آل مكنية (سعادة - مكنيها - مكنيّه) مهنة الجد الأكبر «مصطفى سعادة» أعطت اللقب مكنية (مكنيها): (أنظر سعادة): من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى أسرة سعادة وهي من القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي، وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى توطن الأسرة في العهد العثماني في باطن بيروت، وكانت تعرف باسم «مكنيها»، والجد الأول للأسرة هو السيد مصطفى سعادة، الذي لقب في أواخر القرن الثامن عشر بلقب مصطفى سعادة مكنيها. وأشار السجل (1259هـ)، من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى الوكيل الشرعي في المحكمة الشرعية السيد إبراهيم مصطفى مكنيها، كما أشار السجل (1281-1282هـ) ص (199) إلى نجله السيد مصطفى بن إبراهيم مكنيها، وقد استمر لقب العائلة يكتب ويلفظ «مكنيها» إلى أن تبدل فيما بعد واستقر في القرن العشرين لا سيما مع إحصاء عام 1932 ليصبح مكنية، علماً أن بعض أفراد الأسرة ما يزالون يحملون هويات، وقد ظهرت عليها اسم الأسرة مكنيها. برز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر الموسيقي المبدع خليل مكنية خال الموسيقار توفيق الباشا والرسام أمين الباشا. كما عرف من الأسرة السادة: إبراهيم، مصمم الأزياء الرجالية في باطن بيروت شفيق مكنية، صالح شفيق، منير، وفيق صالح، زهير إبراهيم مكنية وسواهم. وفيما يلي بعض أعلام وأفراد آل سعادة مكنيها (مكنية) منذ القرن الثامن عشر إلى اليوم: (آل مكنية) سعادة – مكنيها – مكنيه - الجد الأكبر: مصطفى سعادة (مكنيها): مؤسس العائلة في أواخر القرن الثامن عشر وقد لقب مصطفى سعادة بـ مصطفى مكنيها. كان تاجراً للحرير وكانت أحواله المادية والتجارية زاهرة. وكان يعمل لديه عاملات كثيرات يربطن رزم الحرير المحلول. كان يوصيهم بتمكين ربط الرزم الحريرية مخاطباً كل فتاة: (مكنيها) وقد لزمه هذا اللقب حتى بعد مماته، فحمله ابنه إبراهيم من بعده وجعله اسم العائلة. وفي مطلع القرن العشرين حذف أحفاد الجد الكبير (الألف الإضافة) من كلمة (مكنيها) بجعله كلمة (مكنيه) وتوارث اللقب الأخير أحفاده وأحفاد أحفاده. - سليم بن محي الدين بن إبراهيم بن مصطفى مكنيه: عاش سليم مكنيها ما يزيد عن 85 عاماً ويزيد، وهو ابن عم صالح مصطفى مكنيه. وقد اقترن بسيدة بوليڤية ولديه أولاد وأحفاد يقيمون في فرنسا منهم سليم سليم مكنيه الطبيب المشهور، وابنه الدكتور سيمون سليم مكنيه. وقد اعتمد شفيق صالح مكنيه على خبرته في إعداد شجرة العائلة باعتباره من المسنين. - توفيق بن عثمان بن مصطفى بن إبراهيم بن مصطفى مكنيه: عاش توفيق مكنيه أكثر من 88 سنة وقد اعتمد شفيق بن صالح مكنيه على خبرته وعمره لتحديث وتجديد شجرة العائلة، وتوفيق هو ابن عم شفيق صالح مكنيه وهو ابن الأخ الأكبر لصالح عثمان. توفي توفيق عام 1957، وإذا قارنا عمره وتاريخ وفاته فمن المنطقي القول أنه من مواليد 1869-1957 = + 88 عاماً. لدى توفيق شقيقتان هما مريم (توفيت عام 1932) وزاهية. - غُل بياظ مصطفى مكنيه: وتعني الوردة البيضاء باللغة التركية وهي البنت الصغرى للحاج مصطفى مكنيه الذي رُزق بـ 11 ولداً (5 أبناء و 6 بنات). وقد توفيت بياظ في 8/9/1936. - الشهيد إبراهيم خليل مكنيه: (والد خليل، حسن، وهيب، منير): اعتقلته السلطات العثمانية وأرسلته للتجنيد والقتال دفاعاً عن الدولة العثمانية ضد الجيش الإنكليزي في فلسطين. فاختفى من وقتها إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918). فلم يُعرف إذا قُتِل أو توفي أو أين دُفن حسب زوجته التي أخبرت أولاده فيما بعد. وإبراهيم والد الفنان خليل مكنيه المشهور بتأليفه الموسيقى والفن... - الفنان خليل إبراهيم مكنيه: هو ابن الشهيد إبراهيم مكنيه وخال الراحل توفيق الباشا الموسيقار المشهور والرسام أمين الباشا. كان له الفضل في إدخال زكي ناصيف المجتمع الموسيقي اللبناني. كان زكي يذهب إلى البطريركية آخر شارع مار الياس ليغني في الحفلات المدرسية وهناك تعرّف إلى مجموعة من الموسيقيين البيروتيين منهم خليل مكنيه رحمه الله وغيره من الموسيقيين المشهورين آنذاك، وكانت هذه بداية احتكاك ناصيف بالوسط الفني المحترف في أوائل الثلاثينات. بعد ذلك أسس اسكندر يارد مجموعة موسيقية تضم الكسي اللادقاني وخليل مكنيه وزكي ناصيف، تجول على المصايف اللبنانية مثل بكفيا، وحمانا ونبع الحص في صيف 1933. تميّز خليل بطبعه وأخلاقه الحميدة، وقد جمع الموسيقى والرسم وكان أقرب الأشخاص إلى زكي ناصيف، وبعد ذلك تعرّف في منزل أخته – زوجة عبد الرحمن الباشا – بتوفيق الموسيقار المشهور، كما تعرف زكي إلى الأخوين رحباني أواخر الأربعينات، حيث ذهب برفقة خليل إلى انطلياس وتعرّف إلى نشاطهما آنذاك. كان الأخوان رحباني يجتمعان في بداية الخمسينات في إذاعة الشرق الأدنى ليساعدوا خليل في برنامجه في الإذاعة إضافة إلى زكي الذي كان يساعده أيضاً، فيعزف له على البيانو، وكان للمرحوم مكنيه دور في إدخال زكي إلى إذاعة الشرق الأدنى ولقائه مع مدير الإنتاج آنذاك صبري الشريف عام 1953. وكان للأخوين رحباني علاقة بهذه الإذاعة وكانا يلحنان لها، وتعرفا إلى الفنان خليل الذي كان يعزف على «الكمان وتشيللو» أيضاً، وكان معروفاً بتأليفه للموسيقى الغجرية «تيسفان» وغنى خليل «يا عاشقة الورد» ثم غناها زكي فيما بعد. كان والد توفيق وأمين الباشا – عبد الرحمن الباشا – محباً للفن وللموسيقى وقد جمعته صداقة حميمة بزكي ناصيف وخليل مكنيه. وكان للأخير فضل في تشجيع وتقديم عاصي ومنصور الرحباني في حفلات «الوست هول»، ولكن للأسف فإن خليل مكنيه لم يعد يذكر في لبنان بسبب قلة الوفاء للمبدعين. وتوفي عام 1957. - صالح بن مصطفى بن إبراهيم بن مصطفى مكنيه: ولد صالح مكنيه عام 1881 في بيروت وهو الابن العاشر للحاج مصطفى مكنية والسيدة فاطمة العبد، حيث تكونت أسرته من خمسة أبناء وست بنات، كان هو الأصغر بين الذكور (عثمان، إبراهيم، أحمد، محمد) وكان أخوه عثمان يبلغ من العمر 63 سنة حيث خُلق، وكان والده الحاج مصطفى في العقد الثامن من العمر حين أنجب ابنه صالح، ثم ابنته غل بياظ آخر العنقود. ثم توفي بعد ذلك، وتكفل عثمان بصالح الصغير، ونشأت صداقة بين صالح «العم» وتوفيق ابن عثمان وحباً بابن أخيه سمى صالح أولاده الثلاثة: شفيق، رفيق، وفيق الذين أنجبهم بعد زواجه من ابنة عمه هند خليل مكنيه. سافر صالح إلى البرازيل عام 1903 بعد زواجه وولادة ابنه البكر شفيق ليعود عام 1910 إلى أرض الوطن، وتنجب له هند رفيق ووفيق. كان قائداً لسرية الجيش في منطقة جبيل فلقب بـ «البيك» بين زملائه وتميّز بشخصيته القوية والحازمة. وبسبب مساعدته للمسيحيين المضطهدين من قبل الأتراك فقد كافأه البطريرك الياس الحويك بتكريمه وفاءً له. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى 1918م عاد إلى بيروت، وسكنت العائلة في منطقة «رأس النبع» قرابة الأربعة عقود من الزمن. واستمر في عمله وخدمة بلاده كضابط في الجيش اللبناني خلال فترة الانتداب، وتوفي صالح «بيك» مكنيه عام 1935 عن عمر قارب الـ 54 عاماً. - هند خليل مكنيه: هي هند بنت خليل مكنيه، والدتها نفيسة شاتيلا أما خالها فهو أشهر من أن يُعرف سعد الدين باشا شاتيلا صاحب الجولات والصولات في عمل الخير. ولدت هند عام 1887 في بيروت المحروسة، ودرست في «كلية البنات المقاصد» وقد أجادت الكتابة والقراءة باتقان. لها أخ شهيد هو إبراهيم خليل مكنيه الذي اختفى خلال الحرب العالمية الأولى دفاعاً عن الدولة العثمانية في فلسطين على ما يظن. اقترنت في بداية القرن العشرين بابن عمها صالح «بيك» مكنيه واقترنت شقيقتها عربية بـ أحمد مكنيه شقيق صالح أولاد عمها الحاج مصطفى إبراهيم مكنيه. رزقت من صالح مكنيه بثلاثة صبيان: شفيق، رفيق، وفيق. اجتمع كبار عائلة مكنيه كتوفيق عثمان مكنيه، سليم محي الدين مكنيه، عبد الستار إبراهيم مكنيه إضافة إلى أولاد إبراهيم (شقيق هند) خليل، وهيب، منير وغيرهم باقتراح من هند خليل مكنيه وصالح «بيك» زوجها وأولادهما الثلاثة شفيق، رفيق، وفيق واتفقوا وأجمعوا على حذف حرف الهاء والألف (ها) من اسم العائلة مكنيها، ووضع «تاء» مربوطة (ة) مكنية وذلك عام 1932. توفيت هند مكنيه في كانون الأول عام 1953 عن عمر ناهز 66 سنة. - شفيق صالح مكنيه (1902-1982): ولد شفيق مكنية في بيروت من العام 1902 وهو الابن البكر لصالح «بيك» مكنيه. تميّز شفيق مكنيه بحكمته ونزاهته وثقافته في مجال الكتابة والأدب، وله عدة مؤلفات أشهرها «عورة الأسير»... واتجه إلى حياكة الملابس الرجالية والبدلات الرسمية الفخمة وكان يملك محلاً في «باب ادريس» لأكثر من 40 عاماً تقاسمه مع أخيه الأوسط رفيق، وكان على صداقة مع صديق العمر المرحوم عمر حلاق الذي كان له محل في سوق اياس. وتزوج شفيق بـ فاطمة مصطفى الغلاييني ابنة العلامة الشيخ مصطفى الغلاييني ورُزق منها بـ غادة وصالح. توفي شفيق بعد إصابتة بفالج طارئ في شهر آب 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي ودُفن في كيفون. - رفيق صالح مكنيه (1911-1986): ولد رفيق مكنيه في مدينة جبيل «ميفوق» في العام 1911 وهو الابن الأوسط لصالح «بيك» مكنيه. تميّز رفيق بدقته وحزمه في الأمور المعقدة. وهو أصغر بـ 8 أو 9 سنوات من شفيق، وقد أنجبه صالح بعد عودته من البرازيل مباشرة. شارك رفيق أخاه الأكبر شفيق في المحل في «باب إدريس» واشتهر بتطريزه وحياكة الجاكيت والبدلات الرجالية الفخمة لبداية الحرب الأهلية اللبنانية 1975. وكان مشهوراً عند السياسيين من نواب ووزراء ورؤساء. اقترن عام 1949 بالقابلة القانونية يسر مصباح الصغير ورُزق منها بولدين هما عصام ومها. توفي رفيق عام 1986 بعد إصابته بمرض مفاجئ في كبده عن عمر ناهز الـ 75 ودفن في جبانة الباشورة في بيروت المحروسة.
لم يلتحق الحاج وفيق بمهنة الخياطة أسوة بشقيقيه شفيق ورفيق، بل عمل كحلاق رجالي وفتح صالوناً خاصًا به في منطقة النويري. اقترن الحاج وفيق بسعاد محي الدين فخران ورُزق منها بـ هند، ناديا، ليلى ومحمد. توفي في أيار من العام 1988 بعد تعرضه لجلطة في شرايين قلبه. دفن في جبانة الباشورة في بيروت. هذا وقد برز من الأسرة في التاريخ المعاصر السادة: محمد وفيق، الدكتور عصام رفيق، صالح شفيق، هند وفيق، ناديا وفيق، ليلى وفيق، غادة شفيق، مها رفيق، رانيا صالح، شفيق صالح، رفيق عصام، المربية لينا عصام، الأستاذة رنا عصام، ميّ محمد، المربية الفاضلة لمى محمد، وفيق محمد، أيمن محمد، غسان خليل، سميح وهيب، إبراهيم وهيب، عبد الرحمن وهيب، طلال إبراهيم، وهيب سميح، عمر غسان، خالد وهيب، جمال منير، سليم منير، المخرج باسم منير، منير جمال، كريم سليم، ندى منير، الدكتور سليم سليم، الدكتور سيمون سليم وغيرهم. (أنظر: دراسة أسرة مكنية عبر التاريخ (غير منشورة) من إعداد وتقديم: رفيق عصام مكنيه، وتدقيق لغوي: رنا عصام مكنيه، بيروت في 18/12/2008). ومكنية لغة استخدمها العرب بمعنى الملقب، كأن يقال أن فلاناً مكنى باسم كذا، كما تأتي بمعنى الرجل غير الصريح أو المتخفى، في حين أن مصادر العائلة ومصادر البيارتة تشير إلى أن اسم الأسرة «مكنيها» مرده إلى أن أحد أفراد الأسرة كان يملك مصنعاً للحبال وللحرير، وكان يقول باستمرار للبنات اللاتي يعملن عنده «مكنيها» أي مكني الحبال واجعليها قوية، وهي من التمكين والقوة.
تعاقب الأجيال في عائلة مكنيه وقوفاً: محمد، عصام وصالح جلوساً: الحاج وفيق، رفيق وشفيق |