آل حماده

عبق من تاريخ بيروت

آل حماده من الأسر البيروتية المعروفة، التي تعود بأصولها إلى الإسكندرية في مصر، حيث جاء عبد الفتاح آغا حماده إلى بيروت مرافقاً الوالي إبراهيم باشا في فترة الحكم المصري. وقد تولى منصب "متسلم بيروت" عام 1831م ، وشكل أول مجلس بلدي في مدينة بيروت، وكان اسمه حينذاك "ديوان المشورة"، وترأسه (بالتعيين) سنة 1832م.

بقي مستلماً منصبه بعد أن قام الانكليز بقصف بيروت والسيطرة عليها عام 1840م. وفي العام 1841م أصدر والي صيدا المشير محمد سليم باشا "بيورلدي" (مرسوم) عيّن فيه عبد الفتاح حماده وكيلاً عنه لإخماد الفتنة التي نشبت بين أهالي الشوف إثر خروج الحكم المصري، وتلقى أمراً من الدولة العثمانية بإخراج الأمير بشير الثالث من دير القمر خوفاً من بطش السكان به، فأحضره إلى بيروت حيث انتهى الحكم الشهابي. كما أرسل من قبل الدولة العثمانية عام 1848م لإصلاح الفتنة التي قامت في جبال النصيّرية (تعرف باسم جبال العلويين أو جبال اللاذقية).

عرف عبد الفتاح حماده بحصافته وسمو مداركه، ومن مآثره تأسيس "جمعية الفنون" التي أصدرت صحيفة "ثمرات الفنون"، ورصف بعض أزقة بيروت بالبلاط ، ومن هنا أتت تسمية المنطقة "زقاق البلاط"، وإضافة بعض أشجار الصنوبر إلى حرج بيروت. وقد استأجر المرسلون الأميركيون، القسّ دانيال بلس وزميله الدكتور كرنيليوس فان ديك، منزلاً كان يملكه في زقاق البلاط ، وأنشأوا عام 1866م الكلية السورية الإنجيلية (الجامعة الأميركية فيما بعد). وقد توفي عام 1858م، وأطلق اسمه على شارع في منطقة البطريركية.

ورأس ولده الحاج سعد الدين حماده مجلس تجارة بيروت لمدة خمس وعشرين سنة، وقد استضاف الإمام محمد عبده في داره عندما نفي إلى بيروت سنة 1882م، وتزوج الإمام إحدى كريماته.

كما تولى ولده الوجيه محي الدين حماده رئاسة البلدية عام 1892م لمدة 12 سنة (تشكل أول مجلس بلدي بتسميته الحالية سنة 1864م)، وكان وكيلاً للبواخر الخديوية.

أما حفيده إبن محي الدين، الحاج عبد الرزاق بك حماده (1880 – 1957)، فكان متزوجاً من خالدية قريطم، وكان من الأعيان وعضواً في عمدة دار الأيتام الإسلامية، وقد قامت مؤسسات الرعاية الاجتماعية بتكريم رؤساء وأعضاء العمدة السابقين في شهر رمضان 1420هـ (كانون الأول 1999م). كما أطلق اسمه على شارع في منطقة قريطم.

وقد أسس الحاج عبد الرزاق حماده "جمعية مدارس رأس بيروت العلوي" عام 1907م، وضمّ في هيئتها الإدارية كل من: عثمان اللبان، الحاج حسن البلعة، الحاج أمين دياب، عبد الرحمن غريب، محمد أمين غريب، الشيخ مصطفى الصيداني، محمد علي طباره، منير دياب، ومحمد امين ياسين. ثم  وهب إلى جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية مدرستين في منطقة قريطم، واحدة للبنات (لم تعد موجودة) وأخرى للصبيان (مدرسة صلاح الدين الواقعة مكان المدرسة المهنية اليوم).

كما استضاف الحاج عبد الرزاق حماده أول مقر لنادي النجمة لكرة القدم في بيروت في قسم من قصره الذي كان يقع في قريطم (مقابل قصر الحريري)، وكان ولده نور الدين أول أمين سر للنادي.

من ذريته محي الدين (1907 – 1977) وكان مفوضاً للمباحث ببيروت، وصلاح الدين (1912 –  1977) وكان يعمل في طيران الشرق الأوسط ، وسعدا (1914 – 2002) أرملة المرحوم داوود خطاب، ونور الدين (1918 – 1978) عمل في الهيئة التعليمية لجمعية المقاصد، ومصطفى كمال (1921 – 1983) الذي تبوأ منصباً رفيعاً في جامعة الدول العربية في القاهرة، ثم مديراً عاماً للأوقاف الإسلامية في بيروت.

 

هيئة إدارة جمعية مدارس رأس بيروت عام 1928، من اليمين:

توفيق غلاييني، الحاج أمين منيمنة، الحاج سعد الدين عيتاني، الحاج عبد الرزاق حماده، الحاج سليم مغربل، صالح المالح، عبد الحليم البربير، الشيخ مصطفى سوبره.