آل عبدان

يُنسبون لأكبر قبائل العرب (عنيزة) في «القصيم»

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية لا سيما إلى منطقة القصيم شمال المملكة العربية السعودية اليوم. ولقبيلة عبدان انتشار واسع في مدن سعودية عديدة منها: مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، عنيزة، بريدة وسواها. تعود بجذورها الأسرية إلى جدها الأعلى «عبدان». وقد جاء في صحيح البخاري من أن الإمام البخاري أخذ عن الشيخ عبدان في علم الحديث. وتشير شجرة نسب أسرة عبدان، إلى أنها في الأصل من أكبر قبائل العرب، وهي قبيلة عنيزة، التي كانت في مراحل التاريخ العربي والإسلامي تمسك بزمام أماكن آبار المياه في المنطقة. وبما أنها كانت تسيطر على أماكن المياه، فقد أطلق عليها العرب اسم عنزة وعنيزة أي الإنسان الذي يكنز الشيء ويجمعه ويسيطر عليه. وقد نالت القبيلة شهرة وقوة لما لها من نفوذ وسيطرة على آبار المياه وسط الصحراء.

قامت قبيلة عنيزة ومن بينها فرع عبدان عبر التاريخ العربي والإسلامي بإسهامات جهادية وعلمية وفقهية ودينية في مختلف المناطق التي توطنت فيها. وقد انطلقت الأسرة من شبه الجزيرة العربية، وعبر فترات متلاحقة إلى البحرين والأردن وفلسطين ومن ثم إلى سوريا وبالتحديد إِلى مدينتي حلب وادلب، وما تزال توجد منطقة في حلب تعرف باسم «عبدان». وبعد هذا الاستقرار في شمال سوريا، اشتغل بعض أفرادها بالزراعة والتجارة والصناعة ومن بينها زراعة الزيتون والحبوب وتجارة الزيت، كما أقاموا معاصر لزيت الزيتون، لهذا عرف فرع من الأسرة في حلب وادلب باسم عائلة الزيّات والزيتاني والقمحي. كما أن بعضهم الآخر حرص على الاشتغال بالعلم والفقه على غرار جدهم العابد المتعبد عبدان.

وفي العهد العثماني وأوائل عهد الانتداب الفرنسي هاجر فرع من آل عبدان إلى بيروت فأقاموا في مناطقها وتعلموا في مدارسها وجامعاتها، كما اشتغلوا بالعمل العام. ومن أبرز هؤلاء القاضي برهان عبدان الذي تلقى علومه السياسية والقانونية في الجامعة الأميركية في بيروت، ومنهم أيضاً الأستاذ حسن عبدان مؤسس مدرسة الألسن واللغات في مدينة حلب.

برز من الأسرة في العهد العثماني في باطن بيروت السادة الحاج عبده مصطفى عبدان، وشقيقه الحاج إبراهيم عبدان، وتركا ذرية صالحة تعمل في مختلف الميادين العلمية والإدارية والاجتماعية والهندسية منهم على سبيل المثال السادة: الحاج مصطفى عبدان والحاج محمد عبدان، والحاج أحمد عبدان وهم من موظفي بلدية بيروت. ومن الأسرة من امتهن الطب الفيزيائي أمثال الحاج محيي الدين عبدان، كما عرف منهم المحامي الأستاذ محمود عبدان، والمهندس الحاج محمد عبدان، وابنه المهندس ماهر، كما عرف المهندس حسن إبراهيم عبدان وأحمد عبدان وسواهم الكثير.

وعبدان جذوراً هي إحدى قبائل العرب لا سيما قبيلة عنيزة، أطلق عليها عبدان، نسبة إلى جدهم الأعلى عبدان كونه أحد العلماء الصالحين العابدين، وقد أطلق العرب صفة «عبدان» على الرجل كثير العبادة، وهي على وزن فعلان أي كثير الفعل.