عشرة أفلام خالدة
في ذاكرة "الأوسكار"
الأوسكار أشهر من أن يُعرّف: تمثال بنصف رأس “النصف الذي يكمن فيه المخ ناقص” حسبما
قالت ذات مرة الممثلة (التي وصفوها بالشقراء البلهاء) مارلين مونرو. وعلى الرغم من
هالات الاهتمام والإعجاب والشهرة، التي يستحقها الثمثال بصرف النظر عن أي نصف من
الرأس يمثل، فإن ما يهم كثيراً، وربما أكثر من الأوسكار ذاته، هو الفيلم الذي يفوز
به وقد يتيح الفوز لمن يقف وراء كاميرته او أمامها. ولد الأوسكار عام 1929 لكن
الحفلة التي أقيمت، في نهايات تلك السنة، منحت جوائزها عن أفلام عامي 1928 و1929.
وفي السنوات الأولى كانت الشروط مختلفة كثيرا عما هي عليه الآن. والحفلة كانت أصغر
وكذلك عدد المقترعين من أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي لا تزال
تمنح الجائزة الأشهر.ومن بين الأفلام التي حصدت الجائزة الشهيرة نتوقف عند عشرة
أفلام تستحق التوقف عندها منها -طبعاً- كونها تستحق ما نالته.
أجنحة
Wings
1927
أول فيلم ينال الأوسكار كان هذا الفيلم الحربي الذي أخرجه ويليام ولمان ببراعته
التنفيذية التي جعلته واحداً من أكثر المخرجين انتشاراً في تلك الآونة وحتى مطلع
الخمسينات. “أجنحة” هو فيلم حربي تقع أحداثه على الأرض وفي الأجواء خلال فترة الحرب
العالمية الأولى وفيه القصة التقليدية (اليوم) حول الطيّار الذي ترك حبيبته الى
الأجواء ووصلها خبر موته فتزوّجت من غيره. البطولة لكلارا بو ورتشارد أرلين وغاري
كوبر في أول نهضته. مشاهد المعارك بالطائرات لا تزال من أفضل ما طُبع على الفيلم
الى اليوم ومن دون أي نوع من المؤثرات.
ذهب مع الريح
Gone With the Wind
1939
أحد أشهر الأفلام الكلاسيكية في التاريخ وهناك عدة كتب عنه وعن مساره الطويل من
الكتاب الى الشاشة. فيلم ضخم بكل مقاييس تلك الفترة وكان معروفاً أن أعضاء
الأكاديمية لن يستطيعوا تجاهله لمصلحة فيلم آخر. كلارك غايبل وفيفيان لي يقعان في
الحب وسط الحرب الأهلية التي تقع حولهما في الجنوب الأمريكي. أخرجه فكتور فليمنغ
بعدما تناوب عليه ثلاثة مخرجين آخرين كل منهم صوّر شيئا وجد طريقه الى الشاشة. تم
ترشيح الفيلم لثلاث عشرة جائزة لكنه اكتفى بثمان من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج
وأفضل كتابة سينمائية وأفضل تصوير وأفضل ممثلة (فيفيان لي) وأفضل توليف.
ربيكا
Rebecca
1940
الفيلم الوحيد الذي نال الأوسكار لألفرد هيتشكوك، علماً بأن المخرج الرائع نفسه لم
ينل الأوسكار في حياته. إنه حول قصة حب ممزقة لنفس منتج “ذهب مع الريح” ديفيد
سلزنيك عن رواية للكاتبة البوليسية الشهيرة دافني د مورييه. البطولة ذهبت الى جوان
فونتين (في دور تمنته لوريتا يونغ) مع لورنس أوليفييه وجورج ساندرز و(المسيطرة على
الأجواء) جوديث أندرسون. قصة امرأة جميلة تزوّجت من رجل بالغ الثراء وانتقلت للعيش
معه في قصره الكبير. هناك تكتشف أن الرجل لا يزال يعيش على ذكرى زوجته الأولى
الراحلة ويريدها أن تتمثل بها.
كل
شيء عن حواء
All About Eve
1950
دراما من إخراج جوزف مانكوفيتش تم ترشيحها الى ثلاث عشرة جائزة ربح منها ستاً، هي
أفضل فيلم وأفضل ممثل مساند (جورج ساندرز) وأفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو (مانكوفيتش
أيضا) وأفضل تسجيل صوتي وأفضل تصميم لفيلم بالأبيض والأسود. الى جانب أفضل فيلم
بالطبع. القصة تدور حول عالم التمثيل المسرحي من خلال ما يعترض حياة الممثلين (بيت
ديفيز وآن باكستر) من مشاكل وإحباطات. هذا الفيلم سريعاً ما صُنّف كأحد الكلاسيكيات
الأكثر أهمية في تاريخ هوليوود.
بن
هور Ben Hur
1959
الفيلم الذي أثار حفيظة العرب آنذاك فيه ملامح من محاولة إرساء تفاهم بين الشعوب
ربما لم يتح لها الظهور جيّداً نسبة لمواقف مسبقة من حقيقة أن شارلتون هستون يلعب
هنا دور اليهودي المجني عليه. الرسالة الإيجابية الكاملة للفيلم تتوضح في النسخة
الصامتة منه. على أي حال “بن هور” -1959 ظهر في 12 قائمة ترشيح وفاز بإحدى عشرة
جائزة أوسكار من بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل توليف وأفضل مؤثرات الخ.
لورنس العرب
Lawrence of Arabia 1962
أحد أشهر أفلام التاريخ وفيلم ديفيد لين الذي صنع شهرة عمر الشريف. قصة السياسي
والرحالة البريطاني لورنس (بيتر أوتول) في مضارب السياسة العربية. يظهر الفيلم
معاناة لورنس في وضع متأزم كذلك أزماته الشخصية واعتداء الأتراك عليه. لكن بصرف
النظر عن سياسة الفيلم المدافعة عن بريطانيا فإنه يبقى عملاً مهماً من حيث سرده
الحقبة التاريخية التي تقع أحداثه فيها، وشفافياته الجمالية مما جعل النقاد يطلقون
عليه “صاحب أجمل صحراء صوّرت على الشاشة”... هذا من بين ألقاب أخرى.
العرّاب
The Godfather
1970
ليس هناك من كلمات كافية، في هذه المساحة، لتقدير “العرّاب” ومخرجه فرنسيس فورد
كوبولا. لأول مرة فيلم “غانغسترز” بهذا الحجم والشحنة الدرامية التي تبدو كما لو
هضمت شكسبير والتراجيديات اليونانية في آن. حكاية عائلة هي الأفضل والأعدل بين
عائلات المافيا وصراعاتها مع الآخرين. مارلون براندو الرائع مع آل باتشينو، روبرت
دوفول، جيمس كين والعديد من الوجوه التي لا تنسى في الأدوار المساندة. إخراج كوبولا
متمكّن وفني والفيلم لا يفتر مطلقاً بل يستحوذ على الاهتمام عبر ساعتين ونصف من
العرض. الجزء الثاني من “العراب” قطف الأوسكار أيضاً بعد عامين.
أحد طار فوق عش المجانين
One
Flew Over Cuckoo 1975
كوميديا سوداء يحوّل فيها المخرج مايكل مورمان مصحّة للمجانين الى بؤرة لكشف نماذج
من العلاقة بين السلطة والمواطن. جاك نيكولسون (الذي نال أوسكار أفضل ممثل) يلعب
دور المريض الذي لا يزال يستطيع التفكير ويجد في الممارسات التي تقوم بها إدارة
المستشفى (متمثلة بلويس فلتشر التي استحوذت على أوسكار أفضل تمثيل نسائي مساند
بدورها) تعسّفاً وإيذاء للمرضى. لا يحاول الفيلم أن يكون كبيراً، لكن مفهومه كبير
بالفعل ويبقى الفيلم -برسالته- حاضراً اليوم كما الأمس.
فيلق Platoon
1986
نافس هذا الفيلم “المهمة” الذي جاوره من حيث الضخامة وتجسيد الحالة الخاصة، لكن
“فيلق” تميّز بأنه فيلم عن الحرب الفييتنامية واقعية ومنقولة الى الشاشة كما
صوّرتها تجربة أوليفر ستون فيها. الكاميرا وسط المعارك وعلى مقربة من جنود تقع
بينهم مشاحنات ورغبات في الانتقام. بذلك نقل المخرج عالماً داكنا عن الحرب يعكس
فيها وضعا جحيمياً ماثلا. ليس الفيلم الوحيد في هذا المنظور، بل سبق لكوبولا أن
قدّم قبل سنوات “سفر الرؤيا... الآن” الذي لا يزال أفضل فيلم عن تلك الحرب وجحيمها
الى اليوم. أوليفر ستون خرج بالأوسكار أيضا.
غير المسامَح
Unforgiven
1992
كلينت ايستوود مثل وأخرج هذا “الوسترن” والوسترن ليس النوع المفضل في الأوسكارات
لكن هذا الفيلم، وقبله “يرقص مع الذئاب” لكيفن كوستنر، استحقه. مدركاً أنه ما عاد
الممثل الذي يستطيع التباهي بقواه وشبابه، وجد ايستوود الدور المناسب كصاحب سوابق
انتهى الأمر به الى مزرعة خنازير ماتت زوجته وورث ولدين منها لكنه يأمل في عملية
أخيرة. مع جين هاكمان ومورغان فريمان ورتشارد هاريس.
|