آل برازي
من الأسر الإسلامية البيروتية والدمشقية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام والمغرب العربي، وقد توطنت الأسرة في مناطق سورية عديدة وأطلق علة بعض المناطق التي توطنوا فيها اسم «البرازية» و«برزة» .
ويشير كتاب إبن الأثير «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/138 إلى قرية بَرزة من قرى دمشق، برز منها قديماً المحدث أبو القاسم عبد العزيز بن محمد البرزي «البرازي».
ويشير صاحب كتاب «عشائر الشام» ص 437-451-670-671-672 إلى قرية برزة شرقي حمص، كما يشير إلى أن عشائر البرازي هي عشائر كردية الأصل. ويشير إلى آغوات البرازية في حماة، وهم مجموعة عشائر عديدة يقدر عددهم بأكثر من تسعة آلاف منزل، يقيم معظمهم داخل الحدود الشامية في قضاء عين العرب، والباقي يقيمون داخل الحدود التركية في سهل سروج الفسيح. وأضاف بأن رجال البرازية يرتدون الأزياء العربية، في حين أن نساءهم يلبسن الأزياء الكردية، ورئيس عشائر البرازية حتى أواخر التسعينات كان مصطفى بك شاهين، وهو نائب قضاء عين العرب في المجلس النيابي السوري، يشاركه في قيادة العشائر شقيقه بوزان بك، وهما يقطنان قرية مكتلة، وكان للبرازية مواقف بطولية ضد الأحتلال الفرنسي للبلاد بين أعوم 1920-1946م
ويورد صاحب كتاب «عشائر الشام» أسماء العشائر البرازية وتاريخها وأماكن تواجدها - 670-674هـ - ، غير أن اللافت للنظر أن بعض هذه العشائر تؤكّد أنها ليست كردية الأصل، بل عربية الأصل والنَسَب، با إن بعضها يؤكد أنها تنتسب إلى آل البيت النبوي الشريف، ولا يدرون متى تّم نقلها إلى المناطق الكردية وبات لسانهم كردياً، هل في بداية العهود الإسلامية أم في عهد الدولة الأيوبية ؟.
وبالفعل، فإن «معجم قبائل العرب» ص 72+75 يشير إلى عدة فروع من قبائل البراز العربية منها:
1- البراز: وهي قبيلة عربية مركزها في جنوبي مليانة، وفي سهول الشلف في الجزائر.
2- البزار: وهي فخذ من أولاد لقمان، من لطيف، من اثبج، من بني هلال بن عامر، من العدنانية.
3- البزازات: قسم من السيول في بادية العارض، يقيمون في أطراف الرياض وسائر أنحاء العارض.
4- البرزي: وهم بطن من تغلب بن وائل من العدنانية.
ومهما يكن من أمر، فإن دمشق شهدت في العهد العثماني توطُّن أسرة البزاري، التي أسهمت إسهامات سياسية وعسكرية بارزة في عهود الإحتلال الفرنسي والإستقالالي، ومن أبرز قادتها القائد محسن البرازي الذي أشار إليه الرئيس بشارة الخوري في «حقائق لبنانية» 3/247-248 في إطار حديثه عن انقلاب حسني الزعيم. وكان محسن البرازي أحد المسؤولين السوريين اللذين أوفدوا لمقابلة الرئيس اللبناني بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح بعد الانقلاب السوري عام 1949م.
نتيجة لعدم الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي في سوريا، فقد شهدت بيروت منذ خمسينات القرن العشرين وفاة وتوطُّن العديد من آل البرازي عُرف من الأسرة السادة: أحمد، غياث، أحمد محمد، أسامة، إسماعيل خلل، أصلن، بلال، جمال فاروق وسواهم.
ومن الملاحظ أن أسرة البرازي السورية المُتَبَيرِتَه باتت كثيرة العدد في بيروت بسبب استمرار وفادتها إلى بيروت منذ أكثر من خمسين سنة.
أما البرازي لغةً وإصطلاحاً، فهم مجموعة عشائر عرفت باسم البرازية، وكان لها قرى ومناطق باسمها سواء على الحدود السورية - التركية أو في ضواحي دمشق. كما أن البرازي لقب أطلق على الفارس الذي يقود الفرس الذي يسبق سواه في سباق الميدان، كما تُطلق على الرجل الذي فاق أصحابه وجاهة وعلماً، كما أن البرازي هو الرجل الخارج للمبارزة، كما تأتي البرازي بمعنى الخارج إل البرية والفضاء الواسع الخالي من الشجر.
|