آل ألرفاعي من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة والصيداويّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في الفتوحات العربيّة في مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، كما انتشرت في بعض البلاد والمدن الإسلاميّة الأخرى. لهذا ندرك الأسباب التي أدت إلى انتشار الأسرة الرفاعيّة في بيروت وبعلبك والبقاع وصور وعكّار وطرابلس ومناطق لبنانيّة أخرى، وفي سوريا والأردن وفلسطين ومصر والعراق ومكة المكرمة والمدينة المنّورة ودول المغرب العربي، وفي بعض الدول الإسلاميّة غير العربيّة بما فيها استانبول وبعض المدن التركيّة. تعتبر الأسرة الرفاعيّة من الأسر الشريفة التي تعود بنسبها إلى آل البيت النبوي الشريف، لا سيما إلى جدّ الأسرة القطب الكبير السيّد أحمد الرفاعي الكبير «رضي الله عنه» من مواليد قرية حسن في العراق عام 512هـ والمتوفى عام 578هـ في بغداد، وهو الشيخ الزاهد القدوة العارف بالله أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة، وقد نسب من جهة أمه إلى سيدنا الحسين إبن السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد «عليه الصلاة والسلام». كما اتصل نسبه بأمير المؤمنين ابن بكر الصدّيق رضي الله عنه من جهة جده الإمام جعفر الصادق وهي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق «رضي الله عنه» له كرامات عديدة. نشأ الإمام أحمد الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية ، فقد درس القرآن العظيم وترتيله على الشيخ المقرىء والشيخ عبد السميع الحربوني في قريته وله من العمر سبع سنين ، وانتقل من خاله ووالدته وإخوته إلى بلدة «نهر دفلي» من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبي الفضل علي الواسطي رضي الله عنه وكان مقرءا ومحدثا وواعظا عالي الشأن . فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه ، فجدَّ السيد أحمد الرفاعي في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية ، وكان الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه يلازم دروس العلم ومجالس العلماء ، فقد كان يلازم درس خاله الشيخ أبي بكر سلطان علماء زمانه كما كان يتردد على حلقة خاله الشيخ منصور البطائحي ، وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد الملك الحربوني وحفظ رضي الله عنه كتاب «التنبيه» في الفقه الشافعي للإمام أبي إسحق الشيرازي وقام بشرحه شرحا عظيما ، وأمضى رضي الله عنه أوقاته في تحصيل العلوم الشرعية على أنواعها ، وشمَّر للطاعة وجَدَّ في العبادة حتى أفاض الله عليه من لدنه علما خاصا حتى صار عالما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه . والشيخ أحمد الرفاعي الكبير المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه وعبادته وتقواه هو أحد أولياء الله العارفين الذين أنعم الله عليهم بكثير من الكرامات المشهورة والمدون كثير منها في الكتب ، ومن أشهر هذه الكرامات التي تكرم الله بها عليه وأعلاها شأنا تقبيله يد جده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد تلقاها الناس خلفا عن سلف حتى بلغت مبلغ التواتر ، ولا عبرة بعد ذلك بمن أنكرها وردها ، هذا وقد ذكرها وأثبتها كثير من العلماء في كتبهم منهم الحافظ السيوطي ، والمحدث المناوي ، والإمام الشعراني وغيرهم من العلماء ، يقول الإمام عز الدين الفاروقي في كتابه «إرشاد المسلمين» : أخبرني أبي الحافظ محي الدين أبو إسحق عن أبيه الشيخ عمر الفاروقي أنه قال : كنت مع سيدنا وشيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني رضي الله عنه عام حجه الأول وذلك سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وقد دخل المدينة يوم دخوله القوافل إليها قوافل الزوار من الشام والعراق واليمن والمغرب والحجاز وبلاد العجم وقد زادوا على تسعين ألفا ، فلما أشرف على المدينة المنورة ترجل عن مطيته ومشى حافيا إلى أن وصل الحرم الشريف المحمدي ولازال حتى وقف تجاه الحجرة العطرة النبوية فقال : السلام عليك يا جدي ، فقال رسول الله له : «وعليك السلام يا ولدي» ، سمع كلامه الشريف كل من في الحرم النبوي ، فتواجد لهذه المنحة العظيمة والنعمة الكبرى وحنَّ وأنَّ وبكى وجثا على ركبتيه مرتعدا ثم قام وقال :
فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة النورانية من قبره الأزهر الكريم فقبلها والناس ينظرون ، وقد كان في الحرم الشريف الألوف حين خروج اليد الطاهرة المحمدية ، وكان من أكابر العصر فيمن حضر الشيخ حياة بن قيس الحراني ، والشيخ عدي بن مسافر ، والشيخ عقيل المنبجي ، وهؤلاء لبسوا خرقة السيد أحمد رضي الله عنه وعنهم في ذلك اليوم واندرجوا بسلك أتباعه ، وكان فيمن حضر الشيخ أحمد الزاهر الأنصاري، والشيخ شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي العباسي ، وخلائق كلهم تبركوا وتشرفوا برؤية اليد المحمدية ببركته رضي الله عنه ، وبايعوه هم ومن حضر على المشيخة «عليهم وعلى أتباعهم رحمهم الله». ونظراً لكثرة فروع الأسرة الرفاعيّة، ونظراً لتنوع انتشارها، فقد أشار علماء الأنساب إلى عدة فروع حملت لقب الرفاعي منهم على سبيل المثال: الرفاعي: نسبة إلى الجدّ الأعلى للأسرة رفاعة، اشتهر منهم المحدّث أبو هشام محمد بن زيد بن محمد بن كثير بن رفاعة بن سماعة الكوفي. وليّ القضاء في بغداد وتوفي فيها عام 240هـ. الرفاعي: نسبة إلى رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد، بطن من جهينة، وممن ينسب إليه المحدّث عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة. وأشار «معجم قبائل العرب» إلى العديد من فروع الأسرة الرفاعيّة منها: 1- رفاعة: بطن من بني زيد بن خزام بن حَرَام، من القحطانيّة. كانت مساكنهم مع قومهم جذام بحوف في الديار المصريّة. 2- رفاعة: قبيلة من سُليم بن منصور من قيس بن عيلان من العدنانيّة. 3- رفاعة: بطن من عامر بن صعصعة من العدنانيّة. كانت مساكنهم في الديار المصريّة. 4- رفاعة: بطن من بني مالك، من قبيلة جهينة التي تمتد منازلها من ينبع إلى الوجه في الديار الحجازيّة.ينقسم هذا البطن إلى افخاذ: المشاهير، الماونة، الوهبان، والثرود. 5- رفاعة: بطن من فهو، من القحطانيّة. 6- رفاعة بن جفنة: بطن من الأزد، من القحطانيّة وهم رفاعة بن جفنة بن عمرو مُزَيقباء. 7- رفاعة بن عذرة: بطن من عذرة بن زيد من قضاعة، من القحطانيّة. 8- رفاعة العبيدات: من قبائل الحجاز، مساكنها شرق الطائف إلى الجنوب. 9- الرفاعي: من عشائر محافظة حوران. 10-الرفاعيّة: من عشائر الجولان. 11- الرفاعيّة: من عشائر عجلون. 12- الرفاعيون: من قبائل العرب في السودان، وتنسب إلى جهينة. 13- الرفايعة: عشيرة في منطقة عجلون، من سلالة الحسين بن علي «عليهما السلام»، خرجوا من معرة النعمان أحد أقضية حلب، وتوطنوا في قرية علمال، ولهم أقارب في البلقاء. 14- الرفايعة: من عشائر الشوبك، يقال لهم «عيال خليفة» وأصلهم من الحجاز. ويشير «جامع الدرر البهيّة» إلى فروع كثيرة تنسب إلى الأسرة الرفاعيّة منها: 1- جندل الرفاعي: تنسب إلى السيد محيى الدين إسماعيل الجندل الدمشقي إبن السيد أحمد بن القطب شمس الدين محمد سبط الحضرة الرفاعيّة، وهو فرع منسوب إلى آل البيت النبوي الشريف. 2- جندل الرفاعي: تنسب إلى جدّهم الأعلى السيد جندل نزيل حمص إبن السيد عبد الرحيم بن علي بن عبد الله بن محمد إبن القطب السيد محيى الدين إسماعيل المعروف بجندل المنيني دفين قرية منين من أعمال دمشق. يعود بنسبه إلى الإمام الحسين «رضي الله عنه». 3- حجو الرفاعي: فرع حمص من الأسرة الشريفة، وجدّهم الأعلى السيد عبد القادر جندل الرفاعي، يعودون بنسبهم الشريف إلى الإمام الحسين «رضي الله عنه». 4- القاضي الرفاعي: فرع حمص من الأسر الشريفة. 5- جميل الرفاعي: فرع من قبيلة النعيم الرفاعيّة الحسينية. 6- الحريري الرفاعي: يعود هذا الفرع بنسبه إلى الجدّ الأعلى السيد علي أبي الحسن من قرية حرير من بصرى الشام وتعرف ببصرى الحريري. 7- القاضي الرفاعي: وجدّهم الأعلى هو السيد عبد القادر بن عبد الرحيم بن جندل بن علي إبن السيد جندل نزيل حمص. وهذا الفرع فرع واحد مع آل جندلي وجندل الرفاعي وحجو الرفاعي وجميعهم من حمص. 8- الوهبان الرفاعي: أسرة منسوبة إلى الإمام الحسين رضي الله عنه تعود بنسبها إلى جدها الأعلى السيد عبد الوهاب بن عز الدين بن السيد أحمد بن السيد إسماعيل الرفاعي شقيق القطب الشيخ أحمد الرفاعي الكبير. 9- سائر الفروع الشريفة المنسوبة إلى الأسرة الرفاعيّة الشريفة، وهي تقدّر بمئات الأسر البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة. ومن الأهمية بمكان القول، إنه من الصعوبة بمكان حصر أعلام وأفراد الأسرة الرفاعيّة في بيروت ولبنان والعالم العربي والإسلامي نظراً لكثرتهم وتشعب فروعهم، وحملهم للقب الرفاعي وألقاب أسر عديدة أخرى، لهذا، فإننا سنشير إلى بعض أعلام وعلماء هذه الأسرة الشريفة. برز من الأسرة الرفاعيّة الشيخ أبو الهدى الصيادي أحد كبار العلماء المقربين والمستشارين للسلطان عبد الحميد الثاني – 1876/1909م - . كما برز نقيب السادة الأشراف السيد محمد إبن السيد قاسم إبن السيد محمد الجندلي الرفاعي البعلبكي – 1835/1930م – تولى نقابة السادة الأشراف في بعلبك بفرمان سلطاني في عام 1900م. وفي هذه الأثناء زار استانبول ونزل وابنه السيد عبد الغني بك الرفاعي في التكيّة الصياديّة الرفاعيّة، وكان في استقبالهما شيخ التكيّة وشيخ الإسلام في عصره الشيخ السيد الشريف أبو الهدى الصيادي الرفاعي شيخ السجلدة الرفاعيّة. هذا، وقد أصبح السيد عبد الغني بك الرفاعي – المتوفى قبل والده عام 1926م قطباً روحياً وسياسياً في بعلبك والمناطق الشاميّة، لهذا زاره الكثير من الزعماء والقادة والوجهاء منهم على سبيل المثال: الملك فيصل إبن الشريف حسين، سلطان باشا الأطرش، هاشم بك الأتاسي، آل بيهم وعمّون، والشيخ عبد الرزاق الصيادي شيخ السجادة الرفاعيّة بعد شقيقه الشيخ السيد أبي الهدى الصيادي الرفاعي. كما زاره السيد طالب باشا النقيب الرفاعي المرشح لاعتلاء عرش العراق، الذي تولاه فيما بعد الملك فيصل إبن الشريف حسين. كما زاره السيد حسن خالد بابا إبن السيد أبي الهدى الصيادي رئيس وزراء الأردن، والقائد العسكري في دمشق ــ رئيس الوزراء فيما بعد رضا باشا الركابي، والمفوض السامي الفرنسي في لبنان وسوريا، والشيخ بشارة الخوري، وسليم بك تقلا محافظ البقاع. برز من الأسرة الرفاعيّة ألسيد الشيخ محمد علي الرفاعي – 1850/1926م – شيخ السجادة الرفاعيّة، والسيد محمود الشماعي الرفاعي – 1885/1945م – والشيخ قاسم الشماعي الرفاعي أحد كبار علماء بعلبك وبيروت المحروسة. كان مقيماً في بيروت، مدّرساً في معاهدها الشرعيّة، وخطيباً في مساجدها. أسهم إسهاماً بارزاً في النهضة واليقظة الإسلاميّة في بيروت والمناطق اللبنانيّة. له الكثير من المؤلفات في مقدمتها كتابه في تاريخ بعلبك. هذا وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت في العهد العثماني إلى الكثير من أجداد آل الرفاعي البيارتة، منهم على سبيل المثال السادة: الشيخ سعد إبن المرحوم الشيخ سليم الرفاعي، وفخر المشايخ الشيخ مصطفى الرفاعي كما ورد لقبه في سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت. والشيخ أحمد الرفاعي الوكيل الشرعي عن رفعتلو حسن شوقي مدير أوقاف صيدا. والشيخ أحمد إبن الشيخ عبد الله الرفاعي متولي زاوية المجذوب في بيروت ووكيل مدير أوقاف صيدا، وهو في الوقت نفسه شيخ مشيخة الذكر الرفاعي. عرف من أولاده عام 1386هـ السادة: الشيخ مصطفى الرفاعي متولي جامع الأمير منذر التنوخي، ألشيخ عبد الله، محمد أمين، ومحيى الدين وهم الراشدون، وسعد الدين وخير الدين وبهاء الدين القاصرون. وبما أنهم من الأسرة الشريفة المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف فهم جميعاً مستثنون من الخدمة العسكرية. وقد كان عبد الله ومحيى الدين من موظفي جمرك بيروت، بينما كان محمد أمين موظفاً في المكتب الإعدادي الطبي في الآستانة لتعليم الطب. وتبين بأن الشيخ مصطفى إبن الشيخ أحمد عبد الله الرفاعي تتوافر فيه الأهليّة لتوجّه إليه مشيخة الذكر الرفاعي ووظيفة القيّم والمؤذن في زاوية المجذوب إستناداً إلى مضبطة من جمعية مشايخ الطرق العليّة في بيروت وذلك في 2 محرم عام 1305هـ بمعاش شهري وقدره مئة وخمسون قرشاً تصرف له من غلة عقارات زاوية المجذوب. وقد تولى السادة الرفاعية إمامة هذه الزاوية لمدة خمسين سنة، وكانوا يقيمون فيها الأذكار على الطريقة الرفاعيّة. كما برز من أسرة الرفاعي البيروتيّة الشيخ مصطفى إبن الشيخ عبد القادر الرفاعي متولي أوقاف زاوية الحمراء في باطن بيروت. ومن الملاحظ أيضاً، أنه نظراً للعلم الذي تميّز به علماء الأسرة الرفاعيّة، ونظراً لنسبهم الشريف، فقد تولى علماء الأسرة إمامة وخطابة الكثير من مساجد بيروت المحروسة وبقية المناطق اللبنانيّة، بما فيها إمامة وخطابة مسجد الإمام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي «رضي الله عنه» في منطقة حنتوس التي عُرفت منذ العهد العباسي باسم «الأوزاعي» عندما دفن فيها الإمام العظيم عام 157هـ - 777م . ومنذ العهد العثماني 1516/1918م أصدر السلطان العثماني فرماناً سلطانياً بتوجيه وظيفة «تربدار مقام حضرة الإمام الأوزاعي» وقد أسندت هذه الوظيفة إلى علماء ومشايخ آل الرفاعي. كما كان لآل الرفاعي ولأولادهم ولبناتهم الكثير من الأوقاف الإسلاميّة في بيروت المحروسة. هذا، وقد شهد تاريخ الأسرة الرفاعيّة العديد من العلماء والمحدّثين والفقهاء منهم السادة: 1- أبو العباس أحمد الحسيني الرفاعي المتوفى 578هـ/1182م صوفي من الكبار، شافعي المذهب. من مواليد قرية حسن من أعمال واسط في العراق. فقيه، صوفي- له الكثير من المريدين، وهو يعتبر من مؤسسي الطريقة الرفاعيّة. توفي في قرية أم عبيدة في البطائح بين واسط والبصرة. له «تفسير سورة القدر» و«الطريق إلى الله» و«شرح التنبيه في الفقه» وجُمع كلامه في رسالة دعيت «رحيق الكوثر». 2- محمد بن محمد خزام الرفاعي المتوفي 885هـ/1480م مفسّر، صوفي، محدّث، نسّابة. ولد في واسط في العراق. رحل إلى الشام ومصر، توفي في بغداد. من آثاره «ألبيان في تفسير القرآن و«جلاء القلب في التصوف» و«صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطميّة الأخيار». 3- مصطفى الحريري البشنك الرفاعي - 1770/1855 – منشد الأناشيد النبويّة وموسيقار حلبي، تلقى الفن الموسيقي على منشدي الأذكار ورئيس الإنشاد في الزاوية الهلاليّة في حلب. برز من أسرة الرفاعي الكثير من رجال السياسة منذ العهد العثماني إلى اليوم، منهم على سبيل المثال السادة: 1- مصطفى محمد أمين الرفاعي – 1894/1963 – طبيب منذ العهد العثماني، ثم رئيساً لبلدية بعلبك. انتُخب نائباً عن قضائي بعلبك – الهرمل في دورة عام 1960م. توفي عام 1967م، فانتخب مكانه الدكتور عبد الله سكريّة. 2- حسن خالد عبد الرؤوف الرفاعي. من مواليد بعلبك في 23 آب عام 1923، يعود بنسبه إلى الأسرة الرفاعية، تلقى دراسته الأولى في مدارس بعلبك، وبينها مدرسة المطران، والمرحلة التكميلية في زحلة، والمرحلة الثانوية في مدرسة الحكمة في بيروت، ثم التحق بكلية الحقوق – جامعة دمشق – وتخرج منها عام 1946. عمل محامياً في الاستئناف، ثم أسّس مكتباً للمحاماة خصّصه للقضايا الإدارية فقط، فكان أول مكتب قانوني متخصّص بالقضايا الإدارية. نال حسن الرفاعي شهرة علمية وقانونية وأخلاقية واسعة، مما أهله للترشح للانتخابات النيابية عام 1964، غير أنه لم ينجح في هذه الدورة بسبب ترشيح السلطة وإنجاح أحد المرشحين البيارتة المؤيدين لها. انتخب نائباً لأول مرة عن قضاءي بعلبك – الهرمل في دورتي 1968 و1972 واستمر نائباً إلى عام 1992. شارك في أعمال اللجان النيابية، وساهم مساهمات بارزة في التشريع وتحديث القوانين. تميز بفكر قانوني ثاقب، واجتهادات قانونية متميزة. كما تميز بالجرأة والصدق وسعة المعرفة، والبلاغة في التعبير اللغوي والقانوني. كما عرف بمعارضته الإيجابية البنّاءة المستندة إلى العلم والموضوعية. عارض اتفاق الطائف لأسباب دستورية وديموقراطية ووطنية، غير أنه دعا إلى التزامه وتطبيقه تطبيقاً دقيقاً إلى أن يحين الوقت لتعديله. له الكثير من الدراسات والبحوث القانونية والفتاوى التشريعية والسياسية والقانونية. لذا، أصبح مرجعاً قانونياً وفقيهاً في القضايا اللبنانية الحساسة، يُلجأ إليه في جميع القضايا القانونية والدستورية المستعصية. منح أوسمة وجوائز تقديرية عدة منها جائزة الرئيس الياس الهراوي عام 2008. كانت مطالعاته في المجلس النيابي اللبناني قانونية وفقهية يعتدّ بها، خصوصاً بعد أن أصبح مرجعاً من المراجع التشريعية. في عام 1973 عُين وزيراً للتصميم العام في حكومة الرئيس تقي الدين الصلح، وقد أبلى بلاء حسناً في وزارته وتحديثها. يعتبره البيارتة «الصهر البيروتي» بسبب زواجه من البيروتيّة السيدة نفيسة العريسي. 3- كامل محمد الرفاعي. نال ليسانس في الشريعة الإسلاميّة من جامعة الأزهر عام 1971م، ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلاميّة من جامعة السوربون في باريس عام 1979. أستاذ في الجامعة اللبنانيّة، رئيس جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بعلبك بين أعوام 1985-1992م. أنتُخب نائباً عن محافظة البقاع – قضائي بعلبك الهرمل عام 2005. ومن مشاهير آل الرفاعي البيارتة ومن رموزها ورموز الأسرة الرفاعية اللواء الرئيس نور الدين عبد الله الرفاعي (1899 - 1980) من مواليد ألبانيا عام 1899، على اعتبار أن الدولة العثمانية عينت والده السيد عبد الله الرفاعي مديراً للجمارك في ولاية ألبانيا التابعة آنذاك للدولة العثمانية .عام 1910 غادرت الأسرة إلى استانبول، ومنها إلى بيروت المحروسة حيث تلقى دراسته الأولى. التحق في الجيش العثماني عام 1916 وسرح عام 1918. مع بداية عهد الانتداب الفرنسي في لبنان التحق في سلك الدرك برتبة ملازم أول، ثم أصبح عام 1928 مديراً للدرك اللبناني وعام 1937 مديراً للشرطة، وعام 1947 محافظاً للشمال، وعام 1959 مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي. في عام 1962 أحيل إلى التقاعد. في أيار من عام 1975 وإثر الأحداث اللبنانية عينه الرئيس سليمان فرنجية رئيساً لمجلس الوزراء، غير أن حكومته العسكرية لم تتقدم ببيانها الوزاري إلى مجلس النواب، وقدمت استقالتها في أواخر حزيران 1975. عرف بانضباطه وتقيده بالقوانين والنظم. يحمل عدة أوسمة حرب وتقرير. تأهل من سيدة تركية تدعى حكمت أرسوزي ولهما كريمتان: إلهام وهي الوريثة الوحيدة، والثانية سافرت منذ زمن بعيد مع والدتها إلى تركيا. توفي في كانون الثاني عام 1980م. وبرز من أسرة الرفاعي العلامة الشيخ السيد قاسم بن السيد الشيخ محمود الشماعي الرفاعي (1924 – 1988) من مواليد بعلبك 1344هـ (1924م). تلقى مبادئ العلم على والده لا سيما منها أحكام التجويد ومبادئ النحو، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية الرسمية في بعلبك. وفي عام 1935 ألحقه والده بمعهد العلوم الشرعية الإسلامية للجمعية الغراء في دمشق التابع للعلامة الكبير علامة دمشق الشيخ محمد علي الدقر. وفي دمشق تتلمذ وتعرّف على كبار علماء دمشق ومنهم: الشيخ محمد علي الدقر، الشيخ عبد القادر الإسكندراني، الشيخ محمود العطار، الشيخ مكي الكساني، الشيخ عبد الجليل دره، الشيخ غالب بك النائلي وسواهم. وفي عام 1942 حصل على الإجازة الشرعية في دمشق، ومن ثم صدر قرار بتعيينه مدرساً للفتوى في بعلبك. كما مارس الإمامة والخطابة، وترأس لجنة الأوقاف الإسلامية السنية في المدينة، كما أصبح رئيساً لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بعلبك. واستمر العلامة الجليل في أداء رسالته الشريفة في مجتمعه الإسلامي البعلبكي بين أعوام 1942 – 1970. في عام 1970 أقام في بيروت المحروسة، والتحق بدار الفتوى، وانتدب لرئاسة القسم الديني في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، ثم عُيّن مسؤولاً عن دائرة الشؤون الدينية في دار الفتوى، ومفتشاً من الأوقاف الإسلامية في المدارس الرسمية في بيروت، وفي الوقت نفسه أصبح عضواً في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وعضواً في اتحاد المؤسسات التربوية الإسلامية. ساهم مساهمات علمية ودينية ووقفية وفقهية واجتماعية وتربوية وفكرية، أثرى بواسطتها المجتمع الإسلامي في بعلبك وبيروت وبقية المناطق اللبنانية، حتى وفاته عام 1988، غير أن مؤلفاته العديدة لا تزال صدقة جارية، كما لا تزال مؤثرة في المجتمع الإسلامي، منها على سبيل المثال: «قصص الأنبياء في القرآن»، «قصص من السيرة النبوية»، «المختار في المواعظ والأحكام والأخبار»، «الدروس الوعظية في الآداب النبوية»، «فتاوى النساء لابن تيمية»، «بعلبك في التاريخ» وسواها من كتب مؤلفة أو محققة. وممن برز من الأسرة الرفاعيّة في بيروت ألكثير من العلماء ورجال الأعمال والمهندسين والأطباء والمحامين منهم السادة: إبراهيم حسني، إبراهيم علي، إبراهيم محيي الدين، أحمد خليل، أحمد صالح، أحمد عفيف (كان والده المرحوم عفيف الرفاعي أحد أوائل تجار البناء في بيروت مشاركة مع المرحوم محمد البراج)، أحمد عمر، أحمد محمد، أحمد محمود، وبرز من أسرة الرفاعي نقيب السادة الأشراف السيد سامي الرفاعي من العلماء الأفاضل، ومن كبار التجار في بلاد الشام. كما كانت زوجته السيدة أميرة الدروبي من أشراف بلاد الشام، فهي إبنة عبد الحميد باشا الدروبي أحد كبار أعيان ووجهاء سوريا. كما برز من الأسرة الرفاعيّة المهندس غياث سامي الرفاعي رئيس جمعيّة الأسرة الرفاعيّة في بيروت، وأحد أبرز الوجوه الإقتصاديّة في لبنان وبلاد الإغتراب. كما برز الفنان التشكيلي سامي الرفاعي والشاعران إقبال ومحمد توفيق الرفاعي، والطبيب الدكتور فؤاد الرفاعي، وسامي الرفاعي أحد قدامى موسيقي الدرك، من وجوه منطقة الطريق الجديدة. والقانوني خليل الرفاعي أحد الناشطين في الحقل العام، وفي الميادين السياسيّة والإجتماعيّة والإنسانيّة والثقافيّة والإسلاميّة، وهو يتميّز بجرأة صادقة.ورجل الأعمال محمد موسى الرفاعي من كبار تجّار النقولات في بيروت ولبنان والعالم، صاحب محمصة الرفاعي. كما برز آل الرفاعي أصحاب منتجع لونغ بيتش في منطقة المنارة في بيروت المحروسة. ولا بد من الإشارة، إلى أنه نظراً للمكانة الشريفة لآل الرفاعي ولمكانتهم الدينية والاجتماعية، فقد أطلق على الكثير من المناطق اللبنانية والعربية إسم «الرفاعي». فقد عرفت ألطريق الجديدة منطقة باسم «الرفاعي» قريباً من تلة دار الأيتام الإسلامية تجاه جامع عمر بن عبد العزيز، كما شهدت رأس بيروت وشوران وبعلبك وصور وطرابلس وصيدامناطق حملت إسم «الرفاعي» كما حملت بلدة في العراق إسم «بلدة الرفاعي» وهي مركز قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار(1). وحملت مناطق ومساجد عديدة في القاهرة والمدن المصرية إسم «الرفاعي» والرفاعية. ويعتبر مسجد الرفاعي في القاهرة من أهم معالمها الدينية والأثرية. كما عرفت بيروت المحروسة برجاً باسم «برج الرفاعي» وكان موقعه في منطقة ميناء الحسن (الحصن) وكان يملكه الشيخ محمد إبن الشيخ مصطفى الرفاعي في عام 1298هـ، وفيه عليّة قبلية (جنوبية) كبيرة، وغرفة سفلية يفصل سلم البرج بينها وبين غرفة ثانية. أما الرفاعي لغة واصطلاحاً فهي نسبة للسيد رفاعة أحد أجداد الأسرة الرفاعية، كما أن الرفاعي من الرفعة والعلو. ومن الأهمية بمكان القول، إن الكثير ممن ينتسبون إلى الأسرة الرفاعية سواء في لبنان أو في العالم العربي، فقد اتخذوا أسماء أخرى غير الرفاعي عبر العصور مثل آل الحريري على سبيل المثال، لذلك فإن الأسرة الرفاعيّة تعتبر من أكبر الأسر الإسلامية في العالم العربي. |