آل التويني أصالة بيروتية ولبنانية وعربية، رواد الصحافة والكلمة الحرة والعروبة الأصيلة
أسرة التويني من الأُسر المسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبيلة تويني (ثويني) في اليمن وشبه الجزيرة العربية، وقد توطنت في بلاد الشام والعراق والأردن، لاسيما في البلدات والمناطق الفلسطينية والسورية والعراقية والأردنية منذ الفتوحات العربية الأولى. وقد أشار القزويني صاحب كتاب «أسماء القبائل وأنسابها» بأن قبيلة تويني من عشائر طيء بن قحطان، وأول ما ورد ذكرها في تاريخ ابن الفرات في حوادث عام (795هـ)، عندما أشار إلى توطنها في البصرة، وأنها تعود إلى قشعم وهو لقب ربيعة بن نزار، وأن أحد قادتها الشيخ عُقاب بن صقر بن ثويني بن عبد العزيز بن حبيب بن صقر بن حمود بن كنعان بن مهنا بن ناصر بن مهنا بن سعد بن المنذر بن قسّام بن قشعم بن غزي. وأشار صاحب كتاب «عشائر الشام» إلى عشيرة الشنابلة، وهي انقسمت إلى قبائل عديدة بلغت بمجموعها (250) قبيلة، منها قبيلة تويني والمدلج والمداحلة والغانم والحاتم وسواها. وأضاف بأن تلك العشيرة وقبائلها انتشرت في الأردن وسوريا، ومن بينها أراضي قضاء مصياف من محافظة اللاذقية وقضاء المعرّة، ومن تلك القبائل قبيلة تويني والشقرة والرفيعي وسواها. كما أشار إلى أحد زعماء قبيلة تويني المعروف باسم ثويني بن فرحان الصفوق. كما أشار «معجم قبائل العرب» بأن قبيلة تويني كانت تقيم منذ أكثر من خمسمائة عام في حوران، وأن جذورها تعود إلى عشيرة المساعيد إحدى عشائر محافظة جبل الدروز في سوريا. كما أشارت بعض المصادر بأن فرعاً من الأسرة من قبيلة ناصر من الناصرة في فلسطين. أشارت بعض المصادر المعاصرة بأنه يوجد في منطقة جبلة السورية الساحلية موقع أثري يُعرف باسم «تل تويني»، وجاء في المصدر خبراً مضمونه «اكتشافـات أثريـة في موقع تل تويني الأثري»، جاء في تفاصيله: «عثرت البعثة الأثرية السورية ـ البلجيكية خلال عمليات التنقيب في موقع تل تويني الأثري شرقي مدينة جبلة السورية الساحلية، على مدفن يعود تاريخه إلى (1800 ق.م) استخدم في عصر البرونز القديم الثالث (2500 ق.م) كحاصل لتجميع الحبوب يحتوي على هيكلين عظميين وإبريق من الفخار وبعض الكسر الفخارية... كما عثرت البعثة على مدفن بيزنطي من القرن السادس الميلادي...». تأسيساً على ما تقدم، يدرك القارئ بأن قبيلة تويني من القبائل العربية التي تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية، وقد انتشرت في العراق والأردن وسوريا، وفيما بعد في بيروت المحروسة، لا سيما في بداية العهد العثماني، وليس كما سبق أن ذكر الدكتور عمر فروخ في كتابه بأنها من الجاليات البيزنطية، أو أنها من منطقة توانة (طوانة) في شرقي آسيا الصغرى، بل هي أسرة عربية أصيلة وعريقة. علماً أن ابن الأثير يشير إلى موضعين أحدهما يُعرف باسم «تون» والثاني «تونة» وقد نسب إليهما العديد من العلماء والأئمة والفقهاء. هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة في العهد العثماني توطن أسرة تويني ووفادتها من بلاد الشام، وبرز منها في عهد أحمد باشا الجزار المتوفّى عام (1804م) نصور بك التويني. وأشار السجل (1259هـ/1843م) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت (ص144) إلى السيد فارس بن جبران التويني وإلى السادة: ميخائيل بن فياض التويني، وجبران بن فياض التويني، وداود سلوم التويني. من جهة ثانية، فقد أُطلق على أفراد أسرة التويني في العهد العثماني لقب «الخواجات» وهو لقب أُطلق على الوجهاء والبارزين في المجتمع البيروتي، لا سيما من المسيحيين، وقد أشار عبد الرحمن سامي بك (من مصر) الذي زار بيروت عام (1890م) إلى الأُسر والعائلات الإسلامية والمسيحية التي تعرّف عليها في بيروت قائلاً: «تحتوي هذه المدينة على كل طبقات الناس، ففيها الأغنياء وأصحاب البنوك كالسادات بيهم وأياس والخواجات بسترس وسرسق وتويني وغيرهم...». ومن الملاحظ أن سليم علي سلام (أبو علي) أشار في مذكراته إلى العديد من وجهاء وفعاليات أسرة التويني، منهم جان بك تويني عضو جمعية بيروت الإصلاحية عام (1913م)، عضو أحد الوفود البيروتية إلى استانبول عام (1914م) مع عضو مجلس المبعوثان العثماني سليم علي سلام، وكاتم أسرار السفارة العثمانية في لندن، عضو المؤتمر السوري العام الذي عقد في دمشق في (7 آذار عام 1920)، عضو لجنة تأبين سليم علي سلام عام (1938م). كما أشار سليم علي سلام في مذكراته (ص313) إلى حنا التويني أحد وجهاء بيروت، وإلى ميشال التويني مترجم القنصلية الفرنسية في بيروت قبل الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918م)، وأحد العاملين في الحقل الوطني في العهدين العثماني والفرنسي، وهو أحد الموقعين على وثيقة سرية ضد الدولة العثمانية في (18 آذار 1913م). كما أشار سليم علي سلام إلى نخلة التويني في إطار أحداث عام (1912م) قائلاً فيه: «إن صديقي المرحوم نخلة بك التويني قال لي: إنه راجع قنصل فرنسا، وأنه وعده بالمساعدة، وأن حكومته مستعدة أن تمدنا بعشرين ألف جندي عند الاقتضاء إذا أعلنا الثورة...». ومن المعروف أن نخلة بك ابن جرجس التويني (1855 ـ 1929م) كان من المعادين للدولة العثمانية، لذا حكم عليه أحمد جمال باشا بالإعدام، غير أن أقربائه في السلطة الإيطالية تدخلت فأعفي عنه، لذا سافر إلى سويسرا، ولم يرجع إلى لبنان إلا عام (1918م)، انتُخب نائباً عن بيروت عام (1922م)، كما عُيِّن عام (1926م) عضواً في مجلس الشيوخ، ثم نائباً عام (1927م) في المجلس النيابي الأول. ترأس بصفته رئيساً للسن جلسات المجلس النيابي في أيار وتشرين الأول عام (1922م)، وأيار عام (1926م). توفي في (21 نيسان، عام 1929م). والجدير بالذكر أن نخلة بك التويني سبق أن أنتُخب منذ عام (1892م) عضواً في مجلس إدارة ولاية بيروت، وعضو مجلس بلدية بيروت عام (1899م). كما برز من الأسرة اسكندر بك التويني سر ترجمان متصرفية جبل لبنان، ونجله عزتلو أسعد بك التويني، والأديبة إفلين تويني بسترس. 2- جبران اندراوس تويني (1890 – 1947) رائد الصحافة اللبنانية والكلمة الحرة كما برز في العهد العثماني والانتداب الفرنسي وعهود الاستقلال جبران أندراوس تويني (1890 ـ 1947م) الذي تلقى دروسه في مدرسة الثلاثة أقمار وفي مدارس الليسيه. سافر عام (1908م) إلى باريس حيث عمل في صحيفة (Paris)، وفي صحيفة «نهضة العرب»، ثم انتقل إلى الاسكندرية فالمنصورة، وأمضى فيهما قرابة عشرة أعوام اشترك خلالها في تحرير صحيفة «الدلتا»، وترأس تحرير صحيفة «البصير» في الاسكندرية، و«المقطم» و«الأهرام» في القاهرة. عاد جبران تويني إلى بيروت عام (1923م)، وكتب في صحيفة «الحرية» وفي صحيفة «المرأة الجديدة» ومجلة «مينرفا». وفي عام (1924م) أصدر صحيفة «الأحرار» بالاشتراك مع خليل كسيب وسعيد صباغة. انتُخب عام (1928م) نقيباً للصحافة. تأسيس «النهار» في عام (1933م) أسّس صحيفة «النهار» التي اعتبرت الصحيفة المعبِّرة عن تطلعات الشعب اللبناني في الحرية والاستقلال، فخاض بواسطتها الصراع مع سلطات الانتداب الفرنسي، كما حارب الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقد عطلت السلطات الفرنسية وفيما بعد سلطات الاستقلال صحيفة «النهار» أكثر من مرة، سواء في عهد مؤسسها جبران تويني أو في عهد نجله غسان تويني. وكان جبران تويني من أعلام الفكر القومي السوري، حارب دعاة الفينيقية والماسونية والانعزالية. (للمزيد من التفاصيل أنظر كتاب: في وضح النهار). في يوم من أيام بيروت الخريفية عام 1933 شاهد المارة في شارع فرن الحايك في الأشرفية حمالا يخرج من دارة جبران تويني وعلى ظهره طاولة عتيقة من خشب الشوح، أخذت – بعد استئذان السيدة أم غسان – من مطبخ البيت، وهبط بها الحمال درجات السلم الحجرية الموازية للحديقة الصغيرة تحت العريشة، واجتاز البوابة الحديد للسور إلى شارع زهرة الإحسان متجهاً نحو وسط المدينة، حتى إذا بلغ سوق النجارين انعطف نحو البرج نزولاً إلى مطبعة الحاج عمر منيمنة التي كانت تعرف في شارع المارسلياز باسم «المطبعة الوطنية». استقرت الطاولة في المكان، ووضعت حولها أربعة كراس من القش وتداول على الجلوس إليها رجال يصححون ويحررون ويراقبون طباعة «النهار» حتى ساعات الليل. هؤلاء الجالسون أصبحوا نجوم الصحافة اللبنانية في الثلث الثاني من القرن العشرين: صحافيين أدباء وناشرين أصحاب صحف ونقباء صحافة. هم رفاق جبران تويني في تأسيس «النهار». كان العدد الأول قد صدر، قبل ذلك، صباح يوم الجمعة في 4 آب 1933 (الموافق 22 تموز بالحساب الشرقي و11 ربيع الثاني سنة 1352 بالحساب الهجري) في أربع صفحات طبعت بالأجرة في مطبعة تجارية تقع قرب البنك السوري (مصرف سوريا ولبنان)، في البناية التي قامت مكانها في ما بعد بناية فتال، وذلك في انتظار اكتمال التجهيز الطباعي في مطبعة عمر منيمنة للانتقال إليها والصدور منها في شارع المارسلياز قبل انتقالها إلى سوق أياس حيث بدأ الصدور في ثماني صفحات. ومن غرائب المصادفات أن مصطفى الشامي أقام في ما بعد مطبعة اسمها المطبعة التجارية قبالة بناية فتال كانت تطبع عندها «النهار» بعد انفصالها عن مطبعة منيمنة. وظلت هناك حتى صارت لها مطبعة خاصة بها على «نظام الروتاتيف». وكان ثمن النسخة قرشين ونصف القرش، وبدل الاشتراك السنوي في سوريا ولبنان (550) قرشاً، وفي الخارج (1200) قرش. وكان هذا بدلاً محترماً يعادل أجر (48) يوم عمل لعامل عادي أي ما يقارب 7000 ليرة لبنانية بحساب اليوم وأكثر. أما ثمن النسخة فيوازي 10% من أجر العامل اليومي آنذاك، وهي نسبة مرتفعة إذا قيست بحساب هذه الأيام. وما كاد يصدر العدد الأول حتى غمر أصدقاء جبران تويني جريدته الوليدة بمظاهر التأييد «فتخاطف القراء العدد من أيدي الباعة ونفدت النسخ كلها في أقل من ساعتين، وغصت الإدارة بالمهنئين الذين أقبلوا يباركون لنا بصدور «النهار» كما أشار جبران تويني. بدأت الإدارة والتحرير في فترة التأسيس كلها في مكاتب «النهار» بوكالة اسكندر الحداد في شارع اللنبي. وأصبح مكتب جبران تويني مدرسة تعليم فنون الصحافة والرأي الحر وعدم الارتهان للسياسيين والمسؤولين سواء في عهد الانتداب أو عهد الاستقلال. وكان جبران تويني قد استفاد كثيراً من خبرته الصحافية في مصر وبيروت وصحيفته «الأحرار» مع شريكيه خليل كسيب وسعيد صباغة الذي اختلف معهما لأسباب فكرية وسياسية، فكانت النتيجة إصدار «النهار». (النهار، 4/11/1993). وما هي إلا فترة حتى انتقلت «النهار» إلى منطقة سوق أياس، ومع انتقالها اعتمدت أساليب وتقنيات جديدة وعناوين رئيسية لافتة بخط الخطاط البيروتي الشهير كامل البابا. وقبل أن تستكمل سنتها الثالثة، انتقلت «النهار» مجدداً إلى بناية جدعون فوق مطعم العجمي في آخر سوق الطويلة تجاه جامع المجيدية، ثم بعد سنوات عديدة وقبل عام 1975 انتقلت إلى منطقة الحمراء حيث انطلاقتها الجديدة والمميزة، وبعد انتهاء الحرب اللبنانية 1990، وبعد ترميم وبناء الوسط التجاري لبيروت المحروسة عادت «النهار» مجدداً عملاقة إلى وسط بيروت. وإن ما شهدته «النهار» بين أعوام 1933 – 2012 إنما بفضل رائدها جبران اندراوس تويني وبفضل رائدها الثاني غسان تويني ورائدها الثالث جبران تويني الحفيد، وبفضل كل صحافي وكاتب ومحرر وإداري وموظف وعامل وخطاط ومطبعة، إلى كل من عمل وما يزال يعمل بها. عُيِّن جبران تويني نائباً عن بيروت عام (1937م)، وترأس لجنة التربية الوطنية والفنون الجميلة، وكان عضواً في عدد من اللجان النيابية. في عام (1930م) وفي حكومة أوغست باشا أديب، عُيِّن وزيراً للمعارف العامة، وعُيِّن في عهد الاستقلال عام (1946م) سفيراً للبنان في الأرجنتين وتشيلي. له الكثير من المقالات الافتتاحية في صحيفتي «الأحرار» و«النهار» وسواهما، طبع بعضها في كتاب بعنوان «في وضح النهار». كان صحافياً ومفكراً سياسياً واجتماعياً بارزاً مؤثراً في الاتجاهات السياسية في لبنان والعالم العربي. تأهل من السيدة أديل سالم، ولهما أبناء هم السادة: غسان، وليد، فؤاد، وسامي. توفي في سنتياغو في (12 تشرين الأول عام 1947م)، فجيء بجثمانه إلى بيروت المحروسة ودُفن في جبانة العائلة. 3- غسان تويني (1926 -2012) صاحب الكلمة الحرة وحرية الكلمة كما برز من الأسرة نجله النائب والوزير غسان جبران تويني (1926 ـ 2012) من مواليد بيروت، تلقى دراسته في مدرسة زهرة الإحسان ومعهد عينطورة ومدرسة الحكمة. تابع دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت ونال بكالوريوس في الفلسفة عام (1945م)، حصل عام (1947م) على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفرد. بدأ حياته محاضراً في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، ومحرراً في صحيفة «النهار». في عام (1951م) شارك في تأسيس الأكاديمية اللبنانية للحقوق والعلوم السياسية مع ألكسي بطرس، ودرّس فيها فلسفة القانون وتاريخ الفكر السياسي. في عام (1950م) انتُخب عضواً في نقابة الصحافة، وفي عام (1962م) انتُخب نائباً لرئيس النقابة. شغل منصب رئيس تحرير صحيفة «النهار» بين أعوام (1948 - 1999م)، ثم أصبح رئيس مجلس إدارة ومدير عام «دار النهار للنشر» ورئيس تحرير صحيفة (Le Jour) و (L’Orient Le Jour). انتُخب نائباً وعُيِّن وزيراً أكثر من مرة، وذلك على النحو التالي: أولاً: نائباً. - انتخب نائباً عن الشوف وعاليه في دورة عام (1951م). - انتُخب نائباً عن دائرة بيروت الثانية في دورة عام (1953م). - انتخب نائباً لرئيس مجلس النواب في آب عام (1953م). - فاز بالتزكية عن المقعد النيابي في بيروت في كانون الثاني (2006م)، الذي شغر باغتيال نجله جبران تويني. - شغل عضوية ورئاسة عدة لجان نيابية. ثانياً: وزيراً. - عُيِّن وزيراً للتربية الوطنية والفنون الجميلة والأنباء، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في تشرين الأول عام (1970م)، في حكومة الرئيس صائب سلام. ـ وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية وللسياحة والصناعة والنفط في تموز عام (1975م) في حكومة الرئيس رشيد كرامي. وفي عام (1976م) أُعيد توزيع الحقائب، فتولى وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والأعلام والصناعة والنفط. من جهة ثانية، فقد برز غسان تويني في مناصبه وإسهاماته في الأمم المتحدة، منها: ـ عضواً في الوفد اللبناني إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام (1957م). ـ سفيراً مطلق الصلاحية وممثلاً شخصياً لرئيس الجمهورية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية بعد حرب حزيران (1967م). - ممثلاً شخصياً لمدير اليونيسف. - سفيراً في مهام خاصة في دول الخليج العربي عام (1971م). - مبعوثاً خاصاً للرئيس الياس سركيس إلى الولايات المتحدة الأميركية، عام (1976م). - سفيراً ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة بين أعوام (1977 - 1982م). هذا، وقد ترأس غسان تويني جامعة البلمند بين أعوام (1990 - 1993م)، وكان عضواً في مجلس أُمناء الجامعة الأميركية في بيروت (1988 - 2002م)، وهو عضو فخري حالياً. كما تم اختياره منذ عام (1998م) رئيساً للجنة متحف سرسق. تم تكريمه في أكثر من مناسبة، ومن اكثر من جهة رسمية أو عامة أو خاصة. وفي تشرين الأول عام 2011 تم إزاحة الستار عن تمثال له في الجامعة الأميركية للعلوم في الأشرفية مع تمثالي الشاعر سعيد عقل والطبيب اللبناني العالمي مايكل دبغي. له عدة مؤلفات باللغة العربية واللغات الأجنبية، منها: «اتركوا شعبي يعيش»، «حفظ السلام في لبنان»، «حرب من أجل الآخرين»، «سر المهنة وأسرار أخرى»، «قرن للاشيء»، «الشرق الأوسط العربي من الإمبراطورية العثمانية إلى الإمبراطورية الأميركية» و«كتاب الاستقلال بالصور والوثائق». له العديد من الافتتاحيات في صحيفة «النهار» التي كان لها - وما يزال - صدى سياسي واجتماعي واقتصادي وتربوي كبير، ومن مقالاته الشهيرة في عهد الاستقلال الأول «بدنا نأكل جوعانين» محارباً الفساد الحكومي والإداري. ومما يؤسف له أن هذا السياسي والصحافي الإصلاحي تعرض للملاحقة والسجن أكثر من مرة، كان آخرها في عهد الرئيس سليمان فرنجية (1970 - 1976م). قامت بعض المؤسسات بتكريمه بسبب إسهاماته المهمة، فقد منحته الجامعة الأميركية في بيروت شهادة دكتوراه فخرية في (25 حزيران عام 2005م)، كما أنه يحمل وسام القديسين بطرس وبولس، نال جائزة الرئيس الهراوي في تموز عام 2009، بحضور د. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة. كما منح بعد وفاته في 8 حزيران 2012 وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، ووضع على جثمانه في 9 حزيران 2012 في كنيسة مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس. دفن في بيروت في مقبرة مار متر في الأشرفية. أطلقت بلدية بيروت اسمه على شارع مهم في بيروت. تأهل أولاً من الشاعرة والأديبة السيدة ناديا حمادة ابنة السفير محمد علي حمادة، وشقيقة النائب والوزير السابق مروان حمادة، ولهما: جبران، مكرم، ونايلة. وبعد وفاتها بسنوات عديدة تأهل من السيدة شادية خازن. 4- جبران غسان تويني (1957 – 2005) شهيد الكلمة والحرية والاستقلال كما برز من أسرة تويني نجله جبران غسان التويني الحفيد (1957 ـ 2005) من مواليد الأشرفية في بيروت، تلقى علومه حتى المرحلة الثانوية في مدرسة الانترناشيونال كولدج (I.C.) وتابعها في المدرسة العليا للدراسات الدولية (باريس)، وحصل على إجازتها عام (1980م)، كما حصل على إجازة في الصحافة من المدرسة العليا للصحافة في باريس. انخرط في العمل السياسي والوطني منذ أن كان فتى يافعاً، لا سيما منذ عام (1988م). ومنذ عام (2000م) تبوّأ منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لصحيفة «النهار» ولمجلة «نون Noun » والنهار العربي والدولي. انتخب عضواً في نقابة الصحافة اللبنانية منذ عام (1990م)، كما تولى مناصب دولية في مجال الصحافة والإعلان. له مقالات وافتتاحيات ومقابلات إذاعية وتلفزيونية وصحافية عديدة تعبّر عن جرأته الإعلامية، وعن عنفوانه، وعن مطالبته المستمرة بالحرية والسيادة والاستقلال. انتخب نائباً عن بيروت في دورة عام (2005م)، فانتخب مقرراً للجنة التربية والتعليم العالي والثقافة، وعضواً في لجنة الإعلام والاتصالات، ولجنة حقوق الإنسان. كان عضواً في الجبهة اللبنانية، وفي لقاء قرنة شهوان. تأهل للمرة الأولى من السيدة ميرنا ميشال المر، ابنة النائب والوزير ميشال المر، وشقيقة وزير الدفاع السابق الياس ميشال المر، وله منها: نايلة، وميشيل، ثم تأهل من السيدة سهام عسيلي، وله منها: ناديا وغابرييلا. بعد انتخابه نائباً عن بيروت عام (2005)، ونظراً للأوضاع الأمنية السائدة في لبنان، فقد قضى عدة شهور في باريس، تم اغتياله في 12 كانون الأول عام (2005م) بعد يوم واحد من عودته من الخارج في حادث تفجير في منطقة المكلس شرقي بيروت. شُيِّع في 14 كانون الأول بعد تأبينه في جلسة نيابية عامة عقدت خصيصاً لهذه الغاية، ووُري الثرى في مدافن مار متر في بيروت وسط حزن وغضب واستنكار من الحادثة النكراء. وبرز من الأسرة كريمته نايلة جبران تويني التي انتخبت نائباً عن بيروت عام 2009، فضلاً عن مسؤوليتها الأولى في صحيفة «النهار» الغراء. كما برز من أسرة التويني الوزير أندره جورج التويني (1910 ـ 1972م) وزير التموين في حكومة الرئيس إميل إده عام (1943م)، غير أنه رفض هذا المنصب. كما برز السادة: وليد، فؤاد، وسامي تويني أبناء جبران أندراوس تويني، وأشقاء النائب والوزير غسان تويني. كما برز الكثير من الأسرة في ميادين عديدة، منهم السادة: إدغار نقولا، اسكندر نقولا، الياس أنطوان، أنطوان، إيلي نخلة، بسام سامي، جان، جان الياس، جورج أندره، شارل أنطون، جورج ميشال، جورج يوسف، خالد قيصر، روبير فوزي، شارل أنطون، فيليب جورج، لطف الله أنطون، متري نجيب، ميشال جان، ناجي سامي، نقولا جان، نقولا فوزي، هنري إدغار تويني وسواهم. ومن الملاحظ أن بيروت وبعض المناطق اللبنانية شهدت أسرة إسلامية قليلة العدد من آل التويني، عُرف منها السادة: إبراهيم، حسن، حسين، محمد التويني وسواهم. كما أن بعض المناطق في دول الخليج العربي ما تزال تشهد قبيلة وأسرة ثويني، منهم المفكر محمد فهد التويني. أما تويني لغة واصطلاحاً فهي لقب لإحدى قبائل العرب المعروفة باسم ثويني، فلفظ «تون» عند العرب تعني الصيد، ومصغرها «توني» أو «تويني»، أي: الصيد أو الصياد الصغير. كما أن لفظ «تون» تعود لإحدى مناطق العرب. (للمزيد من التفاصيل راجع كتابنا: موسوعة العائلات البيروتية، المجلد الأول 2009 عن دار النهضة العربية). الشهيد جبران غسان تويني |