الفصل الخامس  دور الأسر والجمعيات في تنمية المجتمع اللبناني

الفصل الخامس

رابعاً : انطلاقة جامعة بيروت العربية عام 1960

لقد شهدت جامعة بيروت العربية – وهي إحدى مؤسسات وقف البر والإحسان - بين أعوام 1960 – 1975 عصراً ذهبياً وحركة علمية نشطة . وبدأت أعـداد الطـلاب تتزايد تباعاً، فبعـد أن كـان عـدد طلابـها عام 1960 – 1961 لا يتجاوز (114) طالباً ، إذ بالعدد يتزايد حتى بلغ حسب إحصاء عام 1987 ما مــجموعــه (256,32) طالباً من لبنانيين وعرب ، وبعد أن كان عدد أساتذتها لا يتجاوز العشرة من الجامعات المصرية واللبنانية ، إذ بالعدد يرتفع ويصل اليوم إلى أكثر من ثلاثمائة أستاذ مصري ولبناني (معينون، معارون ، زائرون ، منتدبون ، متعاقدون) .

وفي عام 1986 بلغ عدد متخرجي الجامعـة (144,38) طالباً موزعين على أكثر من (27) جنسية عربية وأجنبية . ثم ارتفع عام 1990 فأصبح (786,45) متخرجاً ، ثم ارتفع عام 1994 فاصبح (376,55) متخرجاً ، ثم ارتفع مجدداً فأصبح عدد المتخرجين عـام 1998 (400,64) متخرجاً ، فــي حين قــارب العدد عام 2002 (70) ألف متخرج ، كما قارب عدد متخرجي الجامعة عام 2006 (80) ألف متخرج .

خامساً : الكليات النظرية والعملية في جامعة بيروت العربية

تضم الجامعة اليوم عشر كليات أنشئت نتيجة تعاون صادق وتضحيات كبرى من جامعة الإسكندرية وجامعة بيروت العربية وجمعية البر والإحسان، والكليات حسب تاريخ إنشائها :

1-       كلية الآداب                         1960 – 1961

2-       كلية الحقوق                        1960 – 1961

3-       كلية التجارة                        1961 – 1962

4-       كلية الهندسة المعمارية             1962 – 1963

5-       كلية الهندسة                       1975 – 1976

6-       كلية العلوم                          1976 – 1977

7-       كلية الصيدلة                        1986 – 1987

8-       كلية الطب البشري                  1994 – 1995

9-       كلية طب الأسنان                   1994 – 1995

10-      كلية التمريض                      2005 – 2006

وتضم هذه الكليات مكتبات على مستوى رفيع وعالٍ في المصادر والمراجع العلمية والإنسانية . كما أن هـــذه الكليات تمنح درجات الليسانس والبكالوريوس والدبلومات ودرجات الماجستير والدكتوراه . كما تضم الجامعة أهـــم المعدات والأجهزة والمختبرات العلمية ، مما يتيح للطالب والأستاذ والباحثين فرص متقدمة في مجالات البحث العلمي .

سادساً : التعاون الأكاديمي بين الجامعة وجامعات العالم

ترتبط الجامعة باتفاقيات تعاون أكاديمي وتبادل خبرات مع العديد من الجامعات الدولية المرموقة من أبرزها :

-  جامعة إلينوى – الولايات المتحدة الأميركية.

-  جامعة بروفانس – فرنسا.

-  جامعة كلود برنارد (ليون1) – فرنسا.

-  جامعة ساندرلاند – المملكة المتحدة

-  جامعة ستوكهولم – السويد.

-  جامعة نابولي – إيطاليا.

كما انضمت الجامعة إلى عضوية "الوكالة الجامعية الفرنكوفونية" (A.U.F) مما يتيح فرصاً تعليمية إضافية أمام طلاب الجامعة الراغبين في استكمال دراساتهم الجامعية وأبحاثهم العلمية باللغة الفرنسية في مختلف المجالات الأكاديمية.

ومن الأهمية بمكان القول، أن جامعة بيروت العربية باتت مركزاً لشهادة "الرخصة الــدوليـة لقيـادة الكومبيوتر" (I.C.D.L.) معتمداً من اليونسكو وشركة مايكروسوفت، وذلك للتدريب في مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات.

كما شيدت الجامعة في أرض الدبية "مرصداً فلكياً" علـــى أحــدث الطــرق العلمية حيــث يعتمــد على "تلسكوب" (Meade) XL200 بقطر (16) إنشاً، يتيح المشاهدات والرؤى الفلكية وأعمال الرصد الفلكي، وذلك بالتعاون مع الجمعية الكونية اللبنانية.

سابعاً : استمرار تنامي الجامعة وشراء أرض الدبية

لما قامت جامعة بيروت العربية بتشييد "قاعة جمال عبد الناصر" كان الهدف الرئيسي من إنشائها استقبالها للمؤتمرات والمحاضرات العلمية المحلية والعربية والدولية، حيث نظمت الجامعة في رحابها أهم المؤتمرات والنشاطات الأكاديمية في مختلف الميادين العلمية.

ولا بد من التأكيد بأن الجامعة لا تلقى الدعم المالي حالياً من أية دولة أو جهة، ورسوم الطلاب تمثل الدخل الوحيد للجامعة. وبالرغم من ذلك فمجلس أمناء وقف البر والإحسان بالتعاون مع مصر ومجلس جامعة بيروت العربية والمجلس الأعلى للجامعة، يعمل بكل جد ومثابرة على إنجاز طموحاته وتطلعاته التاريخية بمزيد من التطور والتوسع والنماء، كما أنه بفضل القيمين على أموالها وإدارتها استطاع مجلس أمناء وقف البر والإحسان من شراء مليون وثلاثمائة ألف متر مربع في الدبية، وهو أكبر عقار لمؤسسة تربوية اليوم، وذلك بهدف التوسعات المستقبلية للجامعة. وقد أقامت عليها حتى الآن مباني لكليتي الهندسة المعمارية والهندسية. كما يحرص مجلس الأمناء والجامعة معاً على إنجاز مشروع المجمع الطبي في بيروت بمحاذاة كورنيش المدينة الرياضية، والتي سبق للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن تبرع بشراء الأرض التي سينفذ عليها المشروع، وذلك منذ عام 1984.

إن جمعية البر والإحسان تحولت إلى مؤسسة وقفية خيرية إسلامية عرفت بإسم "وقف البر والإحسان" ابتداء من 25 رمضان 1405هـ - 13 حزيران (يونيه) 1985، وهو منشأ بقرار رقم (673) عن المحكمة الشرعية الإسلامية السنية في بيروت التابعة لرئاسة مجلس الوزراء في لبنان.

كما إن جامعة بيروت العربية هي مؤسسة لبنانية للتعليم العالي، وهي عضو مؤسس في اتحاد الجامعات العربية الذي أنشئ عام 1964، وكذلك فهي عضو عامل في الاتحاد الدولي للجامعات، وفي اتحاد الجامعات الإسلامية.

ثامناً : الإسهامات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لجامعة بيروت العربية ووقف البر والإحسان

أدى إنشاء جامعة بيروت العربية من قبل جمعية البر والإحسان ومصر وبدعم واضح من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى نتائج إيجابية على مختلف الأصعدة نذكر منها على سبيل المثال:

1-   خدمة المجتمع اللبناني بشكل أساسي وبارز، وهذا واضح من خلال المتخرجين اللبنانيين الذين قاموا وما يزالون يقومون بدور فاعل في الحياة اللبنانية العامة، بعد أن أثبتوا جدارتهم في مختلف الميادين والأنشطة، وبعد أن تبوأوا أعلى المناصب الوزارية والحكومية والنيابية والتعليمية والقضائية وسواها. وقد استطاعت الجامعة إحداث توازن علمي ووظيفي واجتماعي وسياسي بواسطة متخرجيها.

2-   خدمة المجتمع العربي من خلال التحاق الطلاب العرب بالجامعة، وقد ثبت ذلك بتولي المتخرجين العرب مناصب وزارية ونيابية وحكومية وسواها في دولهم، حتى أن لبنان ودولاً عربية تضم في برلماناتها وحكوماتها عدداً كبيراً من النواب وعدداً من الوزراء من متخرجي جامعة بيروت العربية.

3-   العمل على كسر احتكار التعليم العالي، وتأمين تكافؤ الفرص، سواء في لبنان أو في بلدان أخرى، بالإضافة إلى إسهام الجامعة في إعداد كوادر سياسية وتربوية وإدارية وحقوقية وهندسية وعلمية وصيدلية لمناطق مترامية من العالم العربي.

4-   إثراء لبنان والعالم العربي بالبحوث والدراسات والمنشورات والمطبوعات الصادرة عن الأساتذة المصريين واللبنانيين، مما عزز نشر وتعميم التيارات والاتجاهات العلمية والتربوية والبحوث الرصينة.

5-   انتدب لجامعة بيروت العربية منذ تأسيسها عام 1960 حتى عام 2007 أكثر من ألفي أستاذ مصري من جامعة الإسكندرية وبقية الجامعات المصرية وكان لهم أفعل الأثر في تطوير البنية الأساسية للمجتمع اللبناني والعربي.

6-   تفاعل جامعة بيروت العربية مع المجتمع اللبناني والعربي عن طريق إنشاء أهم المكتبات وأرقى المختبرات، بحيث باتت الجامعة في هذا المجال تنافس سائر الجامعات اللبنانية والعربية، وأصبحت مثار إعجاب الجامعات الأجنبية الأخرى، ومثار إعجاب الزوار الأجانب من عمداء وأساتذة ومهندسين واختصاصيين. ولا بد من الإشارة على سبيل المثال إلى أن مختبرات وأجهزة كليتي الصيدلة وطب الأسنان في الجامعة تعتبر من أرقى المختبرات والأجهزة الموجودة ليس في لبنان وحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط، كما أن مستوى متخرج كلية الهندسة المعمارية من الجامعة، يعد من أهم المستويات على مستوى لبنان والعالم العربي.

7-   استمرار تنامي الدور الثقافي والحضاري لجامعة بيروت العربية ولمصر في لبنان والعالم العربي، وهو يتكامل مع دور مصر الحضاري من خلال الجامعات العربية الأخرى في العالم العربي.

8-   إن مصر أعطت لجامعة بيروت العربية نخبة من الرؤساء والأساتذة ممن شغلوا وما يزالون يشغلون أعلى المناصب السياسية والعلمية في مصر، وفي مقدمة هؤلاء الأساتذة: رئيس وزراء مصر السابق أ.د. عاطف صدقي، ورئيس وزراء مصر أ.د. عاطف عبيد، والعديد من الوزراء والنواب.

     ومن الإسهامات البارزة لجامعة بيروت العربية ووقف البر والإحسان:

9-   إنشاء الوقف لمدراس ابتدائية وثانوية نهضت بالمسلمين في بيروت ولبنان. وفضلاً عن المواد العلمية البحتةالتي تدرس في هذه المدارس فإنها تدرس أيضاً في بعض موادها العلوم الدينية والتنشئة الوطنية، بالإضافة إلى أن هذه المدارس والثانويات قد أسهمت بتخريج آلاف من الطلاب والطالبات، وهؤلاء أسهموا بدورهم في نهضة المجتمع البيروتي واللبناني والعربي والإسلامي، وتبوأوا أهم المناصب العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

10-  إن تخرج أكثر من ثمانين ألف طالب من مختلف الجنسيات أثروا لبنان والعالم الإسلامي والعربي، وتبوأوا أهم المناصب العامة والخاصة بما فيها المناصب الوزارية والنيابية والأكاديمية والإدارية وسواها، وقاموا بدور بارز وهام وقدموا أجلّ الخدمات لمجتمعاتهم، وهو فضل كبير لجامعة بيروت العربية.

11-  يتم في كلية الحقوق وبعض أقسام كلية الآداب في الجامعة تدريس مواد علمية وطبية وقانونية فضلاً عن المواد الفقهية، منها:الشريعة الإسلامية الغراء، ودراسات في القرآن الكريم والسنة النبوية ومصطلح الحديث النبوي، الأمر الذي يحقق الغايات العلمية والدينية والأخلاقية للوقف.

12-  قدم الوقف بعض عقاراته في بيروت والبقاع للأوقاف الإسلامية لإقامة مساجد ومؤسسات دينية عليها، ولرعاية الناشئة الإسلامية، إسهاماً في تحقيق غايات الوقف.

13-  إن "مركز خدمة المجتمع" ( مركز الاستشارات والدراسات ) التابع لجامعة بيروت العربية، يؤدي دوراً فاعلاً في المجتمع اللبناني، فضلاً عن باقي أقسام وشعب كليات الجامعة.

14-  إن وقف البر والإحسان (الجمعية) يقدم منذ بدايات التأسيس وحتى اليوم مساعدات اجتماعية وتعليمية وإنسانية، أسهمت إسهاماً واضحاً في خدمة المجتمع اللبناني والعربي والإسلامي.

وبالرغم من هذه الإنجازات لوقف البر والإحسان وجامعة بيروت العربية، فإن طموحاتهما لا تحد، ويود كل عضو من أعضاء الوقف تحقيق المزيد من التطلعات والطموحات لخدمة المجتمع الإسلامي واللبناني والعربي.

وفي ضوء ذلك فإن جامعة بيروت العربية، وجامعة الإسكندرية، ووقف البر والإحسان بإنجازاتهم العلمية والاجتماعية وإسهاماتهم البارزة في عملية النهوض التربوي للمجتمع اللبناني والعربي والإسلامـي ، تبقى لهم الأولوية في رعاية الأجيال الصاعدة، كما أن جامعة بيروت العربية والمؤسسات التربوية تبقى ضمن اهتمامات وقف البر والإحسان ، لأن هذه الجامعة والمؤسسات التربوية تمثل ركناً أساسياً في خدمة المجتمع اللبناني والعربي والإسلامي .

تاسعاً : رؤساء جمعية (وقف) البر والإحسان 1936 – 2007

تبرئاسة الجمعية (وقف) البر والإحسان منذ نشأتها حتى اليوم أخوة أفاضل هم السادة :

1-    الحاج جميل رواس (1936 – 1976) .

2-    الدكتور عمر فروخ (1976 – 1987) .

3-    الحاج عمر حوري (1987 – 1994) .

4-    الأستاذ محيي الدين فايد (1995 – 1999) .

5-    الدكتور محمد المجذوب (1999 – 2000) .

6-    الحاج توفيق حوري (2001 – وما يزال) .

كما يتولى مهام ومسؤوليات وقف البر والإحسان مجلس أمناء من أفاضل المجتمع الإسلامي في بيروت هم السادة :

- الحاج توفيق حوري                                                 رئيس مجلس

الأمناء

- المهندس محمد برهومي                                     نائب الرئيس

- الدكتور حسان حلاق                                         أمين السر

- الدكتور محمد علي القوزي                                  نائب أمين السر

- السيد فايز رواس                                             أمين المال

- الدكتورة سارة منيمنة                                        نائب أمين المال

- الدكتور محمد المجذوب                                      عضواً

- الأستاذ عصام حوري                                          عضواً

- المهندس محمد حوري                                        عضواً

- الدكتور عمار حوري                                           عضواً

- المهندس الدكتور محمد سعيد القاضي الجزائرلي                عضواً

- القاضي الدكتور فوزي أدهم                                    عضواً

أعلى الصفحة