فرشوخ «مسالخي»

قادة سياسيون لهم دورهم الجهادي والإجتماعي والإقتصادي والعلمي - الفقهي

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام ومصر والمغرب العربي، والأندلس. فهي من عشائر الشنابلة من فخذ المساليخ من المنابهة من المساعيد من بني شيبان من بطون قبيلة عنزة العدنانية أكبر القبائل العربية وأشهرها قوة وعزماً. وقد توطنت عبر التاريخ حول الحرم المكي وتهامة في الحجاز، وما تزال إلى اليوم.

والأمر اللافت للنظر أن المساليخ تربطهم صلة قرابة ونسب واحد مع بطون عنزة من آل سعود ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية، ومع أمراء آل الصباح أمراء الكويت، ومع أمراء ومشايخ وملوك آل خليفة في مملكة البحرين، ومع مشايخ آل رشود وسواها من عائلات خليجية حاكمة، وقد انتشر نفوذ المساليخ وعنزة في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق ومصر وسواها. (أنظر: عشائر الشام، ص 404، 409، 416، 435، 441...)

وكانت المساليخ وفروعهم من بني شيبان قادوا أول معركة انتصر فيها العرب على الفرس، وهي معركة «ذي قار» الشهيرة.

وما تزال قبائل وأفحاذ عشائر عنزة تنتشر في حلب وحماه وحمص وتدمر ودمشق وفي الجزيرة الفراتية وفي قضاء الرقة وسواها. وقد أورد كتاب «عشائر الشام» ص (366) جدول نسب عنزة بن وائل، وقد ورد في هذا الجدول أحد أجداد آل مسالخي الشيخ حسن المساليخ.

هذا، وقد كان لآل المسالخي دور مهم في عهد الأمير فخر الدين الثاني الكبير، وفي العهد الشهابي، وقد أشار الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغُرر الحِسان» (جـ3، ص 640) في معرض حديثه عن عام 1818م، إلى عرب المساليخ القاطنين في حوران، والذين أسهموا في استقبال الوالي صالح باشا بعد عودته من القدس الشريف.

وتشير مصادر آل المسالخي في بيروت المحروسة، من أن الأسرة تتصل بالنسب الشريف عن طريق الإمام الحسن بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم) الذي قاد حملة من مكة المكرمة إلى بلاد الشام.

ونظراً لتدين آل المسالخي فقد برز منهم العلامة الشيخ مصطفى إبراهيم المسالخي صاحب «الطريقة الحلالية» التي انتشرت في بيروت وصيدا، وما تزال صيدا تشهد منذ العهد العثماني حتى اليوم منطقة «المسالخية» وقد اعتمدت دوائر الأحوال الشخصية في لبنان اسم هذه المنطقة حيث تظهر على تذاكر الهوية للأشخاص التابعين لمنطقة المسالخية. كما برز من الأسرة العلامة الشيخ محمود فرشوخ المسالخي البيروتي أحد شيوخ مفتي بيروت المحروسة العلامة الشيخ مصطفى نجا (1852-1932).

ومن الأهمية بمكان القول، ومن خلال دراستي لوثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني، أنه تبيّن لي بأن أسرة مسالخي وفرشوخ أسرة بيروتية إسلامية من جذور واحدة، فقد أشارت تلك الوثائق إلى اقتران لقب فرشوخ بالمسالخي، أو اقتران لقب المسالخي بفرشوخ. وقد أشار السجل (1279هـ) القضية (316) إلى السيد سعيد ابن الحاج حسن فرشوخ المسالخي، وأشار السجل (1283-1284هـ) (القضية 335) إلى السيد سليم ابن الحاج حسن فرشوخ المسالخي، وأشار السجل (1286هـ) إلى الحاج محيي الدين ابن الحاج حسن فرشوخ المسالخي، وأشار السجل (1294هـ) إلى أولاد السيد سليم ابن الحاج حسن بن عثمان فرشوخ. كما أشار السجل (1309هـ) إلى السيد حسن بن سعد بن الحاج حسن فرشوخ المسالخي البيروتي العثماني، مما يؤكد بأن أسرة فرشوخ وأسرة مسالخي أسرة واحدة.

وما يلاحظ أيضاً بأنه بالرغم من أن الإحصاء السكاني لعام 1932 قد شهد انفصال أسرة فرشوخ عن أسرة المسالخي، غير أن الكثير من أفراد الأسرتين الكريمتين ما يزالون يحملون اسماً مركباً حتى اليوم أي «فرشوخ المسالخي»، ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر العميد الركن الدكتور محمد فرشوخ المسالخي.

ومما يلاحظ بأن أسرة فرشوخ المسالخي قد أسهمت عبر تاريخ بيروت المحروسة وبلاد الشام بإسهامات سياسية وجهادية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وبرز العديد من رجالاتها في العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية وفي التاريخ الحديث والمعاصر منهم على سبيل المثال السادة الأشراف: سليم آغا فرشوخ المسالخي، الضابط في الجيش العثماني، سعيد آغا فرشوخ المسالخي، محافظ إيالة اللاذقية القاضي عبد الودود بك المسالخي، الشيخ العلامة الأزهري إبراهيم مصطفى المسالخي وابنته الشيخة الفاضلة الحاجة فاطمة إبراهيم المسالخي. كما برز من الأسرة الصيدلي خضر أحمد المسالخي وهو من أوائل الصيادلة في لبنان، والطبيب الجراح النسائي الدكتور بسام خالد المسالخي، والمجاهد الشهيد محمد إبراهيم المسالخي، والإذاعي الكبير الأستاذ خالد المسالخي، والمناضل العروبي حسن أحمد المسالخي (1922-2012) ونجله المحامي حسين المسالخي رئيس جمعية آل المسالخي، والوجيه البيروتي إبراهيم خضر المسالخي، والسادة: عبد الحفيظ خضر المسالخي، وصلاح خضر المسالخي، وعاصم إبراهيم المسالخي وسواهم الكثير. ولا بد من الإشارة أيضاً بأن لأسرة المسالخي صلة نسب مع الكثير من الأسر البيروتية منها أسر: عليوان، النويري، طقوش، كتوعة، عرقجي، بدران، صعب، حرب، دياب ياسين وسواهم.

هذا، وقد برز من الأسرة الطبيب المقدم في الجيش اللبناني الدكتور محمد أمين المسالخي، وفضيلة الشيخ هشام محيي الدين المسالخي، والكابتن الرياضي عمر أديب المسالخي، والمصرفي أحمد حسن المسالخي. كما عرف من أسرة مسالخي حديثاً السادة: القارئ الشيخ محمد أديب مسالخي أحد كبار قراء القرآن الكريم في الإذاعة اللبنانية والإذاعة المغربية والإذاعة السورية وفي بلاد المهجر والاغتراب، وفضلاً عن ذلك، فقد تميز بأنه كان خطاطاً ورساماً بارزاً لشركة طيران الشرق الأوسط لمدة (42) عاماً. وقد عرفت بيروت معارضه في الرسم والخط.

كما برز السادة: إبراهيم خضر مسالخي، إحسان، أحمد، أسامة فرشوخ مسالخي، بسام، توفيق، حسان، حسن، خالد، خضر، رفيق، سعد الدين، سليم، سمير أحمد فرشوخ مسالخي، شفيق، صلاح الدين، عاصم، عبد الحفيظ، عدنان، عمرن عثمان، عبد الرحمن فرشوخ مسالخي، عماد عبد الرحمن فرشوخ مسالخي، محمد إبراهيم، محمد أديب، محمد حسن، محمد عمر إبراهيم، محمد وسيم، محمود، محمود عبد الرؤوف، منير عبد الحفيظ، هيثم عمر، عصام عبد الرحمن، محمد منير مسالخي وسواهم.

ونظراً لإسهامات المحامي حسين المسالخي فإننا نشير إلى سيرته الذاتية:

المحامي حسين المسالخي:

١- مواليد بيروت المحروسة عام 1949، درس في مدارس المقاصد، وحاز إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية (سنة 1974).

٢- انتسب إلى نقابة المحامين في بيروت (1977) ويمارس مهنته كمستشار قانوني لشركة خدمات مجموعة البحر المتوسط ش.م.ل منذ سنة 1985.

٣- عضو مؤسّس في شركة دار الكتاب الالكتروني اللبناني (المستشار) سنة 2008، وعضو مؤسس وأمين سر هيئة مكتب مجلس المتولين لـ «وقف بيروت للإسكان والتنمية» (سنة 2011).

٤- رئيس جامعة آل المسالخي في لبنان منذ سنة 2005، وعضو الهيئة العامة وهيئة المندوبين لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية منذ سنة 2008.

٥- شغل سابقاً المراكز الرسمية التالية:

- محرر «الشؤون الوزارية في رئاسة مجلس الوزراء» (1974- 1979).

- أمين سر «مكتب رئيس مجلس الوزراء» (1980- 1983).

{ نشاطات اجتماعية سابقة:

1- عضو لجنة «مركز ومسجد الفاروق» الزيدانية- بيروت (قرار سماحة مفتي الجمهورية سنة 1998).

2- عضو لجنة «مكتبات علوم الإسلام» التابعة لدار الفتوى (قرار سماحة مفتي الجمهورية سنة 2002).

3- انتخب منسقاً لمكتب بيروت ونائباً للمنسق العام لـ «تجمع محامي وحقوقيي المستقبل» (2006- 2010).

4- عضو المكتب المركزي لـ «المهن الحرة في تيار المستقبل» (2006- 2010).

5- عضو الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية ومفوض الاتحاد لدى الحكومة لدورتين (2010- 2012) و (2012-2014).

6- كتب وقدم العديد من دراسات ومقالات وخواطر أبرزها:

- كتب مقال عنوانه «الحكم في لبنان» (31/12/2007).

- نشر رد قانوني على مزاعم المعارضة في لبنان، بعدم شرعية وميثاقية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، منشور في جريدة المستقبل بتاريخ (23/6/2007).

- نشر رأي قانوني دستوري حول مخالفة المادة (75) من الدستور (31/12/2007) منشور في جريدة المستقبل بتاريخ (16/2/2008).

- قدم مطالعة قانونية حول صلاحية رئيس المجلس البلدي في بيروت (4/8/2009).

- كتب اقتراح حل لأزمة السير في نطاق مدينة بيروت (4/8/2009).

- قدم مشاريع برامج يجب تنفيذها في نطاق مدينة بيروت (4/8/2009).

- أعد دراسة حول حقوق المسلمين في الموازنة العامة للدولة (28/5/2010).

- أعد دراسة حول «الملكية العقارية والخلل الديموغرافي في مدينة بيروت « (11/7/2013).

- شارك بشكل أساسي في تعديل النظامين الأساسي والداخلي لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية (7/11/2013).

- كتب حول مشروع قانون اللامركزية الإدارية في بيروت (16/4/2014).

- أعد دراسة حول مشروع «نظام الوقف للمسلمين السنة» (7/1/2015).

وكما تميّز المحامي حسين المسالخي، بأنه رجل قانون وأنظمة من الدرجة الأولى، وفي الوقت نفسه تميّز بحبه لبيروت المحروسة، لذا نظم شعراً تضمن عاطفته نحوها بعنوان «بيروت المحروسة» جاء فيه:

بيروت الأبية بأهلها ندية

 أهل الرباط هم منذ عصور غابرة

للعروبة هي نبراس ساطع

وثغر حضارة بالعلم جامعاتها منارة

حماة الثغور أهلها بذلوا الفدى

على مر الزمان وللفاتحين ناصرة

شرف حراسة أبوابها السبعة

لعائلاتها كان واجب ومفاخرة

اتحاد عائلاتها لعزتها انبرى

يرفع رايات المحبة بالفضيلة آزره

بيروت لعائلاتها موطن خالد

ورسالة حضارة مدى الدهر زاهرة

الشيخ هشام محيي الدين المسالخي:

1- متخرّج من أزهر لبنان في الشريعة الإسلامية، ومن الجامعة اللبنانية في الآداب والتكنولوجيا وإدارة الأعمال، ومن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية في البحرين بدبلوم المستشار والمدقق الشرعي على المؤسسات الإسلامية.

٢- مستشار ومدقق شرعي لبنك بلوم للتنمية، ومستشار ومدقق شرعي لنافذة التكافل في شركة آروب للتأمين.

٣- عضو هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، وعضو الإتحاد العالمي للهيئات الشرعية في البحرين.

٤- مشارك في بحوث الصيرفة الإسلامية ضمن نشاطات اتحاد المصارف العربية والنشرة المصرفية العربية، وفي نشاطات وندوات مؤسسة الحريري للتنمية المستدامة.

٥- مساعد سابق لرئيس دائرة المحاسبة في دار الفتوى، ومدير سابق لمكتبات علوم الإسلام التابعة لدار الفتوى، ومسؤول الهيئة العليا للإغاثة في دار الفتوى فترة حرب تموز عام 2006.

٦- خطيب ومدرّس في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية.

٧- أمين سرّ جامعة المسالخي.

عصام وفيق مسالخي:

1- مواليد بيروت المحروسة عام 1957، والدته عفاف رمضان حرب.

٢- يحمل دبلوم في إدارة الأعمال (مركز العلوم المالية والاقتصادية).

٣- عضو جمعية المحاسبين العالميين (لندن)، وعضو نقابة المحاسبين المجازين في لبنان.

٤- مدقق حسابات Earnest & Winny (الأعوام 1980-1985)، ومدير مالي لطيران الخليج (الأعوام 1986-1994)، ومحاسب قانوني – مجاز (الأعوام 1995-2015)، وخبير محاسبة لدى محكمة التجارة – بيروت، وصاحب مكتبة نوبل للمحاسبة والتدقيق.

كلمة لا بد من الإشارة إليها، وهي أنه من يطلع على المصادر التاريخية، ومن بينها كتب الأنساب والعشائر العربية، ومنها كتاب «عشائر الشام» يدرك تماماً الجذور الأصيلة والشريفة لآل المسالخي تلك الأسرة البيروتية العربية التي جمعها وآل فرشوخ نسب شريف واحد، وتاريخ أصيل مشترك.

ونظراً لإسهامات وإنجازات آل المسالخي في بيروت المحروسة، ونظراً لنسبهم الشريف، فقد نظم الحاج عبد الكريم عبد الله عيتاني في أسرتهم شعراً قال فيه:

العلم في الحياة أرقى سلما

والحياة مطية للعز أغلى معلما

خذ للآلك والمسالخي بمن انتمى

والحسن حفيد الرسول فيها مغنما

هم في الأخلاق والحسن سيره

رافعين للحقيقة في السماء الانجما

واعط لصوتهم والرخامة في مداه

تراه في ترنيمه للملائكة انتمى

وصنعة في اليد خير من غنى

وكنز القناعة في الحياة منجما

صوتهم يد الله مع الجماعة مطلبا

والله بارك في الجماعة وانعما

ومسالخي لغة نسبة إلى قبيلة المساليخ أو المسالخة العربية، وقد أعطيت هذا اللقب قبل الإسلام بسبب قوتها وجرأتها. كما أن المسالخة لقب أعطاه العرب للثعبان الأسود لأنه يسلخ جلده كل عام، كما أن المسالخة هم القوم الذين يجعلون الأرض سليخاً أي بدون نبات للسقاية، كما أن السلخ هو نهاية الشهر. ورأى البعض بأن المسالخي صفة لمن يسلخ جلود أعدائه.

أما صفة فرشوخ فهي تعني «شيخ الشيوخ» والرجل الجريء والقوي، وقد فصلنا ذلك عند تأريخنا لأسرة فرشوخ الكريمة.

 

حسن سليم آغا فرشوخ أحد أبرز رجالات بيروت المحروسة

 

حسن أحمد مسالخي (الثالث على يسار عبد الحليم حافظ) أثناء تصوير فيلم «أبي فوق الشجرة» والذي ساهمت بانتاجه الشركة العامة للسينما وكان يملكها معه كل من سعدي وعزمي الذوق، كما يظهر في الصورة الممثل عماد حمدي وعزمي الذوق على يمين عبد الحليم