آل جدايل{أبو الجود} من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس، وترى بعض المصادر العربيّة بأن أسرة جدايل منسوبة إلى قبيلة جديلة الأنصار، منهم أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجّار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج من بني جديلة، المتوفى 22هـ، وإلى جديلة وهم بطن بن قيس عيلان، قيل: إن أمهم جديلة بنت مرة فنسبوا إليها، وقيل: إن جديلة موضع في طريق مكة على طريق البصرة، حسبما جاء فيه أبن الأثير في كتابه «اللّباب في تهذيب الأنساب»، وذكر أيضا في «معجم قبائل العرب». ويرى القزويني في كتابه «أسماء القبائل وأنسابها»، بأن جديلة حي من طيء، وهو اسم أُمهم، وهي جديلة بنت سبيع بن عمرو من حمير، إليها ينتسبون، والنسبة إليهم جدلي. كما يرى صاحب كتاب «عشائر الشام» بأن قبيلة جديلة من أعظم القبائل العدنانيّة، التي كانت تقيم في أواسط نجد وشمالي الحجاز، وقد انتشرت في مناطق عربية عديدة، من بينها قضاء دوما في محافظة دمشق، كما ترى مصادر أخرى بأن أسرة جدايل تنتسب إلى قبيلة جدالة من قبائل صنهاجة عاشت في الصحراء الغربيّة في أفريقيا على سواحل الميط الأطلسي، وقد خضعوا لحكم يُوسُف بن تاشفين نحو عام 1602م حسبما جاء في «المنجد في الأعلام» صفحة 209. واستناداً إلى انتشار قبيلة جدايل في بيروت المحروسة، وفي مناطق وولايات عربية عديدة، فقد شهدت الكثير منها أسماء مناطق وبلدات باسم «جدايل» منها منطقة جدايل الواقعة في بلاد جبيل في لبنان، وبلدة جدايل في العراق، وبلدة جدايل في الطريق بين مكة والبصر وسواها. وأشارت وثائق المحكمة الشرعيّة في بيروت، ومن بينها السجل ــ1259هـ / 1843م صفحة 264،368، 369ــ إلى الحاج عبّاس بن مصطفى جدايل، وإلى قسمة شرعيّة لتركة المرحوم مصطفى صالح الجدايل أبو الجود بين ورثته، وهي الدار الكائنة في محلة شويربات في باطن بيروت قرب معصرة بني دندن «أي مكان المجلس النيابي اليوم»، وذلك في 13 شوّال 1260هـ. والورثة هم: زوجته السيّدة نفيسة بنت الحاج حسين سنو، وأولاده منها الحاج عبّاس وأسماء البالغين، وحسين وفاطمة القاصرين. ويُلاحظ أيضاً أن أسرة جدايل التي كانت تعيش في القرن التاسع عشر في باطن بيروت، قد أقترن لقبها «الجدايل» بلقب جديد هو «أبو الجود» استناداً إلى وثائق سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت المحروسة. والواقع، فإن أسرة جدايل في بيروت أرتبط اسمها في القرن العشرين بكبيرالمذيعين اللبنانيين الإذاعي الكبير المرحوم الأستاذ شفيق جدايل 1920/1985م لقب بأفضل من تكلم اللغة العربية في عصره. كان خلال عمله التأسيسي في اذاعة لبنان وبعد أن تغير اسمها إلى الاذاعة اللبنانية بشكل خاص، فترك من خلال عمله فيها بصمات ثقافية كثيرة ومتنوعة وغنت له المطربة فيروز احدى قصائده عام 1952 حين كان عمرها 17 سنة، وهي بعنوان "تعال تعال.. كفاك دلال" وكانت من تلحين الأخوين رحباني. وهو أحد مؤسسي رابطة الشباب الإسلامي المثقف عام 1964م في منطقة عائشة بكّار التي تولّت برئاسة الشيخ أحمد عسّاف الذي أغتيل برصاص مسلحين طاردوه عند خروجه من المركز الإسلامي في عائشة بكّار في 26 نيسان عام 1982م قبل وفاة شفيق جدايل بأشهر قليلة منحته رئيس الجمهورية اللبنانية وسام الأرز استحقاقا برتبة ضابط ثم كرمته السلطات اللبنانية باطلاق اسمه على أحد شوارع منطقة فردان في العاصمة اللبنانية. كما أنه كان أشهر من قام بتعليم عدد كبير من المستشرقين اللغة العربية، فحصل بعضهم على مناصب في الأمم المتحدة لالمامهم بالعربية. كان شفيق جدايل، الذي توفي بنوبة قلبية وهو نائم في بيته ليلة 21 نوفمبر 1985 ببيروت، شاعرا وكاتبا ومربيا ومذيعا ساهم بتطوير الاذاعة اللبنانية منذ بداياتها ووصفوه دائما بأنه أستاذ المذيعين وعميدهم وشيخهم وأحد أهم مذيعي العالم العربي من دون منازع. كما كان جدايل أستاذا للغة العربية في «مدرسة أبي بكر الصديق» التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت. له عدة قصائد وطنية واناشيد معروفة وهو مؤلف مسرحية «إسلام عمر» في الخمسينات، وهو أول من نقل شعائر الحج عبر الاذاعة، ثم تبعه أحمد فراج في مصر. تزوج شفيق جدايل من اللبنانية كوثر كردي «مواليد 1924» وله منها 3 أبناء: القاضية رلى «بيروت 1953» وهي أول فتاة عربية يتم اطلاق رلى على اسمها. والدكتور أسامة «بيروت 1962» وبلال «بيروت 1964) وهو رجل أعمال يقيم حاليا في أبو ظبي، ورجل الأعمال المرحوم رمضان جدايل. كان لشفيق جدايل نشاط كشفي مكثف، فساهم بتأسيس حركة «الكشاف المسلم» في لبنان، وأصبح قائدها ونظم نشيدها الذي أصبح فيما بعد النشيد الرسمي لجميع الحركات الكشفية العربية تقريبا كما ألف النشيد الكشفي المعروف عربيا وعالميا «هيا إلى اللقاء». كما اشتهر بتنظيمه أدعية رمضانية كانت تذاع في المساجد ومن الاذاعة اللبنانية التي كان أشهر من أطل عبرها لتغطية الاحتفالات الرسمية اللبنانية. عُرف من أسرة جدايل السادة: أحمد حسن، جمال عفيف، حسين، سامي محمد، سليم محمد، عبد الوهاب، محمد حسن، محمد سليم، محمد مصطفى، محمد وفيق، مصطفى رمضان، مصطفى محمد، منير سليم جدايل وسواهم. كما برز من أسرة أبو الجود العميد المقاعد مصطفى السيّد أبو الجود ــ 1921 / 2007م ــ المتوفى في بيروت في ــ الخامس من كانون الأول عام 2007م. والجدايل لغة واصطلاحاً من الجدلة أو الجديلة، أو الشيء المجدول، بالإضافة إلى أنها أسم مناطق لبنانيّة وعربيّة. أما الجود، فهي صفة لمن كان كريماً جوّاداً. |