آل ملحمة

تفرَّع عنهم آل بيروتي وفاخوري وأبو شلحة وشلق ورزق الله وفاضل وكسّاب

من الأسر المسيحية البيروتية، ولها انتشار في مدينتي جبيل وجزين وبعض مناطق جبل لبنان.

تعود الأسرة بجذورها إلى القبائل العربية اليمنية، وترى مصادر أخرى أن آل ملحمة هي فخذ من عشيرة كِندة من حضرموت، وهي تنسب إلى جدها الأول المقدم مالك بن أبي الغيث، ولها جد آخر عرف باسم المقدم حنش بن أبي الغيث.

أسهمت القبيلة في فتوحات بلاد الشام، وتوطنت لفترة طويلة في بلاد حوران، ثم توطنت في غوطة دمشق، ومن بعدها وفدت الأسرة إلى منطقة العاقورة في جبل لبنان، وأسهمت في الحياة السياسية والعسكرية بين القيسية واليمنية.

ويرى ابن الأثير في كتابه «الُلباب في تهذيب الأنساب، جـ3، ص 253-254» من أن أسرة الملحمة أو المُلحمي تنسب إلى الفقيه الشافعي أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن بن محمد بن اسحاق بن إبراهيم المؤدب الملحمي ويعرف بأبي حنيفة (363-439هـ) كما برز من الأسرة الفقيه أبو سعيد علي بن محمد بن علي بن عطاء البلدي الملحمي.

وفي العهد العثماني اعتنق فرع من آل ملحمة الديانة المسيحية في حين أن فرعاً من آل ملحمة توطن في لبنان منذ عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب وتحول بعض أفرادها إلى المسيحية منذ ذاك التاريخ.

برز منها في القرن السابع عشر الميلادي المقدم جبور بن جرجس بن مخايل بن أسعد بن مالك أبي الغيث مع شقيقيه فاضل وموسى.

ونظراً لمشاركة المقدم جبور في معارك دامية ضد القيسية بقيادة المير أحمد بن معن، لذلك أطلق عليه حليفه الأمير موسى علم الدين اسم جبور الملحمة، وذلك عام 1697، ومنذ ذلك الحين فضّل جبور الملحمة التوطن في بيروت، وبدأت أسرته بالصعود إلى ما بعد العهد العثماني.

تفرع من أسرة ملحمة عدة أسر في لبنان منها: بيروتي، فاخوري، أبو شلحة، شلق، رزق الله، فاضل، كسّاب، وسواها.

وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني، لا سيما السجل (1259هـ) إلى العديد من آل ملحمة في بيروت منهم السادة: بطرس بن جبور الملحمة الذي كان يملك أملاكاً في منطقة مزرعة العرب (ص 337) وأشار السجل (1286-1287هـ) ص (337) إلى السيد جيور بشارة الملحمة.

وبرز من أسرة الملحمة في العهد العثماني أسعد ملحمة (ت 1880) والمحامي بشارة بن يوحنا بن مارون بن جيور بن مالك الملحمة وأولاده: نجيب باشا ملحمة (ت 1927) وسليم باشا ملحمة (ت 1938) وقد تقلدا مناصب وزارية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وكانا من المقربين للسلطان العثماني (أنظر كتابي: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية، ص 269، 332). كما برز من الأسرة أنطوان بك ملحمة، وميشال بك ملحمة، وميخائيل بك يوحنا ملحمة.

وعرف من الأسرة حديثاً السادة: إبراهيم، إسكندر، اميل، أنطوان، بيار، جان، جورج، نجاة (مسؤولة قسم التدريب في جمعية المواساة)، فرنسوا، ميشال، نقولا، هنري ملحمة وسواهم.

وملحمة لغة تأتي من الالتحام والملحمة أي المعركة، كما يرى القزويني في كتابه «أسماءُ القبائل وأنسابها» (ص 60، ص 191) من أن آل الملحمة إنما يعودون إلى آل الملحم القبيلة العربية المنتشرة في فلسطين والعراق ولبنان وبلاد الشام، وهم من عشيرة الجبور، كما قيل بأنهم نسبة لقبيلة البو ملحم. ويشير ابن الأثير في الُلباب، ص 254» بأن آل ملحمة نسبة إلى منطقة الملحم في بغداد.