ظروف منعتها من تكاثرها، أن أسجل في هذا السجل العائلي البيروتي تاريخ أسرة من الأسر العربية البيروتية العريقة التي توطّنت في بيروت منذ مئات السنين.
أما الأحمدي المكاوي العيدروسي لغةً وتاريخاً، فالأحمدي نسبة للطريقة الأحمدية أو نسبة لإحدى المدن الإسلامية، أما المكاوي فهو لقب لكل من كان من مكة المكرمة، أما العيدروس أو العيدروسي فهي نسبة لمنطقة وقبيلة العيدروس في اليمن التي برز منها الصوفي الشافعي عبد الرحمن بن مصطفى وجيه الدين العيدروس (1192هـ 1778م) من مواليد اليمن سافر إلى الهند وبلاد الشام ومصر وإستانبول والطائف. توفي في القاهرة. له مؤلفات عديدة منها: «ديوان العيدروس». كما برز المتصوف عبد القادر ابن الشيخ محيي الدين الهندي العيدروسي (ت1038هـ 1629م) ولد وتوفي في أحمد آباد. له العديد من المؤلفات.
|