آل نُقُري

منتشرون في دول الخليج العربي وبلاد الشام وهم فرع من آل سعادة البيارتة

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي. وقد برز من هذه القبيلة في زمن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) نُقُر إِبن عمرو بن لؤي رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس، ومنهم طارق بن شهاب الأحمسي النُقُري الذي رأى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وغزا في خلافة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) (ابن الأثير: الًُلباب في تهذيب الأنساب، جـ3، ص 323). كما أشار ابن الأثير في (اللباب في تهذيب الأنساب، جـ1، ص 271) من أن قبيلة النُّقرة العربية في بلاد الشام هي إحدى فروع قبيلة حسن العربية.

هذا، وما تزال أسرة النقري مُنتشرة في دول الخليج العربي وبلاد الشام ومن بينها حمص، وقد توطنت في بيروت منذ العصور الوسطى. ويشير الشيخ الدكتور محمد النقري بأن أسرة النقري فرع من آل سعاده الأسرة البيروتية العربية المغاربية المنتشرة حتى اليوم في أكثر من منطقة عربية، علماً أن السجل (1302-1303هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت يشير إلى أسرة سعادة الدبس، ولم تتضمن سجلات المحكمة الشرعية اسم «سعادة النقري».

وقد أوضح الشيخ الدكتور محمد النقري بأن جده لوالده الحاج أحمد سعاده كان يملك مطعماً في باطن بيروت قريباً من سينما متروبول وسينما أمبير، وكان ينظم خارج مطعمه مباراة يومية لضرب ولنقر العصافير والطيور، لهذا ومنذ العهد العثماني لقب باسم الحاج أحمد سعاده النقري، واستمر هذا الفرع في عهد الانتداب الفرنسي يحمل لقب سعاده النقري بدليل أن نجله عرف باسم الحاج مصطفى سعاده، في حين أن شقيقه والد الشيخ الدكتور محمد النقري عرف باسم الحاج محمود سعاده النقري بطل لبنان وسوريا وفلسطين في الملاكمة بين أعوام 1931-1938. وحرصاً من الجد على استمرار اسم سعاده في العائلة فقد أطلق على ولديه التوأم سعاده وسعدية. وبذلك تفرع من آل سعاده البيروتية عائلة جديدة هي أسرة النقري وذلك منذ إحصاء السكان عام 1932 على حد قول الدكتور محمد النقري.

برز من أسرة النقري الشيخ عبد الرحمن النقري شيخ الطريقة القادرية في بيروت والمتوفى عام 1965، زوجته السيدة ثريا الوزان عمة الرئيس شفيق الوزان، اشتهر بعلمه في بيروت، وفي منطقة إقامته في البسطة التحتا – شارع الدقاق.

برز من أسرة النقري في بيروت الشيخ الدكتور محمد النقري المدير العام السابق في دار الفتوى وأمين السر الخاص لمفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وهو أحد قضاة الشرع في المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، وأستاذ في الجامعة اليسوعية. كما عرف من الأسرة منذ العهد العثماني إلى اليوم السادة: الحاج أحمد سعاده النقري زوجته السيدة خديجة الرشيدي، وأنجاله: الحاج مصطفى سعاده النقري، والحاج محمود سعاده النقري ومحمد صالح وعمر أحمد النقري. كما عرف من الأسرة السيد عبد الحليم النقري صاحب مطابع الإنصاف، ونجله محمد النقري أحد مقاولي البناء في بيروت وضواحيها. كما عرف من العائلة في مجالات البطولات الرياضية إبراهيم النقري وجميل النقري.

كما عرف من الأسرة عبد الرحمن النقري أستاذ التربية البدنية سابقاً في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، والذي أصبح مديراً إقليمياً، ومن ثم مديراً عاماً للأنشطة لشركة (Adidas) في منطقة الشرق الأوسط. كما برزت السيدة سعدية بنت الحاج أحمد النقري الناظرة السابقة في مدرسة خديجة الكبرى التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت ولفترة تجاوزت الأربعين سنة أو د. رائف النقري.

ومن أبرز الشخصيات السورية من أسرة النقري السيد محمد بن عبد الجبار بن الحسن النقري أحد كبار الكتاب في التصوف والفلسفة.

والنقري لغة لقب أعطي في بيروت للحاج أحمد سعاده بسبب تنظيمه لمباراة يومية في نقر وإصابة العصافير والطيور على حد قول الشيخ الدكتور محمد النقري، كما أن النقري أطلقت على الرجل الغاضب، كما أن النقري هو العامل في تذويب الذهب والفضة. ويشير كتاب «المعجم الجامع، ص 22» من أن النُقري من النُقرة، وهو مصطلح أطلق في العهد العثماني للدلالة على نوع من المسكوكات الفضية المشوبة بالنحاس. كما أطلقت لقباً على بعض العائلات البيروتية والشامية والعربية. كما أطلق العرب لقب النقري على النقاش على المعادن والخشب. علماً أن لقب النقري عرف منذ عهد الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، وليس في القرن العشرين.

ومن الأهمية بمكان القول، بأن النقري اسم أسرة حلبية الأصل من بلدة النقرة، وهي إحدى بلدات حلب. هذا وقد أشار ياقوت الحموي في «معجم البلدان» جـ1، ص 112، دار الفكر – بيروت، من أن النُقرة والأحص بلدتان من أعمال حلب. وأشار ابن العديم في «زبدة الحلب، جـ1، ص 276، من أن الصليبيين شنوا العديد من الغارات على الأراضي الإسلامية ومنها في شهر شوال عام 514هـ- كانون الأول عام 1120م، فقد أغار الملك الصليبي جوسلين على النُقرة والأحص، وقتل وسبى وأحرق كل ما في النُقرة والأحص، بحجة أن حاكم منبج قام بأسر أحد رجاله.

وفي ضوء ذلك، فإن النُقري غالباً لقب لأسرة أصلها من النُقرة إحدى بلدات حلب، مع الأخذ بعين الاعتبار بقية الاحتمالات والآراء الأخرى، بما فيه رأى الشيخ الدكتور محمد النقري.