آل مزبودي تولّوا الزعامة والإمارة في بيروت والجبل منهم الوزير - النائب زكي واللواء الركن مختار آل مزبودي: من الأسر البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس. وهي تنسب إلى قبيلة الفخيري العربية التي تفرع منها أسرة قاسم حسين وأسرة السقلاوي، وهي من عشيرة مزبود العربية. أسهمت قبيلة المزبودي (المزبوده) بإسهامات سياسية وعسكرية منذ الفتوحات الإسلامية الأولى، وقد تولى أفراد منها القيادة والزعامة والإمارة في بيروت وجبل لبنان منذ العهد المملوكي. وقد أشار الأمير المؤرخ صالح بن يحيى في كتابه «تاريخ بيروت» ص (92) إلى الأمير القائد شرف الدين عيسى بن غازي المزبودي، لذلك، فإن أفراد آل المزبودي حملوا لقب «أمير» في العهدين المملوكي والعثماني. وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في العهد العثماني لا سيما السجل (1281-1282هـ) ص (664) إلى سكن بني المزبوده (المزبودي) في باطن بيروت قرب زاروب الطمليس في سوق باب الدركاه، بالقرب من دار بني بهلوان ودار بني صفصوف. والأمر اللافت للنظر، أن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، قد أظهرت المزيد من المعلومات عن آل المزبودي، فقد أشار السجل (1302-1303هـ) ص (200) إلى أسرة المغربي المزبودي، وإلى فرع آخر هو فرع السقلاوي المزبودي، مما يؤكد بأن أسرة المزبودي تفرع منها عدة فروع وعدة أسر بيروتية ولبنانية وعربية. ففي بيروت أسرة المزبودي من أمراء المغرب العربي من أصل مغربي، وأسرة السقلاوي المزبودي من بلدة مزبود. وما تزال أسرة السقلاوي إلى اليوم من الأسر المعروفة في مزبود وفي بيروت. وتبين لي أيضاً أنه منذ سنوات توطنت في بيروت أسرة الشيب وهي من بلدة مزبود، وعندما نقل أفرادها قيودهم وهوياتهم إلى بيروت، عرفت الأسرة آنذاك باسم الشيب المزبودي ولا قرابة بينها وبين الفروع الأخرى من آل مزبودي. هذا، وقد تولى العديد من آل المزبودي مناصب مهمة في العهد العثماني، في مقدمتهم الوجيه البيروتي مصباح بك مزبودي مفتش المعارف في ولاية بيروت. وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور زكي مزبودي (1920-2000) النائب والوزير السابق في بيروت. وقد تولى عام 1992 وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي. تميز د. زكي مزبودي بالحس الوطني والقومي والإسلامي، ورفض باستمرار الطائفية والمذهبية، عمل باستمرار من أجل خدمة بيروت والبيارتة، تميز بشعبية واسعة، وكان يملك كاريزما مميزة ومحببة. كان له فضل في خدمة آلاف البيارتة والمؤسسات البيروتية، وكان له فضل كبير في إعادة بناء ثانوية البر والإحسان في منطقة الطريق الجديدة. أقيم له في عام 2001 حفل تكريمي بعد وفاته في قصر الأونيسكو شاركت فيه الهيئات الرسمية والوطنية والأهلية، وكان لي كلمة باسم «أهالي بيروت». نظراً لإسهامات الدكتور زكي أحمد مزبودي (1920-2000)، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة: 1- مواليد بيروت سنة 1920. تلقى دروسه حتى الثانوية في عدة مدارس، ثم درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ونال إجازتها. سافر إلى فرنسا وتخصص في العلوم الاقتصادية والمالية، ونال شهادة دكتوراه في باريس سنة 1951. 2- درّس مادتي الاقتصاد والحقوق في الجامعة اللبنانية. وكان رئيساً لمصلحة الواردات في وزارة المالية، فاستقال منها سنة 1964 متفرغاً للسياسة والتدريس. 3- انتخب نائباً عن محافظة بيروت، الدائرة الثالثة، في سنة 1972، على لائحة الرئيس صائب سلام، واستمر نائباً حتى سنة 1992، بحكم قوانين التمديد للمجلس النيابي. كما انتخب عضواً في لجان: المال والموازنة، الاقتصاد والوطني، الإدارة والعدل، التربية الوطنية والفنون الجميلة، ومقرراً للجنة الإعلام والبريد، ومقرراً للجنة التصميم العام، ورئيساً للجنة العمل والشؤون الاجتماعية. 4- عين وزيراً للتصميم العام، في تشرين الأول سنة 1974، في حكومة الرئيس رشيد الصلح. ووزيراً للتربية الوطنية والفنون الجميلة، في أيار سنة 1992، في حكومة الرئيس رشيد الصلح. 5- كان عضواً في التجمع الإسلامي، وفي اللقاء الإسلامي، وفي الجبهة الديمقراطية البرلمانية، وفي التكتل النيابي المستقل. شارك في اجتماعات النواب اللبنانيين في الطائف سنة 1989. 6- تأهل من السيدة جمال يموت ولهما: أمال ودينا ونايلة وفادي. 7- توفي في 3 كانون الأول سنة 2000. (أنظر: عدنان ضاهر ود. رياض غنام: المعجم الوزاري اللبناني، ص 350-351). وبرز من أسرة المزبودي شقيقه اللواء الركن السابق مختار مزبودي (المتوفى في آب 2006) وشقيقه السيد منير مزبودي، وهو غير الطبيب الدكتور منير محمد مزبودي (المتوفى عام 2000) شقيق الصحافي وجيه مزبودي المتوفى في عمان عام 2010. كما عرف من الأسرة السادة: إبراهيم، أحمد، أديب، أنيس، جمال، خالد، خير مصطفى، ربيع، زهير، سعد الدين، عبد اللطيف، نزار، كمال، محمد، محمود، محيي الدين، مختار، مصطفى، ناجي، ياسين، يحيى مزبودي وسواهم. ونظراً لعطاءات آل المزبودي، فقد أطلقت بلدية بيروت اسم الأسرة على شارع مهم في بيروت. ومزبودي نسبة لأحد أمراء وقادة قبيلة مزبود التي اتخذت بلدة في إقليم الخروب في جبل لبنان اسم مزبود اسماً لها تكريماً لأحد قادة وأمراء آل مزبود منذ العهد الملوكي. كما أطلق اسم مزبودي فيما بعد على كل من كان أصله من تلك العشيرة، أو من كان من بلدة مزبود. شفيق مرعي مدير عام الجمارك اللبنانية النائب الوزير الراحل د. زكي مزبودي
في الوسط أديب أبو غزالة (زوجته بهية مزبودي) يحمل ابنه عادل، وعن يمينه مصباح مزبودي (رئيس الكتبة في الدولة العثمانية و«محاسبجي» ولاية بيروت) وعن يساره مصطفى مزبودي (الصورة تعود للعام 1904 من مجموعة د. حسان حلاق) |