آل الفرّ
استضافوا في بيروت الأمير شبلي باشا الأطرش ودافعوا عن لبنان
من الأسر الإسلامية الدرزية البيروتية واللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوح فارس، وفي الدفاع عن العراق، وبلاد الشام، وقد عرف فرع منها باسم الديلمي لا سيما أحد أجداد الأسرة العالم يحيى أبو زكريا الفَرَاء الديلمي (761-822م) إِمام اللغويين في الكوفة، وهو تلميذ الكيسائي، وأستاذ ومؤدب ابني المأمون. من مواليد الكوفة، توفي في مكة المكرمة. له العديد من المؤلفات منها: «الحدود» و»معاني القرآن».
وبالرغم من أن المؤرّخ الدكتور سليم هشي في كتابه «دروز بيروت» ص (176) يعتبر أن أسرة الفر أسرة فارسية الأصل، غير أن قبيلة الفر والفرا والفَراء هي من عشائر الفراوجة العربية الأصول والجذور، كما جاء في جميع مصادر الأنساب العربية.
أسهمت قبيلة الفر منذ بداية العهد الإسلامي بالدفاع عن الثغور الإسلامية. ففي عام (660م) استعان بها الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان لرد هجمات البيزنطيين والجراجمة عن السواحل الشمالية في لبنان. وقد استطاعت قبيلة الفر أن تدافع دفاعاً حسناً عن الثغور الشامية.
وبعد انتشار الدعوة الفاطمية الشيعية والدعوة الدرزية لا سيما في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي اعتنق آل الفَر الدعوة الدرزية، مما اضطرهم للانتقال من شمال لبنان إلى قنسرين والبقاع اللبناني، ومن ثم إلى المغيثة، ثم انحدروا نحو منطقة رأس بيروت وعين المريسة حوالى عام 1300م، يتقدمهم زعيمهم الشيخ إبراهيم الفَر.
أسهم آل الفر طيلة العهود المملوكية والعثمانية في الدفاع عن ثغر بيروت المحروسة، فضلاً عن اشتغال الأسرة بالأعمال الزراعية والمهنية، وتملكت مع الوقت العديد من العقارات الزراعية في رأس بيروت وعين المريسة.
برز من الأسرة في العهد العثماني السادة: مصطفى الفر، وشقيقه أمين الفر، وحسن الفر.
وكان حسن الفر يملك مصنعاً للتجارة عام 1840، وكان مالكاً لأراضٍ عديدة، وعرف من أولاده وأحفاده السادة: سعيد، أحمد، مصطفى، إبراهيم، أحمد الثاني، نجيب، توفيق، سليم، فؤاد، مروان، جمال، وكمال الفر وسواهم.
ومن مآثر آل الفَر في بيروت، ومما يفتخرون به أن الأسرة استضافت في بيروت الأمير شبلي باشا الأطرش ضيفاً معززاً بعد عودته من منفاه من استانبول. وظلت المراسلات والاتصالات متبادلة بينه وبين الشيخ إبراهيم الفر الحفيد.
برز من أسرة الفر في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: العميد السابق في الجيش اللبناني فؤاد الفر، أحد متخرجي الجامعة الأميركية، وأحد الضباط المتميزيين، لهذا نال عدة أوسمة تنويه من القيادة العسكرية فاقت ستة أوسمة. وعرف من الأسرة السادة: سعيد الفر، محمد، مصطفى، نجيب الفر وسواهم. ومما يلاحظ، أنه بالرغم من قِدم أسرة الفر في بيروت، غير أنها ما تزال قليلة العدد، ويعزو د. سليم هشي أسباب ذلك، إلى عدم إنجاب الأسرة للذكور كثيراً، وإلى مشاركتها في حروب الدولة العثمانية سواء في داخل البلاد أو في خارجها
والفر لغة من الفَراء أو الفرو، وهو جلد مرتفع الثمن أعطي لقباً لجد الأسرة الأول. وتأتي الفر بمعنى حسن الثغر والابتسام، كما أنها من الفراوجة إحدى القبائل.
أما فرّ وهي بوضع الشدة فوق الراء فتعني حرب، فليس موضعها هذا. كما أن فَر بالفارسية تعني الوجه، وتعني بالعثمانية الضياء، وتعني بالكردية الجريء جداً (أنظر مادة فرشوخ).
|