آل الشعار
أسرة تنسب لرسول الله يُكرّمها المجتمع في المناسبات الدينية
من الأسر الإسلامية والبيروتية والجبيلية والطرابلسية واللبنانية والسورية والعربية، تعود بجذورها إلى مدينة جبيل على الساحل اللبناني.
أما جذورها البعيدة، فتعود إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات الشام. والأسرة منسوبة لرسول الله محمد (صلى الله عليه وسلّم) ولآل البيت الشريف (رضوان الله عليهم). لهذا فمن العادات التي كانت متبعة في مدينة جبيل تكريماً لآل الشعار الحسامي، بأن الفرق الإسلامية الدينية كانت تكرم هذه العائلة في المناسبات الدينية والاجتماعية رافعة الأعلام، ضاربة الطبول والصنوج، متقدمة للخيالة. ومن العادات المتبعة حتى اليوم تكريماً لأبناء العائلة تسليم إدارة الأوقاف الإسلامية باستمرار لفرد من أفراد آل الحسامي في مدينة جبيل.
ونظراً لقدم العائلة وتميزها، فقد انقسمت إلى عدة عائلات منها: الشعار، الحسامي، الجبيلي، النقاش، بكداش، التوتنجي، اللادقاني وسواها من عائلات جبيلية وبيروتية.
والأمر اللافت للنظر، أني عثرت لأول مرة في السجل 1265-1269هـ، ص (2) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، إلى أن عائلة عبلا تنتسب أيضاً إلى أسرة الحسامي. فقد ورد في السجل المشار إليه، من ضمن شهود الحال على وقف جامع الأمير عساف اسم «السيد أحمد ابن قاسم عبلى الحسامي»، وهذا كشف جديد فيما يختص بأسرة عبلا وأسرة الحسامي.
برز من الأسرة عبر التاريخ الأمير سيف الدين بكتمر الحسامي الذي تولى إمارة كسروان عام 705هـ، ثم أصبح وزيراً بدمشق، ثم ولي ثغر الإسكندرية عام 716هـ-1316م، ومات بها في رمضان عام 724هـ1324م (صالح بن يحيى: تاريخ بيروت، ص 28-29).
وفي ضوء ذلك، فبالإضافة إلى أن آل الشعار الحسامي ينسبون إلى النسب الشريف، فهم في الوقت نفسه من الأمراء، واستمروا يحملون هذا اللقب إلى ما بعد انتهاء العهد العثماني، ثم تخلوا عنه بإرادتهم.
هذا، وقد برز من الأسرة في العهدين المملوكي والعثماني، العديد من أمراء آل الشعار والحسامي. وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى أحد علماء آل الحسامي الشيخ أحمد الحسامي الجبيلي وإلى السيد عبد القادر الحسامي الذي كان يقيم في باطن بيروت، وإلى العديد من آل الشعار والحسامي والجبيلي، ومنهم من وقفوا أملاكاً للأوقاف الإسلامية، ولجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، منهم على سبيل المثال: السيدة فاطمة بنت عبد القادر الشعار الحسامي الجبيلي، والحاجة بدرة بنت عبد القادر الشعار الحسامي الجبيلي.
وعرف من آل الشعار في العهد العثماني السيد حسن الجبيلي بن السيد حسين الشعار الذي كان يقيم في سوق الشعارين في باطن بيروت، كما عرف من الأسرة السيد محمد بن أحمد الشعار التتنجي اللادقاني من أبناء بيروت المحروسة.
كما برز أحد أركان جمعية بيروت الإصلاحية عام 1913 هو السيد جميل الحسامي، وبرز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر الكثير من آل الشعار ممن عملوا في ميادين الصيدلة والطب والهندسة والتربية والقانون، وفي الميادين الاجتماعية والخيرية والاقتصادية ومن بين هؤلاء على سبيل المثال الأستاذ هشام الشعار – مواليد بيروت عام 1932 المدير السابق لقوى الأمن الداخلي، والأمين العام السابق لمجلس الوزراء. والحقيقة، فقد أسهم الأستاذ هشام إبراهيم الشعار إسهامات قانونية وإدارية وأمنية وعلمية وفقهية واجتهادية بارزة. وقد تلقى التعليم في المرحلة الابتدائية في مدارس المقاصد الإسلامية، وفي المرحلة الثانوية تلقى العلم في مدارس الليسيه الفرنسية. كما التحق في المرحلة الجامعية في جامعة القديس يوسف، وتخرج منها عام 1958 حاملاً الإجازة من كلية الحقوق والعلوم السياسية. كما نال دبلوم دراسات عليا في مجال القانون الإداري، ونال إجازات من الجامعة اليسوعية في القوانين اللبنانية والفرنسية. أتقن اللغات: العربية، والفرنسية والإنجليزية.
أما الخبرات المهنية والمناصب التي تبوأها فهي التالية:
1- 1958-1962: محامي في مكتب الحقوقي الدكتور صبحي محمصاني.
2- 1961-1962: قاضي ومحامي عام في جبل لبنان.
3- 1964-1972: قاضي تحقيق في جبل لبنان.
4- 1971: مدير عام لوزارة العدل.
5- 1972: مدير عام لقوى الأمن الداخلي.
6- 1973: محافظ الجنوب بالوكالة.
7- 1978: رئيس هيئة التفتيش المركزي.
8- 1980: رئيس مجلس الخدمة المدنية بالوكالة.
9- 1982: مدير عام قوى الأمن الداخلي.
10- 1984: وضع بالتصرف بسبب حوادث الثلج في ظهر البيدر.
11- 1987: أمين عام مجلس الوزراء.
12- في آذار 2000: أحيل إلى التقاعد.
13- نيسان 2001: مستشار في رئاسة مجلس الوزراء في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
14- قام بتمثيل لبنان بصفة رسمية في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية ولدى الانتربول وفي الدورة الـ 42 للهيئة العامة للأمم المتحدة عام 1993. متأهل من الدكتورة تميمة الجسر، وله ثلاثة أولاد.
كما برز من الأسرة: الدكتور محمد الشعار، والمحامي سامي سيد بدوي الشعار رئيس جمعية متخرجي المقاصد السابق، مدير عام سابق للمجلس الوطني للإعلام المتوفى في 7/3/2011، وشقيقه عفيف الشعار أحد المسؤولين البارزين في الكشاف المسلم، والأستاذ الجامعي سمير الشعار، والصيدلاني الحاج رشيد الشعار، والدكتور الصيدلي رياض الشعار، والدكتور طارق الشعار، والطبيب الدكتور غياث الشعار، والأستاذة الجامعية المرحومة د. سامية الشعار، ومنهم السادة: إبراهيم، أحمد، بهاء، بهيج، بلال، جميل، حسن، رامز، رشيد، زهير، سامر، سامي، سعد الدين، سليم، سمير، طارق، عادل، عبد الحفيظ، عبد الحميد، عبد العزيز، عبد القادر، عبد الله، عبد المولى، عبد الوهاب، عدنان، عصام عفيف، عماد، غازي، فاروق، فؤاد، كمال، ماهر، محمد، محمود، والدكتور مروان الشعار، مصطفى منذر، منير، نبيل، نصوح، هاني، هشام، وجيه، وليد يوسف وسواهم الكثير من آل الشعار ممن لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً. وبرز في طرابلس الشام العديد من آل الشعار في مقدمتهم مفتي طرابلس الشيخ الدكتور مالك الشعار (1948- )، الذي عين مفتياً في 27 كانون الثاني عام 2008، وكان قاضياً وإماماً وأستاذاً جامعياً في جامعات دول الخليج العربي. له العديد من المؤلفات والاجتهادات، وله إسهامات دينية وخيرية واجتماعية عديدة (اللواء، 1/2/2008).
وعرف من الأسرة المرحوم الشيخ مروان الشعار (1944-2009) ناشط اجتماعي وديني وخيري. أحد متخرجي الأزهر الشريف. إصلاحي من الدرجة الأولى. عضو مجلس أمناء وقف المركز الإسلامي للتربية القيم على كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، وكلية إدارة الأعمال الإسلامية. كما كان عضواً في اتحاد الكتاب اللبنانيين، وعضواً في رواد الكشاف المسلم. ومن مؤلفاته:
- الأوزاعي إمام السلف/ دار النفائس 1992.
- العلاقات الجنسية في الإسلام/ دار النفائس 1990.
- العهد القديم والصهيونية في نظر الإسلام والمسيحية/ بالإشتراك مع رشيد شهاب الدين ومراجعة د. علي دحروج/ دار العلوم العربية 2007.
- القصة في القرآن/ المركز الإسلامي للتربية 2004.
- قاتل الأختين وقصص أخرى/ مجموعة قصص/ الطبعة الأولى 1987.
- تفسير النسفي: مدارك التنزيل وحقائق التأويل للإمام عبد الله بن أحمد النسفي/ أربعة أجزاء – دار النفائس.
- سنن الأوزاعي/ أحاديث وآثار وفتاوى/ تصنيف الشيخ مروان الشعار/ 1993 – دار النفائس.
- شرح الفقه الأكبر/ لأبو حنيفة النعمان، الملا علي بن سلطان محمد القاري الحنفي/ تحقيق مروان الشعار/ 1997م – دار النفائس.
- عون الحكام على فصل الأحكام: شرح منظومة الإمام ابن وهبان/ تحقيق الشيخ مروان الشعار 1994 – دار الكتب.
- مختصر صحيح البخاري: جمع النهاية في بدء الخير غاية/ للإمام عبد الله الأزدي/ تحقيق مروان الشعار/ دار ابن حزم 1993.
والشيخ مروان الشعار كان في عداد أسرة صحيفة «اللواء»، وأحد مؤسسي صفحة «اللواء الإسلامي»، عضو مجلس أمناء ومدير وقف المركز الإسلامي للتربية، شارك بإصدار «التقرير الإسلامي» وكانت له أيادٍ بيضاء في ساحة العمل الإسلامي الإعلامي لسنوات طويلة. توفي في 24/3/2009 ووري الثرى في جبانة الأوقاف الإسلامية.
آل الشعار في بيروت المحروسة، اشتهروا بالتخصص في علم الصيدلة، لهذا، فإن البيارتة يفتخرون بهذه الأسرة الكريمة، ويمكن القول، بأن السيد توفيق سعيد الشعار هو شقيق د. طارق سعيد الشعار، والصيدلي سعيد الشعار، والصيدلي الدكتور رياض سعيد الشعار هو والد :
1 - الصيدلي هيثم فاروق الشعار صاحب صيدلية الشعار الجديدة.
2 - الصيدلي د. هاني فاروق الشعار صاحب صيدلية الشعار تي في.
3 - الصيدلي نجلاء فاروق الشعار زوجة الدكتور أيمن شاهين.
4 - الصيدلي تالا فاروق الشعار.
5 - الصيدلي ديانا فاروق الشعار عيتاني صاحبة صيدلية الشعار عيتاني، وزوجة عبد اللطيف رياض عيتاني.
{ الصيدلي الدكتور هاني فاروق الشعار متخرّج من المدرسة الإنجيلية الفرنسية من قريطم وحاز على البكالوريا الفرنسية واللبنانية عام 1994.
- تخرّج من الجامعة الأميركية من بيروت بدرجة بكالوريوس في عالم الأحياء 1998، ثم تخرّج من الجامعة اللبنانية - الاميركية من كلية الصيدلة عام 2001 بتفوّق. ثم أنهى بنجاح وبمدة قصيرة الدكتوراه في الصيدلة السريرية عام 2002 بتفوّق. و حاز مع الفريق الطبي في الجامعة الأميركية على عدة جوائز طبية عالمية من الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها لا تعطى سوى للأميركيين أنفسهم ونادراً جداً لغير الأميركيين.
والشعار لغةً، هو الشخص الذي يصنع بيوت الشَعر من شَعر الدواب لا سيما الماعز، لاستخدامها فراشاً على الأرض أو بيوتاً للعرب وللبدو الرحالة. ولا بد من الإشارة إلى أنه كان يوجد في باطن بيروت «سوق الشعارين» وقد أعطي لقب الشعار للكثير من عملوا في هذه الصناعة، لذلك نجد عائلات الشعار موزعة ليس فقط في بيروت وجبيل وإنما في طرابلس وعكار وصيدا وشبعا وسوريا وهم من أهل السُنّة، بل نجد من آل الشعار في عدة مناطق لبنانية من الطوائف المسيحية والدرزية، وقد عرف من أسرة الشعار من عكار النقيب في الجيش اللبناني الشهيد وليد ياسين الشعار (1969-2007) الذي استشهد في معارك مخيم البارد.
|