آل تنير
من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بنسبها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، وهي من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، تعود بنسبها إلى أحد أجدادها شهاب الدين، لهذا استمرت الأسرة لغاية أواخر القرن التاسع عشر تُعرف باسم التنّير شهاب الدين.
ومما يلاحظ بأن أسرة التنّير شهاب الدين أسهمت إسهامات عسكريّة مهمة في الدفاع عن بيروت المحروسة منذ العصور الوسطى، لا سيما منذ عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، حيث أسهمت الأسرة في ردّ الإفرنج عن الثغور، لا سيما ثغر بيروت المحروسة، لهذا توطن أجداد الأسرة منذ مئات السنين في منطقة عين المريسة وجوارها بهدف حماية الثغور والدفاع عنها، وما تزال أسرة التنّير متوطنة حتى اليوم في المنطقة، كما شهد باطن بيروت المحروسة توطن أجداد الأسرة أيضاً.
برز من أسرة التنّير الكثير من رجال العلم والصحافة والتجارة والجهاد والأعمال، وممن عُرف منهم في العهد العثماني السيد إبراهيم التنّير إبن السيد عبد الله التنّير. كما يشير السجل 1259هـ ص 25-80 من سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت، إلى دار التنّير في سوق البوابجية في باطن بيروت بالقرب من سوق العطارين والجامع العمري الكبير.
ومما يلاحظ أنه بعد سنوات من السجل المشار إليه، فقد ورد في السجل 1263-1265هـ، ص 157 إشارة إلى السيد عبد الله التنّير شهاب الدين، كما أشار السجل 1285-1286هـ قضية79 إلى السيد إبراهيم بن عبد الله التنّير شهاب الدين، مما يؤكد أن أسرتي التنّير وشهاب الدين أسرة بيروتيّة واحدة، وقد انفصلت فيما بعد إلى أسرتين بيروتيتين، علماً أن العهد العثماني - لا سيما في القرن التاسع عشر- شهد وثائق وسجلات تظهر أسرة تنير على حدة وأسرة شهاب الدين على حدة، كما شهدت صيغة تنير شهاب الدين متحدة كما سبق وأشير.
من جهة أخرى، فقد برز أيضاً من الأسرة في العهد العثماني ألصحافي عبد الوهاب التنّير صاحب ومؤسس مجلة «ألمّصور» البيروتيّة عام 1912م، وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر ألمهندس الشهير ألمرحوم أحمد عبد الله التنّير - 1926/1998م - واضع التصميم الأول لجامع محمد الأمين «صلى الله عليه وسلّم»، ونجله ألمهندس عبد الله التنّير، والمهندس محمد أمين التنّير، وأشقاؤه ألمهندس محيى الدين التنّير، والمهندس نذير التنّير، والدكتور أكرم التنّير والدكتورة إكرام أمين التنّير، كما عُرف ألمهندس أمين بن محمد أمين التنّير.
كما عُرف من الأسرة ألأستاذ التربوي وائل مصطفى التنّير ألمدير السابق للتعليم الثانوي الرسمي، ألمدير السابق في بلدية بيروت ألمهندس عصام التنّير وأشقاؤه ألمهندس عمر المتوفى عام 2009م والنقيب المتقاعد نديم التنّير، والطبيب الدكتور أحمد رفعت سعد الدين التنّير.
كما عُرف الكثير من آل التنّير ممن هم في بلاد الاغتراب، لا سيما أولاد المرحوم علي التنّير السيدات والسادة: المهندس هيثم التنّير «دبي»، السادة: هادي، فادي وريما التنّير «فرنسا»، والسيدة جنان والسيدة جومانة التنّير «السعودية».
أما التنّير لغةً وإصطلاحاً، فلعل اللقب مشتق من التنوير والمنير، وهو الشيء الذي يضيء المكان، علماً أنه يقال للرجل الذي يختفي ولا يظهر على حقيقته بالرجل التنّير، أما التنّور فهي فارسيّة الأصل وتعني الفرن أو الحمام البخاري، والتنّور الذي يُخبز بواسطته الخبز، ولا يزال يستخدم إلى الآن في كثير من القرى اللبنانيّة والعربيّة، كما أن عامود الغيم الذي يظهر على الشاطئ أثناء فصل الشتاء يُسمى تنيراً، وهو يمتد من أعماق الموج إلى الفضاء صعوداً، كما أن لفظ التنّور ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) سورة هود الآية 40
كما ورد اللفظ في سورة المؤمنين بقوله تعالى : (فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ) سورةالمؤمنون الآية 27
تأسيساً على ما تقدم، وبما أن أسرة التنّير توطنت منذ مئات السنين عند ثغور بيروت المحروسة، ومن بينها ثغر عين المريسة، فإن أحد أجداد الأسرة لُقِّب «التنّير» تشبهاً بظاهرة التنّير البحريّة وما يصاحبها من مظاهر طبيعيّة كالعاصفة الهوجاء وكَثورة مياه البحر.
|