آل مسرَّة

منهم القاضي المشرّع أنطوان والصحافي المغترب جورج

من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبائل «مسرّة» في اليمن، كما انتشرت في عدة مناطق في الخليج العربي وفي المغرب العربي، وبلاد الشام ومصر، وفي لبنان توزعت الأسرة في بيروت المحروسة، وفي جبيل وبعلبك ودير القمر وسواها من مناطق لبنانية. وقد ورد ذكر قبيلة «مسرّة» في عدة معاجم عربية من بينها كتاب «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم الأندلسي.

برز من الأسرة الصحافي جورج مسرّة عام 1942، وهو أحد أعلام الأدب العربي في أميركا، والشماس عبد الله مسرّة، وقد برز كمصوِّر يدوي ورسام شهير في مصر، وله أيقونة رائعة في كنيسة القديس جاورجيوس في مصر العتيقة.

كما عرف من الأسرة السادة: أسعد مطانيوس مسرّة، بشارة جبران، بولس، جورج، حنا، روبير، ريمي، ساسيل، لوران، لوسيان، ميشال، نصر وسواهم.

وفي التاريخ الحديث والمعاصر برز رجل القانون والقضاء القاضي انطوان نصري مسرّة (1943-    ) وفيما يلي سيرته الذاتية الموجزة:

1- من مواليد بيروت المحروسة عام 1943.

2- ماتت والدته وهو في سن الثامنة من عمره، ولحق بها الوالد وهو في سن الخامسة عشرة من عمره.

3- له خمسة أشقاء، درس منذ الصغر في مدارس بيروت، وأكمل دراسته الجامعية في الجامعة اليسوعية.

4- أستاذ في الجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف، بيروت، وعضو هيئة إدارة دبلوم الدراسات العليا صحافة، بالتعاون بين الجامعة اللبنانية ومركز تأهيل وتدريب الصحفيين في باريس والمعهد الفرنسي للصحافة، منذ 1995، وأستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف، ومنسق الأبحاث في المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم.

5- رئيس الجمعية اللبنانية للعلوم السياسية، ومنسق برنامج «مرصد الديمقراطية في لبنان» (مؤسسة جوزف ولور مغيزل بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي (1997 - 2003)، وبرامج «الحكمية المحلية: مبادرة ومشاركة ومواطنة في المجال المحلي» و«علاقة المواطن بالإدارة» و«مواطن الغد» و«مرصد التشريع في لبنان: التواصل بين التشريع والمجتمع»... في المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم (جائزة برنامج الأمم المتحدة للتنمية وحقوق الإنسان، 1997).

6- حاصل على دكتوراه دولة في علم الاجتماع (جامعة العلوم الإنسانية في ستراسبورغ، فرنسا (1982)، ودكتوراه حلقة ثالثة من الجامعة ذاتها (1974)، وإجازة في الحقوق (1962)، وإجازة في علم الاجتماع (1964) ودبلوم دراسة عليا في الحقوق – الحق العام من كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، بيروت (1962)...

7- أستاذ زائر في المعهد الدولي للبحوث التربوية في فرنكفورت (1988) وفي معهد العلوم الاجتماعية في جامعة لافال، كندا (1993).

8- مستشار في مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية (الإعلام الإداري وشرعات المواطن...)، 2000-2004، عضو اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلم والثقافة (الاونيسكو)، 2000-2004، وعضو منسق في اللجنتين الرسميتين في المركز التربوي للبحوث والإنماء لبرامج التربية المدنية والتاريخ (1996 – 2000).

9- يحمل ميدالية من جامعة ليون (فرنسا) في القانون الإداري، 1960.

19- ميدالية «أعلام الثقافة في لبنان» للحركة الثقافية انطلياس، 1997، وميدالية معسكر خدمة العلم «للمساهمة الفعالة في تنشئة مجندي خدمة العلم»، 18/9/1998. وميدالية من الجامعة اللبنانية، كلية الإعلام والتوثيق، «عربون تقدير ووفاء»، 2004.

10- ضيف حلقة «رجالات من لبنان»، NBN ، 13/10/2000.

11- أبرز مؤلفاته (توزيع المكتبة الشرقية، بيروت): النظرية العامة في النظام الدستوري اللبناني (2005)، الميثاق اللبناني (1997)، مجتمع المشاركة (1986)، البنية الاجتماعية للمجلس النيابي اللبناني (1977)، جيل النهوض: تربية متجددة لشباب لبنان اليوم (1989 – 1996، 4 أجزاء)، علاقة المواطن بالإدارة ، جزءان، 1995 – 1998، مرصد الديمقراطية في لبنان، (2000)، مرصد التشريع في لبنان (2005)، دروس خصوصية: ذكريات وقصص حياة صدرت عن المكتبة الشرقية عام 2010 باللغة الفرنسية، مرصد السلم الأهلي والذاكرة في لبنان، صياغة الدساتير في التحولات الديمقراطية، وله الكثير من المقالات والدراسات والمحاضرات. (أنظر: النهار، 23 كانون الثاني 2011، ص 9).

12- كتبت عنه مجلة الاكسبرس L`Express - Paris في ملف موضوعه: «المئة الذين يحركون لبنان» (عدد 2592، 8-14/3/2001):

- «لشدة ما راقب المجتمع اللبناني، اكتسب عالم الاجتماع أنطوان مسرّة نوعاً من الانفصال المتسامح يسمح له بتفسير الأمور من دون إدانة احد. وقد وجد هذا المراقب الذي لا يكلّ، في لبنان، مادة لتعميق نظرياته حول التعددية المتفاعلة. ولطالما كان هذا المدافع الكبير عن الديمقراطية وهذا الأستاذ في العلوم السياسية في الصفوف الأمامية حين كان الأمر متعلقاً بالدفاع عن الحريات. ولا يكتفي مسرّة بتعليم اللبنانيين الذين يتعاقبون على صفه منذ أجيال في نظام معقد وهش كنظام لبنان، بل هو ينظم حلقات دراسية وينشر أعمالاً محاولاً بذلك طرد الأشباح التي مزقت بلده. وقد أطلق، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، مرصداً للديمقراطية في لبنان.

وكتبت حنان عاد مقالاً بعنوان: «أنطوان مسرّة النموذجي في المنتديات بحثاً عن الوطن والمدنية والتربية» ( النهار ، 28/4/1996):

«أكثر ما تلمح في وجهه، ولو من بعد، ابتسامة مسكوبة بالفطرة في شخصه، يمكن أن تنطوي على اثنتين: مواجهة معاناة الوجودية الإنسانية، وسخرية مهذبة وحزينة في آن لما يشوب لبنان الوطن والإنسان من شعارات فارغة وشواذ وتقصير وجهل وانعدام الجرأة والاتكالية والاستهتار والكلام غير المسؤول. والدكتور أنطوان مسرّة شاعر يؤمن بايوتوبيا وبإمكان قيامها ولا يكتفي بالقصيدة – الحلم بل يرى قمة الشاعرية في العمل الميداني لتحقيقه، ولو على حساب شغف بل ولع بالروحانيات كتابة ومطالعة، بالموسيقى الكلاسيكية وهو مغرم خاصة بموسيقى شوبير وباخ ويأمل لو يسمح الوقت له يوماً بالانصراف إلى هذه العوالم الرائعة. من هنا انسلاخه مما يحب للانطلاق في مهمة تليق بها صفة الرسولية المدركة بأن الحصاد كثير والفعلة قليلون وبأنها تتطلب جهداً وصبراً ومثابرة وعلماً..

وكتب د. أنطوان سيف بمناسبة تكريم أنطوان مسرّة كأحد «إعلام الثقافة في لبنان»، في الحركة الثقافية انطلياس، في 9/3/1997:

«أنه حالة مخالفة، لا بل استثنائية وجديدة في لبنان، نمطاً جديداً في التفكير وبحسب مقاييس يتقنها هو. يندرج مسرّة في سياق فكر سياسي لبناني في محاولته تلمس خصائص بنية لبنان. وهو مرّب قبل كل شيء. لم يكتب أحد عن لبنان الحي والحيوي بقدر ما فعل انطوان مسرّة، بمؤلفاته ومؤتمراته ونشاطاته المحمومة التي لا تعرف استراحة. أنطوان مسرّة علامة في حياتنا الثقافية اللبنانية في مجال السياسة والاجتماع، متلازمين متكاملين» (أنطوان سيف،الريح العنيدة: أقلام لبنانية في غروب القرن العشرين، بيروت، 2000، ص 63-72).

أما مسرّة لغة، فتأتي اسماً لقبيلة عربية قديمة، كما تأتي بمعنى المسرّة أي السعادة والفرح، ومنها المسرّات.

رجل القانون والقضاء القاضي انطوان نصري مسرّة