آل فريج (دي فريج)
مسيحيّون ومسلمون..عطاءاتهم خيرية والسلطات الفرنسية أنعمت عليهم باللقب
من الأسر البيروتية واللبنانية والعربية المسيحية والإسلامية، كما حملت اللقب أسرة كردية، وقد حمل هذا اللقب أكثر من أسرة في لبنان وبلاد الشام والبلاد العربية. وقبيلة فريج هي إحدى القبائل العربية فرعٌ من عشيرة الجبور من بني فخر الخذاميين إحدى أهم العشائر العربية، وتلتقي في النسب أيضاً مع قبائل عربية عديدة مثل الدراجة وبو عامر وبو هزّام وبو ناصر وبو مهنا وسواها، على ما أشار كتاب «أسماءُ القبائل وأنسابُها» ص (59-62) وص (224). ويشير المصدر نفسه إن أفراد قبيلة آل فريج وأبناء هذه القبيلة قد تولوا الإمارة ونالوا لقب البك أو البكوية منذ العهود العربية الأولى. كما أن كتاب «عشائر الشام» (ص 409) يربط قبيلة فريج بقبيلة دياب.
ومما يلاحظ أن آل فريج لهم انتشار واسع في العراق وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومنهم من كان متوطناً في بعقوبة وفي بغداد في محلة الحيدرخانة (ص 224 من كتاب أسماء القبائل)، وأنهم انتسبوا إلى الطوائف الإسلامية والمسيحية على السواء. عرف منهم عبر التاريخ الأمير غازي فريج والشيخ أحمد المطلق الفريج، والشيخ حسن فريج، وفي العهد العثماني نزح أفراد منهم من دمشق إلى بيروت في منتصف القرن التاسع عشر، وفي عام 1860 لا سيما الجد الأول للأسرة في بيروت يوحنا فريج. ومن سلالته المركيز موسى دي فريج أحد كبار أعيان دمشق وبيروت في القرن التاسع عشر، وعضو مجلس بلدية بيروت عام 1899. كما برز من الأسرة الدكتور سليم فريج أحد أوائل الأطباء من متخرجي الجامعة الأميركية. كما برز موسى دي فريج الثاني عضو مجلس النواب اللبناني عام 1947.
وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل (1259هـ) ص (51) إلى السيد نقولا فريج المتوطن في باطن بيروت، مما يشير إلى أن الأسرة كانت مقيمة في بيروت قبل عام 1860 عند قدوم جدها الأول من دمشق. كما برز في العهد العثماني موسى فريج عضو جمعية بيروت للإصلاح عام 1913، وممثل الطائفة اللاتينية في الجمعية. كما برز عام 1918 عضو الحكومة العربية في بيروت جان بك فريج (أنظر كتابي: مذكرات سليم علي سلام).
ومما يجب تأريخه عن موسى فريج الدمشقي البيروتي وعن عائلته عطاءاتهم الخيرية والإنسانية، وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل (1304-1305هـ) ص (69) قضية رقم (131) إلى توطن آل فريج الدمشقيين في بيروت، وكانوا يتميزون بالثروة والجاه والنفوذ، كما تشير الوثائق إلى تميزهم بأعمال البر والإحسان وإعلان الأوقاف الخيرية. ففي غرة رجب 1304هـ، وقف عزتلو موسى أفندي ابن يوحنا أفندي ابن موسى فريج التاجر الدمشقي العثماني المقيم في محلة زقاق البلاط، وقرر طائعاً مختاراً وقف ما هو جارٍ بملكه، وذلك الموقوف جميع الدكان المعقودة الكائنة في محلة الفاخورة في باطن بيروت، وقيمتها خمسة وأربعين ألف قرش. وهذا الوقف وقفاً صحيحاً شرعياً على فقراء مدرسة بطريركية الروم الكاثوليك في دمشق. واشترط الواقف أن يكون متولي الوقف مطران طائقة الروم الكاثوليك مكاريوس أفندي بن ميخائيل الحداد العثماني الحاضر معه في المحكمة.
وفي التاريخ نفسه أي في غرة رجب 1304هـ، أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت (ص 70) قضية رقم (132) إلى وقف عزتلو موسى أفندي ابن يوحنا أفندي ابن موسى فريج، وبحضور المطران مكاريوس أفندي بن ميخائيل الحداد العثماني، وقف جميع المخزن الكائن في زقاق الكمرك في الخان المعروف بخان البربير من محلة الفاخورة في باطن بيروت، وقيمته سبعة وخمسين ألف قرش وقفاً صحيحاً شرعياً على فقراء طائقة الروم الكاثوليك في مدينة دمشق.
ومما يلاحظ أن الواقف نفسه عزتلو موسى فريج وقف وقفاً ثالثاً لطائفة الكاثوليك في دمشق، وهو عبارة عن مخزن في باطن بيروت المحروسة، بثمن قدره ستة وخمسين ألف قرش وخمسمائة قرش وقفاً صحيحاً شرعياً.
ومن خلال هذه الأوقاف الخيرية الثلاثة التي وقفها عزتلو موسى فريج الدمشقي العثماني لفقراء طائفة الروم الكاثوليك في دمشق والمقدرة قيمتها بـ(158) ألف قرش عثماني، يتبين لنا بأن عزتلو موسى فريج كان من كبار التجار الدمشقيين في بيروت، ومن وجهاء الدولة العثمانية، كما كان عاملاً في أعمال الخير والعطاء والبر والإحسان لفقراء الطائفة الكاثوليكية في دمشق، علماً أن أسرة دي فريج من الطائفة اللاتينية. (أنظر أيضاً كتابنا: أوقاف المسلمين والمسيحيين في بيروت المحروسة في العهد العثماني (من خلال سجلات المحكمة الشرعية في بيروت) ص 83-86) بيروت 2006).
وفي عهد الانتداب الفرنسي في لبنان وسوريا (1920-1943) برزت أسرة فريج بشكل واضح على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما دعا السلطات الفرنسية لأن تُصبغ عليها لقب دي فريج، وهو يعطي عادة للعائلات والأسر الأصيلة والعريقة في فرنسا والبلاد الخاضعة للانتداب أو الاحتلال الفرنسي. وباتت الأسرة منذ هذا العهد يتحول اسمها من «فريج» إلى «دي فريج». كما ازدادات الأسرة بروزاً في عهود الاستقلال عندما تولى بعض أفرادها مناصب سياسية منهم النائب موسى دي فريج الثاني عضو مجلس النواب عام 1947.
وعرف من الأسرة الإسلامية في بيروت الدكتور غازي فريج أحد المدراء في رئاسة الوزراء في لبنان، والرئيس السابق لجميعة متخرجي كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية. ويبدو أن اسم غازي لدى أسرة فريج متوارث منذ مئات السنين، لا سيما منذ عهد الأمير غازي بن الأمير حازم من المصاليخ البوفريج. كما عرف من الأسرة الإسلامية السادة: بشير، حسن، سهيل، عبد الله، عصام، منير، وجيه، يحيى فريج وسواهم.
وعرف من الأسرة المسيحية في بيروت السادة: أسامة، التاجر البارز والمعروف عطاالله فريج، إيلي، إيليا، جورج، جوزيف، درويش، عصام توفيق، فرج فريج، فريج فريج، نبيل عطاالله فريج، هاني، وممن حمل لقب دي فريج السادة: جان موسى دي فريج، فيليب دي فريج، موسى دي فريج، ميشال موسى دي فريج، وسواهم.
وفريج لغة مصغر فَرج وهي بدورها قبيلة وأسرة عربية مهمة منتشرة في مختلف البلاد العربية، والفرج من زوال الهم والضيق والعُسر. وقد أشار الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في حديث «من فرج كربة مؤمن في الدنيا فرّج الله كربته في الآخرة».
النائب موسى جان دي فريج (1910-1987):
مواليد مدينة بيروت المحروسة في 11 آب سنة 1910. تلقى علومه في مدرسة الآباء اليسوعيين في بيروت، ثم انتقل إلى كلية الحقوق ونال الإجازة من الجامعة اليسوعية سنة 1934.
عمل على تأسيس شركة خليل فتال، وترأس مجلس إدارة كازينو لبنان سنة 1964، كما عمل مديراً لصحيفة لوجور Le Jour وله كتابات فيها.
انتخب نائباً عن مقعد الأقليات في بيروت في دورة سنة 1947، ودورة سنة 1951، وشارك في أعمال لجنتي المال والموازنة، والزراعة، وكان صاحب فكرة إنشاء مكتب الحبوب مع السيد إدوار صوما. ومن المعارضين لتمديد ولاية رئيس الجمهورية بشارة الخوري سنة 1949 رغم القربى التي كانت تربطه به، وهو من المؤمنين بعروبة لبنان وبدوره الرائد، متأثرا ً بمدرسة خاله ميشال شيحا.
تأهل من السيدة رينيه نقولا دوماني ولهما: ميشال وجان ونبيل. توفي في 6 آذار سنة 1987.
النائب نبيل موسى دي فريج: - ولد في بيروت في 31 آب 1955 - متأهل من السيدة مايا روبير بركات وله ولدان مكرم وجيهان. - درس في مدرسة سيدة الجمهور - خريج المعهد العالي للتجارة والإدارة - باريس (1975 – 1980) - عضو مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية (1989 – 2000) - عضو مجلس إدارة شركة ألبان لبنان ش.م.ل. (كانديا Candia) - أمين سر جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي (1987 – 1998) - رئيس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي ( منذ شباط 1998) - انتخب نائبا للمرة الأولى في 3 أيلول 2000 على لائحة الكرامة (مقعد الأقليات)- عضو في لجنة المال والموازنة (منذ العام 2000 ولغاية تاريخه) - عضو في لجنة الزراعة والسياحة (2000 – 2005) - عضو في اللجنة الفرنكوفونية النيابية (منذ العام 2000 ولغاية تاريخه) - عضو في هيئة مكتب الجمعية العمومية للبرلمان الفرنكوفوني الدولي (منذ العام 2003 ولغاية تاريخه) - انتخب نائبا للمرة الثانية في 29 أيار 2005 على لائحة الرئيس الشهيد رفيق الحريري (مقعد الأقليات) - رئيس لجنة الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط (منذ 18 تموز 2005) - انتخب نائبا للمرة الثالثة في 7 حزيران 2009 على لائحة المستقبل (مقعد الأقليات)
|