آل عيدو

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية. وقد أسهمت قبائلها في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي.

 واستقر فرع من الأسرة لعهود طويلة في سوريا لا سيما في بلدة سراقب قرب حلب على حدود بلدة منبج التاريخية، حيث توجد هناك قلعة عيدو شمال حلب على الحدود السورية – التركية.

كما استقر فرع آخر في مدينة فاس، إلى أن استدعت الظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية هجرة أجداد الأسرة من سوريا وفاس إلى بلاد الشام في باطن بيروت المحروسة بالقرب من جامع شمس الدين إزاء سوق البازركان.

برز من آل عيدو في حلب ودمشق والمدن السورية الكثير من العلماء والأدباء منهم على سبيل المثال: الأستاذ الجامعي السوري الدكتور محمد عصام عيدو، والكاتب السوري باسم عيدو، والصحافي السوري عيدو بني العثمان، كما شهدت مدينة حلب أول فرقة مسرحية في أوائل القرن العشرين عرفت باسم فرقة عيدو للمسرح أو فرقة نجمة سوريا، كما شهد العراق بعض أفراد من قبيلة بني عيدو منهم الشيخ عيدو بن نايف درويشان وهو أحد رؤساء قبائل عيدو ودرويشان في العراق.

إن هذه الأسرة التي انطلقت من مناطق عربية عديدة إلى بيروت المحروسة، لا سيما باطن بيروت، بدأت تتكاثر تباعاً، ومن ثم بدأ الأحفاد ينتقلون من باطن بيروت إلى المناطق المحاذية لها مثل مناطق الباشورة والبسطة التحتا والبسطة الفوقا. برز آل عيدو لا سيما في العهد العثماني بالأعمال التجارية، منهم على سبيل المثال السادة التجار: توفيق عيدو، جميل عيدو، رشيد عيدو، صلاح عيدو، كمال عيدو، محيي الدين عيدو وسواهم.

 ومن خلال هؤلاء الأجداد والآباء عرف أنجالهم وأحفادهم السادة: بشير عيدو، زياد، عماد، غسان، مروان، نبيل، وليد عيدو وسواهم. وفي أوائل عهد الانتداب الفرنسي أَقام آل عيدو في بيروت فندق ومطعم «العربي» عام 1920، والذي ذاع صيته بيروتياً ولبنانياً وعربياً.

 وكان الفضل في تأسيسه للسيدين توفيق ومحمد عيدو.

ويشير الحاج هشام عيدو أحد أبناء عيدو الناشطين في الميادين التربوية والاجتماعية والرياضية والخيرية، وأحد مؤسسي اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، بأن أسرة عيدو ترتبط بالنسب مع أسر: أبو الجود، وحمزه، وخريرو، وقصقص وسنو وسواها من عائلات بيروتية.

برز من آل عيدو في التاريخ الحديث والمعاصر العديد من المهندسين والمحامين والقضاة والمخاتير ورجال الأعمال منهم على سبيل المثال لا الحصر: القاضي السابق ونائب بيروت الشهيد الأستاذ وليد عيدو.

 وفيما يلي نبذة عن النائب الشهيد وليد عيدو:

القاضي والنائب السابق وليد عيدو من مواليد بيروت المحروسة في 2 نيسان عام 1942، تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارس المقاصد. نال شهادة البكالوريا – القسم الثاني عام 1962، ثم درس الحقوق في الجامعة اللبنانية، وتخرج منها عام 1966.

في عام 1967 دخل سلك القضاء، وتولى عدة مناصب قضائية منها:

1- مستشار لدى محكمة إِفلاس بيروت.

2- مستشار لدى محكمة التجارة في بيروت.

3- رئيس محكمة الأحوال الشخصية والقضاء المستعجل في صيدا.

4- رئيس محكمة استئناف جبل لبنان.

5- نائب عام في محكمة الاستئناف في الشمال.

6- رئيس محكمة استئناف الجزاء في بيروت.

7- رئيس لجنة تخمين العقارات وسط بيروت المحروسة.

بين أعوام 1978-1980 كان أحد قيادات حركة الناصرين المستقلين (المرابطون) التي كان يرأسها المناضل إبراهيم قليلات (أبو شاكر).

في عام 2000 استقال من القضاء بناءً لتنسيق مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأنه اختاره لأن يكون مرشحاً في عداد المرشحين على لائحته في بيروت. انتخب عام 2000 نائباً عن بيروت المحروسة، وأعيد انتخابه في دورة عام 2005 على لائحة الرئيس الشيخ سعد الحريري بعد أن استشهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

كانت له مواقف جريئة تعبر عن مدى حزنه وإخلاصه للرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكانت له تصريحات واضحة المعالم في التأكيد على حرية واستقلال وسيادة لبنان، ورفض أي تدخل إسرائيلي أو سوري في الشؤون اللبنانية. وبسبب جرأته وكلمته الحرة، امتدت إليه يد الغدر والعدوان واغتالته في 13 حزيران عام 2007 بالقرب من منطقة المنارة في بيروت (منطقة السبورتنغ)، وكان برفقته نجله الأكبر الشهيد خالد. وبذلك استشهد دفاعاً عن آرائه السياسية وحرية واستقلال وسيادة لبنان، تاركاً إرثاً سياسياً وقضائياً مهماً وزوجة صالحة هي السيدة عائدة غنوم، مع ابنيه زاهر ومازن، علماً أن باستشهاده خسر تيار المستقبل أحد أهم قياداته السياسية (رحمه الله وأسكنه مع نجله فسيح جناته).

كانت له إسهامات مهمة في المجلس النيابي من خلال توليه بعض المناصب منها:

1- عضواً في لجنة الإدارة والعدل.

2- عضواً في لجنة الشؤون الخارجية.

3- رئيساً للجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات.

4- عضواً في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

5- له عدة اقتراحات قوانين في المجلس النيابي.

6- له عدة دراسات وبحوث قانونية.

7- اقتراح تنفيذ الإعدام والسندات الأجنبية.

8- الرسوم والنفقات القضائية.

9- تعويض المساهمة.

10- أصول المحاكمات لدى الدرجة الأولى الجزائية.

11- قرض الاستعمال وقرض الاستهلاك، والقضاء في الإسلام. وله أيضاً العديد من الندوات والمحاضرات العلمية والقانونية والقضائية.

كما برز من آل عيدو رجل التربية الدكتور رفيق عيدو المدير العام السابق للتربية والتعليم في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. كما برز قائمقام الشوف الأستاذ ثابت عيدو رئيس جمعية آل عيدو، والمحامون: سامر، وعامر، ومحمد خالد عيدو، والمهندسون: أحمد، وعادل، وناصر، وفادي، ومحمد، ومليح، وسميح، ونجيب، ونزار، وحبيب، ومصطفى عيدو، وسواهم. مع أهمية الإشارة إلى أن المهندس نزار عيدو يتميز بصوت حسن، وظفه في خدمة القرآن الكريم وتلاوته.

كما برز في ميدان المخاتير المختار عدنان عيدو، ومن بعده نجله مصباح عيدو رئيس رابطة مخاتير بيروت. ونظراً لأهمية العمل الأسري والعائلي والخيري، فقد بادر السادة: الحاج نزار عيدو، وحسان عيدو، وعدنان عيدو، وتوفيق وأحمد عيدو بتأسيس رابطة آل عيدو عام 1967 للتأكيد على الروابط الأسرية. وقد انضمت الرابطة منذ عام 1997 إلى اتحاد جمعيات العائلات البيروتية بواسطة أحد ممثليها الناشطين الحاج هشام عيدو، أحد أركان الرياضة والمصارعة في لبنان، وأحد أركان المجتمع الأهلي.

عرف من أسرة عيدو أيضاً السادة: أحمد، إسماعيل، بسام، بشير، بلال، توفيق، جميل، حبيب، رامز، رامي، رشيد، رياض، زياد، زهير، طلال سمير، عادل، عبد الحفيظ، عبد العزيز، عبد الله، عبد الحميد، عبد اللطيف، علي، عدنان، عصام، عماد، غسان، فؤاد، مالك، محمد، مروان، مصطفى، مليح، منير، ناجي، ناصر، نبيل، وسام، يوسف عيدو. كما عرف من الأسرة السادة: صائب، جمال، مصطفى، سليم، عبد الفتاح، عمر، خالد، ربيع، سهيل، ناجي، زاهر، طارق، خضر.

أما عيدو لغة فهي في الأصل عيد، وكان أحد أجداد آل أبو الجود جدايل، يمتطي حصاناً مزركشاً في كل عيد، فاشتهر في بيروت بأنه «عيدو» لأن البيارتة أضافوا الواو لأسماء الكثير من العائلات البيروتية مثل شبارو وسنو وكنيعو ودبيبو وشبقلو ومشاقو، وعيدو أيضاً.

وقد أكد الحاج هشام عيدو بأن الأسرة كانت في الأصل من آل أبو الجود علماً أن آل أبو الجود هم أنفسهم آل جدايل، وقد لقب أحد الأجداد باسم عيد أو عيدو. ولا بد من التأكيد أيضاً بأن سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل (1308-1310) ص 47 أشار إلى عائلة عيده التي أصبحت عيدو.

 القاضي السابق ونائب بيروت الشهيد الأستاذ وليد عيدو