آل الصقعان (السجعان)(الأنسي-عاليه)
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، التي تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، ومن ثمّ المغرب العربي. والأسرة من عرب الحجاز، من منطقة عاليه الحجازية، توزعت بين الحجاز ومصر وفلسطين وبيروت وسواها. لهذا عرفت الأسرة باسم أسرة عاليه. كما أسهمت أسرة الصقعان السجعان بالدفاع عن ثغر بيروت في العصور الوسطى ضد هجمات الإفرنج.
وعلى عادة العائلات البيروتيّة، فإنّه من خلال دراسة وثائق وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت. فإنّ أسرة الصقعان أو السجعان، هي لقب من ألقاب أسرة الأنسي وعايه. لهذا باتت الأسرة تنقسم إلى ثلاث أسر وهي:
1- أسرة السجعان.
2- أسرة الأنسي.
3- أسرة عاليه.
وقد أشار السجل 1259ه إلى السيّد محمد ابن السيّد زين الصقعان. كما أشار السجل 1285ه إلى رفعتلو الحاج محمد بك السقعان. وأشار السجل 1286-1287ه إلى أسرة الأنسي الصقعان، كما أشارت عدّة وثائق وعدّة سجلات إلى أسرة عاليه الصقعان و ومن بينها السجل 1298ه الذي أشار إلى الحاج سيف الدين بن الحاج علي العاليه الشهير بالسقعان. ممّا يشير إلى جذور وأصول واحدة ومشتركة للأسر الثلاث التي بطبيعة الحال، واستنادًا إلى الوثائق والسجلات ذاتها، فقد تقلّد أجدادها مناصب سياسية وعسكرية واجتماعية بارزة، ومنذ ما قبل القرن التاسع عشر حصل الأجداد على لقب "بك" وهو لقب لا يحصل عليه إلّا من كان يتمتع في الدولة العثمانية بوجاهة اجتماعية وسياسية رفيعة.
وبالإضافة إلى الحاج محمد بك الصقعان أو السجعان، برز حسين بك سجعان الأول وحفيده حسين سجعان الثاني (1900-1994) عضو جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت، وشيخ الرياضيين ورائد الرياضة في بيروت ولبنان، مؤسّس الاتحاد اللبناني لكرة القدم. وهذا وقد تقدّم حسين السجعان بترشيحه للانتخابات النيابية عن دائرة بيروت، ولم يحالفه الحظ. كما برز من العائلة الوجيه البيروتي خضر سجعان، والمربّي الأستاذ حسن سجعان أحد أساتذة ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للبنين وسواهم الكثير.
أمّا آل الأنسي، فقد برز منها العلّامة الشيخ عبد الباسط الأنسي (1867-1940) نقيب السادة الأشراف في بيروت، ومنشئ صحيفة "الإقبال" عام 1902، وناشر "تقويم الإقبال"، ومؤسّس المكتبة الأنسية في بيروت التي كانت تحتوي على أربعين ألف مجلّد. كما برز من الأسرة القاضي الشيخ محسن علي الأنسي، وسليم الأنسي صاحب صحيفة "روضة المعارف"، والأديب الشاعر عمر الأنسي (1821-1876) والطبيب الدكتور عبد الرحمن الأنسي من متخرجي كلية الطب الخديوية في القاهرة في القرن التاسع عشر، كما برز الشيخ محمد علي الأنسي (1869-1956) رئيس محكمة التمييز الشرعية في بيروت. والعديد من أسرة الأنسي ممّن سبق أن ذكرناهم عندما فصّلنا عن تاريخ أسرة الأنسي (راجع المجلد الأول من موسوعة العائلات البيروتيّة).
أمّا أسرة عاليه، فهي من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة البارزة من أصول مشتركة وواحدة مع آل السجعان والأنسي، وسنخصّص دراسة خاصة عن هذه الأسرة.
أمّا الصقعان أو السجعان لغةً، فالصقعان تعني البردان الذي يعاني من البرد، في حين أنّ السجعان هي في الأصل من الشجعان ومن الشجاعة. وقد وردت في الوثائق والمصادر التاريخية على أنّها الصقعان، كما وردت على أنّها السجعان. ويقال بأنّ أحد أفراد آل الأنسي – عاليه شارك في حروب الدولة العثمانية في القرم في القرن التاسع عشر، ونظرًا لشجاعته في أثناء القتال، فقد لقّب بالشجعان، وعلى عادة لهجة البيارتة، فقد حُولّت إلى السجعان. كما جاء في إحدى الروايات، إنّ ذلك الجد عانى كثيرًا من الصقيع لفترات طويلة، فلقّب آنذاك بالصقعان.
|