آل الإنكيدار(يموت)
من الأسر الإسلامية البيروتية، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس. وتشير كتب الأنساب أن الأسرة من الأسر الشريفة المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، على أساس أنها في الأصل من أسرة سنو يموت النحاس المنسوبة أيضاً إلى النَسَب النبوي، وقد أشارت مصادر أسرة الإنكيدار البيروتية بأن الأسرة أصلاً من أسرة يموت المنسوبة، وقد بنى أحد وجهاء آل يموت المعروف باسم عبيدو قصراً جديداً وفخماً في بيروت المحروسة في القرن التاسع عشر، فأطلق على هذا القصر وعلى صاحبه لقب «الإنكيدار» أي: صاحب الدار الجديد أو القصر الجديد.
وبما أن أسرة سنو ويموت والنحاس من جذور عربية وإسلامية واحدة، وبما أنها تفرعت إلى ثلاث أسر بيروتية، فقد تفرّع من أحداها «يموت» أسرة جديدة هي أسرة الإنكيدار.
هذا، وقد أرتبطت أسرة الإنكيدار «الإنكدار» منذ العهد العثماني باسم الوجيه والزعيم عبيدو الإنكدار الذي كان موالياً للحكم العثماني، وكان عضواً في جمعية الأتحاد والترقي - عام1913م - .
وقد أشار سليم علي سلام «أبوعلي» في مذكراته، ص 1818-183، إلى أن الحكومة العثمانية سعت لتكوين مجموعة معارضة لمبادىء جمعية بيروت الإصلاحية، كان في عدادهم عبد الرحمن باشا اليوسف ومحمد فوزي باشا العظم والشيخ أسعد الشقيري والأمير شكيب أرسلان والدكتور حسن الأسير ومحمد باشا المخزومي وعبيدو الأنكدار وسواهم، وقد وصل هءلاء إلى أستانبول عام - 1913م - للوقوف في وجه الوفد الإصلاحي. وقد قابل كل من الوفدين السلطان العثماني محمد رشاد.
ومما يلاحظ من خلال أسماء الوفد المعارض جملة شخصيات سورية وفلسطينية وبيروتية بارزة، كان من بينهم عبيدو الإنكدار.
وبما أن أسرة الأنكيدار هي في الأصل من أسرة يموت، فإن الأسرة ما تزال قليلة العدد لأن تاريخها أرتبط بتاريخ عبيدو الإنكدار مؤسس الأسرة الجديدة.
هذا، وقد عُرف من أسرة الإنكدار السيد محمد الإنكدار ونجله السيد رامي الإنكدار، وكان النائب والوزير المرحوم صبحي المحمصاني وعديله السيد كمال الطويل أحد الأعضاء البارزين في جمعية محمد الأمين «صلى الله عليه وسلّم» وأحد الناشطين في الحقل العام، فقد سبق لهما منذ عقود عديدة أن أقترنا بإبنتي عبيدو الإنكدار.
أما الإنكدار لغةً فهو مصطلح عثماني تركي مشتق من كلمتين: «إنك» بمعنى الجديد و «الدار» بمعنى الدار أو القصر، وبذلك يصبح المعنى الدار الجديد أو القصر الجديد أو السراي الجديد، وهو على غرار المصطلح العثماني «إنكشاري» أو «يني تشري» أي: «الجيش الجديد».
|