آل كنيعو (كنيعة) دافعوا عن ثغور بيروت وبينهم الوزير الطبيب ورجل البر د. محمّد من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي، لهذا نجد انتشاراً للأسرة في هذه المناطق العربية. وتعتبر أسرة كنيعو في بيروت من الأسر التي أسهمت منذ العصور الإسلامية الأولى في الدفاع عن الثغور ومن بينها ثغر بيروت المحروسة. وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني لا سيما السجل (1259هـ) إلى توطن أجداد آل كنيعو في باطن بيروت ضمن السور السيد مصطفى كنيعه (كنيعو) وابنته السيدة سعدية كنيعو. وأشارت وثائق المحكمة الشرعية في بيروت إلى توطن آل كنيعو بالقرب من زاروب العراوي في باطن بيروت. ومما يلاحظ بأن أجداد آل كنيعو قد توطنوا في منطقة عائشة بكار في أوائل القرن العشرين وكانت المنطقة ما تزال خالية من السكان باستثناء عائلات بيروتية مثل أسرة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وقبل أن يطلق على هذه المنطقة اسم عائشة بكار، لأن المنطقة بكاملها كانت تعرف باسم «رمل الظريف» والمنطقة المحاذية كانت تعرف باسم «رمل الزيدانية». وأشهر من برز من الأسرة الوجيه البيروتي السيد أحمد كنيعو الجد ونجله الطبيب الدكتور محمد كنيعو (1916-2011) الذي تولى الوزارة في الستينات، وكان عضواً ومسؤولاً بارزاً في المجلس الإسلامي، كما كان له الفضل في إعادة إعمار وبناء جامع عائشة بكار، وتأسيس المركز الإسلامي – عائشة بكار. وللدكتور محمد كنيعو إسهامات طبية وإنسانية وخيرية وسياسية وإسلامية على غاية من الأهمية. الدكتور محمد كنيعو هو من خارج السرب، ولذلك رفض إغواء الانتساب إلى الطبقة السياسية برغم أنه تولى وزارات الصحة والبريد والداخلية في ثلاث حكومات متعاقبة بين 20 شباط 1964 و30 آذار 1966. ولأنه من خارج السرب فقد خرج من دست الحكم بصمت، وكان قد دخله بالحرج.. وظل طبيباً، ودوداً، وناجحاً في ميدانه والاهتمام بصحة الناس، في منزله وفي عيادته كما في إدارة مستشفى المقاصد الإسلامية. متأهل من السيدة نزيهة ضاهر حمزة ولهما: الدكتور عمر والدكتورة خزامى زوجة الدكتور محيي الدين المولى. (أنظر: المعجم الوزاري اللبناني، ص 328-329). توفي في أيار عام 2011. كما برز من الأسرة السادة: أحمد بشير كنيعو، أحمد مصطفى كنيعو عضو مؤسس في المركز الإسلامي – عائشة بكار، وأحد رجال الأعمال في بيروت، بكري كنيعو، جمال مصطفى، خالد، خالد محمد، رجا شريف. كما عرف من الأسرة السادة: شريف كنيعو وابنه عبد الرحمن كنيعو وهما من رجال الأعمال، عبد الكريم، عثمان، محمد أحمد، محمد بشير، محمد عبد الرحمن، مصطفى أحمد، منير عبد الحفيظ كنيعو وسواهم من آل كنيعو ممن برزوا في ميادين الطب والهندسة والتجارة والأعمال، فضلاً عن الاشتغال في الحقل العام. ونظراً لقدم أسرة كنيعو، فقد أطلق على شارع مهم في منطقة دار الفتوى وعائشة بكار اسم «شارع كنيعو». ومما يلاحظ بأن أسرة كنيعو كانت في العهد العثماني أسرة «كنيعه»، ونظراً لاختلاط اللهجة العثمانية باللهجة البيروتية، فقد تحول الاسم من «كنيعه» إلى «كنيعو» على غرار تحول اسم دبيبه إلى دبيبو وسنه إلى سنو وشباره إلى شبارو وهكذا. أما كنيعو أو كنيعه لغة فهي تطلق على الشخص مكسور اليد، وأطلقت على الرجل مقفع اليد والأصابع، التي تصبح عادة يابسة ومنقبضة.
الوزير الراحل د. محمّد أحمد كنيعو من أبرز مؤسسي المركز الإسلامي - عائشة بكار |