آل العرب

تولوا منذ عهد فخر الدين الدفاع عن ثغر بيروت

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، وهي من العشائر العربيّة التي أسهمت في فتوحات العراق وبلاد الشام. وقد انتشرت في مختلف المناطق الشامية، بما فيها المناطق اللبنانيّة. ومنذ مئات السنين لا سيّما منذ عهد الأمير فخر الدين الثاني الكبير توطّنت إحدى قبائل بني العرب في بيروت، لا سيّما في المنطقة المحاذية لحرج بيروت، وقد تولوا الدفاع عن ثغر بيروت وحراسته عبر العصور من أعداء بيروت وأعداء البيارتة، كما تعاطوا الزراعة والتجارة في المزارع التي أقاموها في أملاكهم والمناطق المحاذية لها. وأطلق عبر التاريخ على منطقة بمجملها اسم قبيلة العرب، هي "مزرعة العرب"، وهي التي تعرف اليوم في بيروت باسم منطقة "المزرعة". وكان الشقيقان الشيخ عمر والشيخ دياب قد وصلا من العراق إلى بيروت بعد صراعات عشائرية، وقد تعرفا في بيروت وجبل لبنان على الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير الذي اعتمد عليها اعتمادًا بارزًا بسبب نسبهما الشريف، وأصولهما العربيّة الأصيلة، ومنذ ذلك الوقت تكوّنت لهما ولأسرتهما فيما بعد زعامة مشهودة.

والأمر اللافت للنظر، أنّ الانتداب الفرنسي منذ أن أعاد تنظيم المناطق اللبنانيّة، فقد حذف من التنظيمات الجديدة، اسم العرب من اسم المنطقة، واكتفى باسم "المزرعة" فحسب، في حين أنّه حذف من جميع المناطق البيروتيّة اسم "المزرعة".

ومن مآثر آل العرب الخيرية والعلمية تقديمهم أراضٍ لجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت، كانوا يملكونها بالقرب من مدرسة بيت الأطفل وثانوية خالد بن الوليد قرب حرج بيروت، بما فيه أرض جامع العرب (الحلبوني)، وفي مقدمة المتبرعين الحاج حسن العرب ونجله عز الدين العرب، وقد دفن الحاج حسن العرب في حديقة المسجد عند وفاته. كما اقتطع من أراضي العرب أرض المفوض عبد العزيز العرب، لتسهيل مرور ترامواي بيروت في محطة الحرج.

وبما أنّ آل العرب هم من العشائر العربيّة، فقد تفرّع منها عدّة أسر وعائلات منها: دياب، زنهور، البدوي وسواها وكلّها ترتبط برابطة أسرية وقبيلة واحدة. بل أكثر من ذلك، فقد كشفت وثائق المحكمة الشرعية في بيروت عن علاقة أسرية واحدة تربط آل العرب بآل الطيارة وآل العجوز.

هذا، وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر إلى بعض مشايخ آل العرب البارزين منهم على سبيل المثال: الشيخ سعد ابن قاسم العرب، والشيخ محمد العرب. كما برز والده الشيخ قاسم العرب أحد مستشاري ديوان شورى الدروز، وكان نجله الشيخ محمد بن قاسم العرب قد تولّى عضوية مجلس وكلاء الطوائف عن سنّة جبل لبنان خمس دورات متتالية، كما برز الشيخ عبد الرحمن دياب العرب أحد أجداد أسرة العرب البارزين.

كما عرف من الأسرة عبد الهاني العرب (أبو عثمان) أحد قادة الجيش الأردني، وكان من قبل مفوض المباحث في ولاية بيروت، والنقيب قاسم آغا العرب أحد ضباط متصرفية جبل لبنان، والحاج مجير العرب رئيس جمعية العون الإسلامي.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ أسرة العرب ارتبط اسمها في التاريخ المعاصر باسم الشيخ عز الدين العرب ونجله المفوّض في الشرطة اللبنانيّة عبد العزيز العرب، والذي كان ضابطًا في الجيش العثماني في عهد أحمد جمال باشا، وقد قام بدور وطني إلى جانب الحركة الوطنية ضد رجالات الاتحاد والترقي الأتراك. كما أصبح المفوّض عبد العزيز نور العرب مرافقًا وصديقًا للرئيس رياض الصلح، وقد كان برفقته في الأردن في تموز من عام 1951 عندما تمّ اغتياله. كما عرف في التاريخ المعاصر الشهيد يحيى العرب (أبو طارق) مرافق الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي استشهد مع الرئيس الحريري في 14 شباط 2005، وكان قد تولّى رئاسة الهيئة الإدارية لنادي الجزيرة الرياضي في بيروت بين أعوام (2003-2005)، كما عرف ابنه المهندس طارق العرب، وشقيقه زكريا العرب والشيخ عباس العرب، كما عرف من الأسرة المناضل الناصري عصام العرب، والنقيب المتقاعد عصام العرب (1945-2011) المتوفى في بيروت في 20 نيسان 2011.

أمّا فيما يختصّ بفروع الأسرة الأخرى من أسر: زنهور، دياب، البدوي، فقد فصلنا عن تاريخها في المجلدين الأول والثاني من موسوعة العائلات البيروتيّة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ لآل العرب فروعًا أخرى مثل عائلات: زهران، عوض، فريج، وجميع هذه العائلات عربية الأصل. والأمر اللافت للنظر، أنّ بعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت شهدتا وجود أسرة العرب، كما شهدت المنطقة الأخيرة مسجدًا باسم "مسجد العرب" على غرار ما شهدت منطقة مزرعة العرب جامعًا باسم "جامع العرب" الذي عرف أيضًا باسم جامع الحلبوني.

هذا، وقد شهد جنوب لبنان أسرة العرب أيضًا، برز منها الكثير في مقدمتهم النائب الأسبق سليمان عرب (1951) والنائب والوزير الأسبق علي عرب (1964) والدكتور دياب العرب وسواهم. كما شهد جبل لبنان أسرة من آل العرب، كانت متوطنة في بيروت منهم السادة: أنطون بك عرب (مواليد بيروت 1875) عضو مجلس إدارة دولة لبنان الكبير، والطبيب الدكتور إميل عرب (مواليد بيروت 1884)، وإلياس عرب عضو مجلس إدارة ولاية بيروت 1892، والسفير السابق روبير عرب وسواهم.

عرف من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: توفيق العرب مختار محلّة المزرعة لسنين طويلة، عبد الهادي العرب أحد زعماء آل العرب، إبراهيم، أحمد، أسعد، أسامة، جهاد، حسن، حسيب، حسين، خالد، خليل، رامي، رشيد، سليم، سلام، صالح، طارق، طلال، عاطف، عامر، عبد العزيز، عبد القادر، عبد الكريم، عبد الله، عصام، علي، عمر، غسان، محمد، محمود، مصطفى، منير، ناصر العرب مختار المزرعة، نبيل، هشام، وائل، وجدي، وسواهم الكثير من آل العرب السُّنة والشيعة والمسيحيين. ومن السيّدات البارزات من آل العرب السيّدة ناهدة سعد العرب زوجة السيّد خالد أبو الوليد العرب، شقيقة عصام، ومحمد فيصل العرب.

والعرب لغة نسبة إلى القبائل العربيّة التي توطنت في كل البلاد العربيّة. وقد أطلق عليها العرب بسبب أصولها وجذورها العربيّة.

ونظرًا لإسهامات الرئيس القاضي خضر زنهور العرب، فإنّنا نشير إلى سيرته الذاتية على النحو التالي:

القاضي خضر محمد خير زنهور العرب:

البيانات الشخصية:

تاريخ ومكان الولادة: بيروت المحروسة 2/10/1943 – الجنسية: لبناني: رقم سجلّ الهوية: 1943 المزرعة – بيروت.

المؤهلات العلمية:

تابع دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت حتى نيله شهادة البكالوريا اللبنانيّة – القسم الثاني – فرع الرياضيات عام 1966.

حاصل على شهادة الليسانس في الحقوق اللبنانيّة من كليّة الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانيّة عام 1972.

حاصل على شهادة معهد الدروس القضائية في وزارة العدل اللبنانيّة عام 1978.

المناصب القضائية:

عيّن قاضيًا أصيلًا في القضاء العدلي في لبنان عام 1978 وجرى إلحاقه قاضيًا في هيئة القضايا في وزارة العدل اللبنانيّة.

عيّن قاضيًا منفردًا في بيروت عام 1981.

في عام 1983 انتدب قاضيًا منفردًا جزائيًا في بيروت بالإضافة إلى وظيفته الأصلية.

انتدب من عام 1989 إلى عام 1991 قاضيًا للتحقيق في بيروت.

عيّن عام 1991 قاضيًا منفردًا جزائيًا في بيروت وانتدب مستشارًا في محكمة جنايات القتل في لبنان.

عيّن محاميًا عامًا لدى النيابة العامة المالية عام 1992 واستمرّ في هذا المنصب حتى عام 1997.

عيّن مفوّضًا معاونًا لدى النيابة العامة العسكرية عام 1997 وحتى العام 1999.

عيّن قاضيًا لدى هيئة الاستشارات في وزارة العدل العام 1999.

عيّن مستشارًا لدى الغرفة السادسة الجزائية من محكمة التمييز اللبنانيّة عام 2000.

انتدب عام 2005 رئيسًا للغرفة الأولى محكمة الجنايات من محكمة الاستئناف في محافظة النبطية، بالإضافة إلى منصبه كمستشار لدى محكمة التمييز اللبنانيّة.

عيّن عام 2009 مستشارًا لدى الغرفة الخامسة الجزائية في محكمة التمييز اللبنانيّة وانتدب رئيسًا للغرفة الرابعة في محكمة الاستئناف في محافظة الجنوب الناظرة في قضايا الأمور المستعجلة والهيئة الاتهامية.

عيّن عام 2010 رئيسًا للغرفة الرابعة لدى محكمة الاستئناف في محافظة الجنوب الناظرة في قضايا الأمور المستعجلة والهيئة الاتهامية، وانتدب نائبًا عامًا لدى المحكمة الشرعية السنية العليا بالإضافة إلى وظيفته الأصلية.

بتاريخ 17/9/2012 حدّد المرسوم رقم 8882 بمقتضاه جرى قبول السيّد خضر زنهور القاضي السابق في ملاك القضاء العدلي في منصب الشرف برتبة رئيس غرفة لدى محكمة الاستئناف.

الخبرة التعليمية:

مارس التعليم الجامعي في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية – الفرع الرابع – في الجامعة اللبنانيّة من العام 1979 وحتى العام 1996.

أستاذًا محاضرًا لمادة العلاقات الدولية في السنة الثانية علوم سياسية عام 1979.

أستاذًا محاضرًا لمادة المدخل إلى العلوم القانونية باللغة الإنكليزية في السنة الأولى حقوق والسنة الأولى علوم سياسية من العام 1980 وحتى العام 1996.

أستاذًا محاضرًا لمادة القانون الدولي الخاص باللغة الإنكليزية في السنة الرابعة علوم سياسية من العام 1981 وحتى العام 1996.

مارس تدريس مادة القانون المدني سنة ثانية حقوق في كلية الحقوق في جامعة بيروت العربيّة في العام 1994-1995.

مارس من العام 1985 حتى العام 1988 العمل في توثيق اجتهادات المحاكم اللبنانيّة على الحاسب الآلي لحساب الجامعة اللبنانيّة.

يمارس حاليًا تدريس مادة الإدارة العامة (Public Administration) في جامعة العلوم والآداب والفنون AUL.

البحوث والدراسات والمؤلّفات:

قدّم البحوث التالية في معهد الدروس القضائية، وقد جرى نشرها في النشرة القضائية اللبنانيّة مع بحوث لقضاة آخرين.

دعوى الصورية ومرور الزمن عليها.

أثر حكم الحجر على تصرفات المحجور عليه الحاصلة قبل صدور الحكم وتلك الحاصلة بعد صدوره.

الشفعة بين العقارات التي لها من حق المرور على الممر الخاص دون أن يكون هذا الحق قد جرى تسجيله في السجل العقاري.

المسؤولية غير التعاقدية في الفقه الإسلامي.

محاضرات باللغة الإنكليزية ضمن كتاب تحت عنوان Introduction to Law، وقد دُرِّس في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانيّة – الفرع الرابع.

نشاطات أخرى:

انتخب نائبًا لرئيس جمعية متخرجي المقاصد الإسلاميّة في بيروت لعدّة دورات، ويشغل حاليًا عضوية هيئتها الإدارية وهو المسؤول عن اللجنة الثقافية ونائبًا لرئيس الجمعية.