آل جبارة من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، لا سيما قبيلة جِبارة «جْبارة» وهو جد أبي القاسم عمران بن موسى بن يحيى بن جبارة الجباري الحمراوي من أهل مصر، توفي عام – 301هـ - وكان محدثاً وراوياً، كما عرف جبارة بن زرارة البلوي، له صحبة، وشهد فتح مصر، ويرى «معجم قبائل العرب 1/160-» من أن قبيلة الجَبَارة، فرع من سلطان طيار، من ولد علي، من الوهب، من مُسلم، من عنترة، ولها بطن من بني زيد في حلب. ويشير صاحب كتاب «عشائر الشام ص 408/418/419/543/545» إلى قبيلة الجبارة التي توزعت في بلاد الشام والعراق كما يشير صاحب كتاب «أسماء القبائل وأنسابها» إلى هذه القبيلة التي يرجعها إلى قبائل ربيعة وبني ويس وإلى حمير وإلى قبائل الأوس، غير أنه يعود ليؤكد أنهم من ربيعة، وأن لهم فروع قبليّة عديدة، لاسيما في العراق. وأشار صاحب كتاب «تاريخ وشجرة عائلة جبارة بسائر فروعها» إلى أن الأسرة توزعت بين الديانتين الإسلاميّة والمسيحيّة، وأنها أسرة عربية غسّانيّة، يعود نسبها إلى الأمير يوسف جبارة الغسّاني الذي كان يعيش في حوران حوالي عام – 1450م -، ومِنْ نسله مَنْ هاجر إلى المغرب وفلسطين والأردن والمدن السوريّة، ومنهم من بقي في حوران، ومنهم من هاجر إلى المقاطعات اللبنانيّة في بيروت وطرابلس والبقاع وجبل لبنان وجنوبي لبنان وسواها، لا سيما في العهد العثماني. وفي بيروت المحروسة برز في العهد الإسلامي، لا سيما في القرن السادس الهجري الشيخ حسن الراعي المغربي التي تنسب إليه زاوية الراعي في باطن بيروت، وقد برز من نسله إبنه الشيخ جبارة الذي دفن في الزاوية ذاتها، والذي حملت أسرة اسمه فيما بعد، سواء أسرة جبارة أو شباره «شبارو»، كما يلفظها البيارته. هذا، وقد شهدت بيروت والمقاطعات والمناطق اللبنانيّة العديد ممن برزوا من آل جبارة، منهم الطبيب الدكتور الياس جبارة الذي كان يملك عيادة على طريق النهر استناداً إلى سالنامة ولاية بيروت عام ــ 1326هـ - ، كما برز عضو مجلس إدارة جبل لبنان في العهد العثماني ورئيس البنك الزراعي في بيروت يعقوب بن نقولا جبارة ــ 1843/1908م ــ، وعضو مجلس الإدارة في العهد العثماني فرح مسعود جبارة ــ 1856/1940م ــ، وعميد أسرة جبارة في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين الطبيب الدكتور مجلي مسعود جبارة ــ1870م ــ، والصحافي البارز في مصر كامل يعقوب جبارة ــ 1875/1955م ــ، والطبيب الدكتور ميشال أبو سمرا جبارة ــ1901م ــ، والمحامي سعيد جبارة، ورشيد بك جبارة، وطانيوس جبارة، ونجله الممثل المسرحي البارز ريمون جبارة توفي عن (80 عاما عام 2015) في مركز بحنس الطبي في جبل لبنان. ولد جبارة عام 1935 في قرية قرنة شهوان بلبنان ودرس المسرح في باريس وشارك في تأسيس دار الفنون والآداب وترأس المركز اللبناني للمسرح الملحق بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وجبارة الذي يعد من رواد المسرح اللبناني ألف وأخرج مسرحيات منها "لتمت ديدمونة" 1970 و"زرادشت صار كلبا" 1977 و"ذكر النحل" 1982، و"صانع الأحلام" 1985 "ومن قطف زهرة الخريف" 1992. أما آخر أعماله فكان العرض الكوميدي "مقتل إن وأخواتها" عام 2012. يذكر أن جبارة كاتب صحفي ساخر أيضاً، في نصوصه الكثير من الكوميديا السوداء، والألم، والنقد السياسي "الفج" والمباشر. طبعت الحرب اللبنانية الكثير من نصوصه، لا بل مواقفه السياسية حتى. لم يعرف جبارة يوماً الاعتدال، فهو "متطرف" شغوف سواء في حبه للمسرح أو للبنان أو لأي شيء قام به في حياته. أنهكه المرض والتعب في السنوات الأخيرة من حياته حيث أصيب بشلل نصفي، ليغادر الحياة والمسرح الذي يحب بعد سنوات مديدة من الشغف. وبرز أيضاً ريمون فارس يعقوب جبارة مؤلف كتاب «تاريخ عائلة جبارة»، ونبيل حبيب يعقوب جبارة. وعُرف من المسلمين في المناطق اللبنانيّة السادة: المهندس جميل محمد جبارة، والحاج محمد علي جبارة المهاجر في كندا، وخليل محمود جبارة ونجله المهندس محمد خليل جبارة وسواهم. وعُرف من أسرة جبارة في بيروت حديثاً السادة:الطبيب الدكتور إبراهيم نقولا جبارة، الصيدلي جبارة في منطقة السيوفي، الطبيب الدكتور فيكتور أنطوان جبارة، رجل الأعمال يوسف جورج جبارة وسواهم. و جبارة لغة واصطلاحاً إحدى قبائل، ولعلها تطلق على شيخ القبيلة المصلح، والذي يجبر حال الفقراء، فهي من جبر الشيء. كما أن جبارة اسم منطقة في فلسطين قرب مدينة طولكرم، و جبارة هي إحدى مناطق المملكة العربيّة السعوديّة قرب تهامة. الممثل والمخرج المسرحي البارز الراحل ريمون جبارة |