آل بيهم
من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة العريقة، تعود بجذورها وأصولها إلى قبائل شبه الجزيرة العربية لا سيما قبيلة بني العيتاني «العيثاني» وهي من القبائل المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف إلى الإمام الحسن «رضي الله عنه» . وما تزال قبيلة وأفخاذ بني العيثاني منتشرة في الخليج العربي والمغرب العربي.
ومن المعروف أن قبيلة بني العيثاني، أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. لهذا ، فإن فروع آل العيتاني ما تزال منتشرة في تلك البلاد، ونظراً للأخطار التي واجهت بلاد الشام في العصور الوسطى لا سيما من قبل الحملات الصليبيّة، لهذا توجه الكثير من المغاربة، ومن بينهم قبائل العيتاني وفروعها للإسهام في الدفاع والرباط عن بلاد الشام وفي مقدمتها بيروت المحروسة، وقد أشار الرحّالة إبن جُبَير في رحلته عن دور المغاربة في بلاد الشام في تلك المرحلة التاريخيّة، وقد اعتبر المغاربة - كسواهم - من أن المشاركة في الرباط هو واجب شرعي.
ولا بد من الإشارة، إلى أن نهاية العهد المملوكي وبداية العهد العثماني شهد المزيد من نزوح العائلات المغربيّة من بلاد المغرب إلى مصر وبلاد الشام، لا سيما بعد سقوط الأندلس عام 1492م بيد الإسبان. والحقيقة، فإن المصادر التاريخيّة المعاصرة للعهد العثماني ووثاق سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت أشارت إلى أن أسرة بيهم هي فرع من أسرة العيتاني وهكذا أسرة الحص والعديد من الأسر البيروتيّة الأخرى.
برز من أسرة بيهم في العهد العثماني العديد من وجوه التجار ووجهاء المجتمع البيروتي والعثماني، منهم على سبيل المثال السادة: الحاج نجيب بيهم العيتاني الذي استقبله البابا «Leon» في العهد العثماني واجتمع به في جلسة خاصة.
كما برز الوجيه عمر بيهم العيتاني من أعيان بيروت المشهورين بكثرة تواضعهم، ومن كبار وجهائها في القرن التاسع عشر، وكان عمدة للتجار في بيروت المحروسة، وأصبح رئيساً لمجلس الشورى في فترة الحكم المصري لبلاد الشام - 1831 /1840م – وكان لقبه عام 1259هـ /1831م حسب سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت «عمدة التجار عمر جلبي إبن الحاج حسين بيهم العيتاني». قام عمر بيهم بدور مشكور في إخماد الفتنة الطائفيّة التي قامت في جبل لبنان عام 1860م.
كما برز شقيقه الحاج عبد الله بيهم، وقد ورد في سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت أيضاً معلومات عن الأخوين الشقيقين بأنهما «عمدة التجار المعتبرين الأخوين الشقيقين السيد عمر والحاج عبد اللع ولدي المرحوم حسين بيهم العيتاني». ومما يلاحظ من خلال معاملات الشراء العديدة لصالح الشقيقين السيد عمر والحاج عبد الله بيهم أنهما كانا من الموسرين الأثرياء والوجهاء في آن معاً.
ويلاحظ من خلال دراسة سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت، ومن خلال الوثائق والمصادر المعاصرة، بأن الحاج حسين بيهم العيتاني الأول المتوفى قبل عام 1843م – حسب سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت – كان له من الأولاد السادة: عمر وعبد الله ومصطفى ويوسف بيهم العيتاني.
كما برز في أواخر القرن التاسع عشر عزتلو محمد أفندي إبن الحاج عبد الله إبن الحاج حسين بيهم رئيس بلدية بيروت.
هذا، وقد شهدت بيروت الحاج حسين بيهم العيتاني الثاني – 1833م -18811م - ، نجل عمدة التجار المعتبرين السيد عمر إبن الحاج حسين بن ناصر بن محيى الدين العيتاني، لقد بيهم واحداً من إثنين ولدت الجمعيّة العلميّة السوريّة على يديهما، والثاني هو الأمير محمد أمين أرسلان. وكلاهما من أهل السنة والجماعة في بيروت. وكان الأمير الأرسلاني أول رئيس لها، والحاج حسين تولى رئاستها في سنة 1896م.
إن انتماء الحاج حسين بيهم إلى عائلة مرموقة، والمكانة الشخصيّة التي كونها لنفسه عن طريق أعماله التجاريّة، والسمعة الأدبيّة التي حصّلها في ميدان الثقافة والعلم، كل ذلك جعل الجولة العُثمانيّة توليه ثقتها وتكلفه بمهمات إداريّة وقضائيّة عليا.
في 24 كانون الثاني سنة 1881م أغمض الحاج حسين بيهم عينيه لآخر مرة، ففقدت الآداب أحد أركانها في بيروت التي حملت الحاج حسين بيهم العيتاني في حياته إلى ما هو أهل له في المناصب الإداريّة والمكانة الأدبيّة حملته عند وفاته في مشهد حافل لم تشهد هذه المدينة مثيلاً له من قبل، وتمّ دفن جثمانه الطاهر في ضريح والده عمر بن حسين بيهم في جبانة السنطيّة الواقعة بالقرب من البحر شمالي بيروت.
ومن وجهاء بيروت المحروسة في العهد العثماني حسن بك بيهم صاحب امتياز مشروع سكة حديد بيروت – دمشق بموجب الفرمان السلطاني الصادر عام 1891م وقد أُطلق عليا اسم «الشركة المساهمة العثمانيّة لخط بيروت دمشق الإقتصادي».
كما برز في العهد العثماني في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين محمد بك بيهم عضو مجلس المبعوثان العثماني. وممن برز من آل بيهم في العهد العثماني الوجيه البيروتي محيى الدين بك بيهم الذي أشار إليه المؤرخ لحد خاطر في كتاب «عهد المتصرفين في لبنان»، بقوله: إنه كان صديقاً لمحمد بك الأرناؤوطي محافظ طريق الشام وصديقاً لإبراهيم باشا والي ولاية بيروت، ووصفه بالقول: «معروف بالوجاهة والحكمة وإصابة الرأي» وبرز من بعهد نجله عمر الذي أصبح نائباً عن بيروت عام 1925م.
ومن الصفحات المجيدة في تاريخ بيروت وآل بيهم الوجيه البيروتي أحمد مختار حسين بيهم – 1876/1920م – أحد الوجوه السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة في بيروت رئيس المجلس البلدي لبيروت، وقد كان إصلاحياً كوالده، لذا دعا من جمهرة من البيارته لتأسيس جمعية بيروت الإصلاحيّة عام 1913م بهدف إصلاح وتحديث أوضاع بيروت وأوضاع الدولة العثمانيّة خوفاً إحتلالها من قبل الأجنبي، وشهدت الدولة العُثمانيّة منذ بداية القرن العشرين تحولات أساسيّة في أوضاعها السياسيّة والعسكريّة والإقتصاديّة. وكان إنقلاب عام 1908م وخلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش عام 1909م، من أهم الأحداث السياسيّة التي أثرت على الدولة العُثمانيّة وعلى مختلف ولاياتها بما فيها ولاية بيروت.
ومن الوجوه البارزة في أسرة بيهم السيد محمد بن مصطفى إبن الحاج حسين بيهم الذي كان رئيساً للمصرف الزراعي العثماني ونائباً لرئيس بلدية بيروت الحاج عبد القادر قباني.
ومحمد جميل بيهم هو إبن محمد بن مصطفى بن حسين بيهم بن ناصر العيتاني، كانت ولادته في بيروت سنة 1887م في وسط بيئة عائليّة جمعت مكانتها الاجتماعيّة من خلال تاريخ رجالها الذين ضربوا بسهم وافر من الوجاهة والثراء والثقافة الدينيّة والأدبيّة، وما يزال أهل القلم يتحدثون حتى اليوم عن حسين بيهم الذي كان شاعراً مبدعاً وأديباً مُجيداً مرموقاً في النهضة العلميّة التي بدأت بواكيرها في البلاد ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، كما أن سدة الحكم في لبنان عرفت في عبد الله بيهم واحداً من أركانها خلال الحقبة التي مرت على لبنان في أوائل عشر الثلاثين من القرن العشرين.
ولقد برزت عائلة بيهم العيتاني في الحياة السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة منذ قرون عديدة، فإن أمير الماء أو الأميرال إبراهيم العيتاني – قبودان باشا – قد ولاه السلطان سليمان القانوني في القرن السادس عشر قيادة قسم من الأسطول العثماني. ثم أصبح إبراهيم باشا أشهر الذين تولوا الصدارة العظمى في السلطنة العثمانيّة وذلك في 13 شعبان عام 929هـ - 1523م . وقد تولى الحصار الأول لمدينة فيينا في مطلع عام 936هـ - 1529م ، غير أنه أُعدم في رمضان عام 948هـ – 1542م.
ويذكر المهتمون في تاريخ الأنساب أن أسرة العيتاني من الأسر التي نزحت من المغرب العربي إلى بيروت عقب جلاء الأسر الإسلاميّة عن الأندلس في القرن التاسع عشر، وبالذات في عهد حسين بيهم العيتاني بن ناصر بن محيى الدين العيتاني. ولهذا الإنفصال قصة إجتماعيّة مرتبطة بمآثر العائلة، وهي ان حسين المذكور كان كريماً مضيافاً يُحسن إلى الفقراء والمعوزين ويوزع أمولاً عليهم، ومن أجل ذلك لقّبه الناس وقتذاك بلقب «أبي الفقراء»، وأصبح الناس يشيرون إلى هؤلاء الفقراء والمعوزين على أن حسين بك هو «بيهم» أي والدهم. ومنذ ذلك التاريخ بدأ هذا الفرع من العائلة يأخذ اللقب الجديد «بيهم» منفصلاً بالتدريج عن اسم العائلة الأم «العيتاني».
هذا، وقد أنجب حسين بيهم ستة أبناء، هم: ناصر، محمد، يوسف، عمر، مصطفى، وعبد الله. وكان يوسف من ألمع هؤلاء، إذ إن تجارته الواسعة جعلته على صلة وثيقة بالأمراء والمقدمين والمشايخ اللبنانين. ولما انتشر وباء الكوليرا في عهد الأمير بشير الشهابي الكبير، توده يوسف بيهم مع عائلته إلى منطقة عين «عنوب الجبلية»، وإذ يفاجئ أهل المنطقة بقافلة كبيرة تدخل القرية، وكان دليلها يسأل عن منزل آل بيهم، فإذا بالقافلة محملة بشتى المؤن مهداة من الأمير بشير إلى أسرة بيهم النازلة في رحابه في الجبل. وكان لهذه الحادثة وقع وأثر هام في توطيد العلاقة بين آل بيهم وبين الأسرة الشهابيّة.
اشتهرت أسرة بيهم العمل التجاري، غير أن بعض رجالها أظهروا ميلاً للسياسة والثقافة والأدب، في القرن التاسع عشر ظهر منهم بالإضافة إلى حسين وإبنيه عمر ومصطفى المفكر حسن بيهم الذي شارك في تأسيس جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة عام 1887م، بالتعاون مع الشيخ عبد القادر قباني وبعض رجالات المسلمين.
هذا، وقد انصرف فريق من آل بيهم لخدمة المجتمع، فأبلوا بلاء حسناً في القضايا العربيّة والإنسانيّة والإجتماعيّة، فأحمد مختار بيهم كان من الرعيل الأول الذي اشتغل في قضايا الإستقلال. وكان حسين بيهم والد مختار رئيسياً للجمعية العلمية السورية التي اعتبرت نواة المجمع العلمي، كان شديد الصلة بالأمير عبد القادر الجزائري، الذي جرى بينهما تعاون وثيق من أجل استقلال العرب عن الجولة العثمانية.
أما محمد أفندي بيهم، فقد كان عضواً بارزاً في مجلس النواب العثماني، ثم أصبح رئيساً لبلدية بيروت. كما أصبح عبد الله بيهم أمين سر الدولة ورئسياً للحكومة عام 1942م. أما عبد الرحمن بيهم، فكان رئيساً لمحكمة الغرف التجارية. وكان عصام بن عبد الرحمن بن محيى الدين عمر بيهم قنصل لبنان في الإسكندرية، وأصبح أمين أحمد مختار بيهم نائباً عن بيروت في عهد الإستقلال.
بالإضافة إلى ذلك، فقد عمل بعض آل بيهم في العمل الإسلامي، ومن مآثر عبد الله بيهم بناؤه مسجد عين المريسة في عام 1887م، وبالرغم من أن البعض يذكر بأنه أنشأه بالتعاون مع الشيخ محمد علايا والشيخ محمد الهبري، غير أن اللوحة الموضوعة في أعلى الباب بالحائط الشمالي للمسجد، لم يذكر عليها سوى إسم عبد الله بيهم.
أما فيما يختص بالعلامة محمد جميل بيهم دراسته في نشأته الأولى في الكليّة العُثمانيّة التي أنشأها الشيخ أحمد عباس الأزهري، ومن هذه الكليّة إنتقل إلى مدرسة أوليفيا الفرنسيّة التي كانت نواة لمدرسة البعثة العلمانيّة الفرنسيّة في بيروت، اللاييك، وإن نزوع محمد جميل بيهم إلى التزود بالعلم رافقه من سن الحداثة إلى ما بعد تقدمه في السن إلى عهد الكهولة. ففي خريف عام 1928م قدّم إلى معهد الآداب بجامعة باريس أُطروحة لنيل درجة الدكتوراه عنوانها (الإنتداب في العراق وسوريا)، وكان المُشرف على هذه الأطروحة الأستاذ الفرنسي دو مومبين Gaudefray De Monbynes.
وجدير بالذكر أن هذا الوجيه الكاتب ظّل حتى يوم وفاته في 8 أيار 1978م، أي على مدى واحد وتسعين عاماً بكامل أيامها وشهورها حريصاً على اكتساب العلم من مناهله العربيّة والأجنبيّة وفي نفس الوقت كان أيضاً حريصاً على نشره عبر آلاف الصفحات من مؤلفاته.
وبسبب معاصرته للعهد العُثماني ودراسته في الكليّة العُثمانيّة ثم في مدرسة أوليفيا الفرنسيّة، فإنه استطاع إتقان اللغات الثلاث: العربيّة والتركيّة والفرنسيّة.
في سنة 1913م تزوج محمد جميل بيهم من زينب عبد الرحمن بيهم، ثم تزوج للمرة الثانية سنة 1929م من السيدة نازك العابد ابنة مصطفى باشا العابد من أعيان سوريا الذي تولى متصرفيّة الكرك وولاية الموصل في أواخر العهد العُثماني.
إن الفترة التي تزامنت مع حياة محمد جميل بيهم كانت من المراحل الفاصلة في تاريخ الحرب الحديث، وهذا ما جعله وثيق الاتصال بالأحداث التي عاشتها الأمة العربيّة في هذه الفترة التي امتدت من أواسط القرن العشرين وما تزال متمادية حتى أيامنا الحاضرة. ولما كان محمد جميل بيهم متابعاً لمجرى تلك الأحداث فإنه لم يحجم عن خوض غمارها لا سيما عندما خفر الحلفاء ذمة عهودهم التي قطعوها للعرب حتى أهاجوهم للثورة على الدولة العُثمانيّة، ففي سنة 1919م كان محمد جميل بيهم المندوب الذي اختاره البيروتيون لتمثيلهم في المؤتمر العربي الأول الذي أعلن المملكة العربيّة السوريّة، وأنتُخب الشريف فيصل بن الحسين ملكاً لهذه المملكة، ولقد انبعثت عن هذا المؤتمر لجنة الإحتجاج على فصل لبنان عن سوريا وعلى توكيل بطريرك الموارنة إلياس الحويك عن لبنان للذهاب إلى باريس. وكان محمد جميل بيهم في عداد هذه اللجنة التي كان من أعضائها أيضاً، الأمير أمين أرسلان، ومظهر بك رسلان، وسعيد بك طليع، ورشيد بك جنبلاط، وإبراهيم بك هنانو، وتوفيق أفندي مفرج، والشيخ عبد القادر الخطي.
وبعد أن حُمّ قضاء الله وأصبحت بيروت تابعة لدولة لبنان الكبير الذي أعلنه الجنرال الفرنسي غورو في الأول من شهر أيلول سنة 1920م جرت انتخابات نيابيّة سنة 1922م لتختار كل طائفة من الطوائف الدينيّة التي يتألف منها الشعب اللبناني نائباً عنها، ترشح محمد جميل بيهم للنيابة عن مسلمي بيروت، ولكنه ما لبث أن سحب هذا الترشيح بعد أن تأكد له بأن الفرنسيين لن يمكنوه من الفوز بالنيابة.
ومما يلاحظ أن عراقة آل بيهم جعلتهم في مقدمة العائلات البيروتيّة نظراً لإسهاماتها السياسيّة والخيريّة والإنسانيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والعلميّة والتربويّة، مما أهلّ أفراد العائلة لتولي مناصب سياسيّة رفيعة منذ العهد العثماني إلى عهود الإستقلال، ويمكن الإشارة إلى أعلام آخرين من آل بيهم ممّن اشتغلوا في الحقل السياسي السادة:
1- محمد عبد الله بن حسين بيهم -1846-1915م من مواليد بيروت في منطقة سوق الطويلة، ثم نشأ في قصر والده الذي بناه فيما بعد خارج السور غرباً، عمل كوالده وأسرته في العمل التجاري، وكان مثال التاجر البيروتي المستقيم، في العام 1892م أصبح رئيساً لمجلس بلدية بيروت، وفي عام 1950م أصبح رئيساً لمجلس إدارة ولاية بيروت الذي بادر فوراً لدراسة إنشاء مستشفى للبلدية، في عام 1914م عُيِّن عضواً في مجلس ال‘يان العثماني في بيروت المحروسة. توفي عام 1915م، دون عقب، ودفن في جبانة مقام الأوزاعي رضي الله عنه.
2- حسن عبد الله بيهم - 1858/1925م – من مواليد بيروت، تعلّم في المدارس السلطانيّة العثمانيّة، حاز لقب عزتلو، من مؤسسي جمعية المقاصد الإسلاميّة في بيروت، أنتخب عام 1884م عضواً في شعبة المعارف في بيروت، في عهد الإنتداب الفرنسي عيّنه الجنرال غورو عام 1920م عضواً في اللجنة الإداريّة لدولة لبنان الكبير، ثمانتخب أمين سرّ هذه اللجنة، وكانت بمثابة مشروع للمجلس النيابي، اوفي في 18 آب عام 1925م.
3- عبد الله عثمان بيهم - 1879/1962م- من مواليد بيروت، تعلّم في المدرسة السلطانيّة العثمانيّة، ومدارس المقاصد، شارك في تأسيس شركة مرفأ بيروت في العهد العثماني، وتولى نيابة رئاسة غرفة التجارة في بيروت، ثم تولى رئاستها عام 1912م، أنشأ عدة مؤسسات صناعيّة وتجاريّة، منها معمل الكبريت في الدامور، عُيّن عضواً في مجلس الشيوخ في أيار عام 1926م، وبعد دمج مجلسي الشيوخ والنواب عام 1927م، أصبح عضواً في المجلس النيابي، عُيّن مرة ثانية في المجلس النيابي عام 1929م. يعتبر أول رئيس وزراء لبناني مسلم تعيّنه السلطات الفرنسيّة بلقب أمين سر الدولة البنانيّة في أعوام 1934،1939،1943. توفي في 10 كانون الأول عام 1962م.
4- عمر محيى الدين بيهم - 1879/1952م- ، من مواليد بيروت، تلقى علومه في المدارس السلطانيّة العثمانيّة، وفي الكليّة العثمانيّة الإسلاميّة لمؤسسها الشيخ أحمد عباس الأزهري، مارس التجارة في بداية حياته، وهو يعتبر من وجهاء بيروت. التحق عام 1914م بالجيش العثماني، وأسندت إليه الدولة العثمانيّة أثناء الحرب العالميّة الأولى مهمى الإشراف العام على مركز الإعاشة الرئيسي في صوفر.
وبعد إنتهاء الحرب العالميّة الأولى عام 1918م، عاد للاشتغال بالأعمال التجاريّة، فأسّس مع السيدين عبد الرحمن بيهم وزكريا النصولي شركة لبيع الألبسة الجاهزة في محلة باب إدريس، أنتُخب نائباً عن بيروت في المجلس النيابي عام 1925م. في عام 1951 عيّنه مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ محمد توفيق خالد عضواً في مجلس إدارة الكليّة الشرعيّة، غير أنه توفي في السنة التالية.
5- أمين محمد مختار بيهم - 1899/1981م- من مواليد بيروت، تلقى علومه الأولى في الكليّة العثمانيّة الإسلاميّة لمؤسسها الشيخ أحمد عباس الأزهري، ثم نقله والده الوجيه البيروتي أحمد مختار بيهم إلى فرنسا ليتلقى التعليم في مدارس الليسيه. ومنذ شبابه أدخله والده في العمل الوطني، فأرسله مع سليم سلام وأولاده في أواخر أيلول عام 1918م للطلب إلى والي بيروت إسماعيل حقي بك مغادرة البلاد. أنتُخب عضواً في مجلس بلدية بيروت عام 1935م، ثم تولى رئاستها أعوام 1961،1981م حتى وفاته، كما تولى في الفترة ذاتها رئاسة متحف نقولا إبراهيم سرسق، انتُخب عام 1951 نائباً عن بيروت.
ومما يلاحظ بأن هذه الأسرة البيروتيّة العريقة تأثر دورها في المجتمع البيروتي واللبناني بعدّة عوامل، خاصة دورها السياسي والإجتماعي والإقتصادي، لا سيما بعد عام 1975م حتى اليوم، ومن بين هذه العوامل:
1- قلة الإنجاب عامة، والذكور خاصة.
2- الأحداث الأمنيّة والسياسيّة في فترة الحرب اللبنانية -1975/1990م.
3- آثرت ــ وهي العائلة العريقة ــ أن تنسحب من الحياة السياسة لكثرة ما شاهدته من تردٍّ في الثوابت والقيم والمثل العليا التي اعتاد عليها البيارتة منذ العهد العثماني حتى اضطراب الأوضاع الأمنيّة والسياسيّة والطائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة.
4- هجرة الكثير من أبناء العائلة الكريمة إلى خارج لبنان لأسباب المذكورة.
وبيهم لغةً واصطلاحاً من أبيهم بمعنى أبو الفقراء وأبو الأولاد، ربما أن هذا اللقب أطلق على أحد أجداد آل العيتاني في منتصف القرن التاسع عشر، لا سيما في العهد المصري ــ 1831/1840م ــ قد أطلقها الجند المصري على هذا الجدّ حسب التعبير المصري «بيهم»، أي: والدهم، خاصة وأنهم كانوا يشاهدون الحاج حسين بيهم العيتاني يحسن إلى فقراء بيروت، ذلك أن المصريين يقولون لأمير القوم: «ميرهم»، ولسيد القوم: «سيدهم»، ولأب القوم أو لأبي الأيتام: «بيهم»، وهكذا.
|