آل بحصلي

من الأسر الإسلامية البيروتية، دمشقية الأصول، تعود بجذورها إلى قبيلة البحاحصة إحدى القبائل العربية التي توطنت في بلاد الشام، من بينها بحص في ريف دمشق التي نسبت إلى القبيلة، كما شهدت بيروت منذ العهد العثماني توطن أجداد الاسرة، ويشير «معجم قبائل العرب» ص 65: ، إلى أن قبيلة البحاحصة، من سكان غور الصافي، من الغوارنة إحدى عشائر الكرك بشرقي الأردن.

تميّزت أسرة البحصلي منذ العهد العثماني في ميادين العلم والمعرفة وفي صناعة الحلويات العربية المميزة، برز من الأسرة في القرن العشرين السيد راشد بحصلي، والدكتور راشد البحصلي المدير العام الأسبق لوزارة التربية الوطنية، ومدير عام أحد المصارف في بيروت، ولد في بيروت وتوفي فيها - عام 2005م - ، كما برز من الأسرة المهندس راشد كمال البحصلي، وفؤاد البحصلي أمين عام سابق لتجّار بيروت، والسيد يوسف بحصلي ونجلاه الدكتور منير البحصلي والدكتور عمرو البحصلي، كما برز من الأسرة السيدة أمل غازي بحصلي، والسيد غازي سليم بحصلي «حلويات البحصلي»، سعد الدين بحصلي، كما عُرف من الأسرة العميد الركن المتقاعد عبد الرحمن البحصلي - 1934 - 2008م - حائزعلى عدة أوسمة وميداليات وتنويه قائد الجيش اللبناني، توفي في بيروت في - 5 كانون الأول عام 2008م - ووري الثرى في جبانة الباشورة.

والأمر الملاحظ، أن بيروت شهدت أيضاً أعمال الوجيه البيروتي السيد حسين البحصلي في ميادين إقتصادية وإجتماعية وتربوية وخيرية عديدة، لهذا حرصت بلدية بيروت على تسمية شارع باسمه. والسيد حسن البحصلي  نجل الوجيه السيد إبراهيم بحصلي، تخّرج من مدرسة الفرير في بيروت، وهو من كبار تجّار الغزل والنسيج في بيروت والإسكندرية، وكان يملك مركزاً تجارياً مهماً في وسط بيروت في شارع سعد زغلول تجاه الجامع العمري الكبير ، كما كان نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة، وعضواً مؤسساً في جمعية تجّار بيروت، ونائب رئيس الهيئة الوطنية في لبنان، وعضواً مؤسساً في المؤتمر الوطني اللبناني عضواً مؤسساً وأمين صندوق مكتب فلسطين الدائم، مثّل لبنان في عدة مؤتمرات، منها المعرض الزراعي - الصناعي عام 1926م في القاهرة، ومثّل عام 1949م غرفة التجارة والصناعة في مؤتمر الغرف التجارية العربية في الإسكندرية، كما مثّلها عام 1951م في المؤتمر نفسه في دمشق، تزوج السيدة مريم غريّب ولهما إبنة واحدة وهي السيدة رشا.

ولا بد من الإشارة أيضاً بأن بيروت شهدت أسرة مسيحية قليلة العدد حملت إسم بحصلي عُرف منها السادة: جورج، جوزيف، والسيدة كلود جوزيف بحصلي.

من ساحة البرج، أو ما يعرف اليوم بساحة الشهداء، في وسط بيروت بدأت حكاية «حلويات البحصلي» في عام 1878 مع الشاب البيروتي سعد الدين البحصلي.

 سعد الدين ورث هوايته عن والده سليم، واحترفها على أيدي أخواله من آل العُرَيسي متعلّما ألف باء المهنة التقليدية في محلاتهم الشهيرة، آنذاك، ليتفوّق عليهم بعد سنوات قليلة ويصبح طاهيا معروفا بـ«نفسه الحلو» في صناعة أشهر أطباق الحلويات الشرقية من المعمول والبقلاوة والكنافة وغيرها.

 إنها شهرة تخطّت لبنان ووصلت إلى الدول العربية والأجنبية لتصبح مقصدا لشخصيات سياسية واجتماعية وفنية و«باب رزق» لآل البحصلي «تكاد خزنته لا تقفل من كمية ليرات الذهب التي تملؤها» على حد قول غازي سليم البحصلي، أحد أحفاد سعد الدين.

 ومن «حلويات سعد الدين البحصلي» في ساحة البرج، التي كانت تتألّف من طابقين، ولدت الفروع الثلاثة الأساسية لأبنائه، أي الجيل الثالث من العائلة، وهم: منير وسليم وشفيق، ومن ثم تولّى أمر المسيرة فيما بعد أبناؤهم الذين يتنافسون حاليا في «معركة أخوية» لصناعة أطيب وأفضل حلويات تستحق أن تحمل اسم «البحصلي»، ويبدو أن مسيرتها تسير بخطى ثابتة نحو الجيل الخامس.

أما بحصلي لغةً فهو لقب لجدّ الأسرة في بيروت، الذي قدم من بلدة «بحص» قرب دمشق، وأكده المرحوم الدكتور كمال بحصلي هذه المعلومة بتاريخ 9 كانون الثاني عام 2004م. وصيغة بحصلي على غرار الصيغة اللغوية لإزمرلي «من أزمير» وأورفي «من أورفه» وأرضروملي «من أرض روم» وسواها، علماً أن البحصلي لغةً تُطلق على المشتغل بالبحص أي الحصى، غير أن اللاحقة التركية «لي» لا تستخدم إلا على من كان أصله من منطقة أو مدينة ما، أما اللاحقة «جي» فإنها تطلق عادة على صاحب المهنة، لهذا فإن ما أشار إليه الدكتور كمال بحصلي هو الصحيح، بمعنى أن جذور الأسرة من منطقة بحص الدمشقية.