الفصل السادس
سادساً: جميعة العناية بالطفل والأم:
منذ عام 1944 قامت بعض الأسر البيروتية في مقدمتهن سيدات
بيروتيات عرفن أهمية الاهتمام بالطفل والمرأة باعتبارهما من
أسس المجتمع، بل يمثلان مستقبل المجتمع اللبناني. وفي مقدمة
هذه الأسر: قرنفل، فتح الله، داعوق، طبارة، عانوتي، الحص،
القاضي، مزبودي، العظم، حجال، لبابيدي، نحاس، كريدية، غندور،
النصولي، رسلان، الشعار، خنكرلي، صالح، السيد وسواها من عائلات
بيروتية.
لقد ابتدأت جمعية العناية بالطفل والأم بمستوصف متواضع في
منطقة البسطة بإشراف وتنظيم السيدة وداد طبارة عانوتي، وقد
أسهم هذا المستوصف اسهامات صحية وطبية ورعائية عديدة لأبناء
بيروت. كما استطاعت السيدة بشرى الحص من أن تشرف على مستوصف
الجمعية في منطقة رأس بيروت الذي أدى خدمات جليلة للمنطقة. كما
أسهمت السيدة خزامي الشعار والسيدة هدى خنكرلي ولسنوات طويلة
بتطوير التقديمات الصحية والاجهزة الحديثة. كما اسهمت السيدة
شفيقة دياب بأعمال انسانية جليلة. ولا يمكن أن ننسى عطاء جميع
سيدات "جمعية العناية بالطفل والأم" في سبيل تنمية المجتمع
اللبناني، وفي مقدمتهن الرئيسة الأولى للجمعية السيدة احسان
بيهم، ثم السيدة نعمت قرنفل، والسيدة حسانة فتح الله الداعوق
لعطاءاتهن اللامحدودة. اننا نخص السيدة حسانة فتح الله الداعوق
بهذه الكلمة الطيبة لعطاءاتها وتضحياتهها المستمرة منذ عام
1970 حتى اليوم أطال الله في عمرها وأعطاها القدرة لمزيد من
العطاء.
ومنذ عام 1944 حتى عام 2007 فإن عطاءات سيدات الأسر البيروتية
المتطوعات في سبيل أعمال البر والاحسان والخير والعطاء، تمثل
مفصلاً إنسانياً هاماً في المجتمع اللبناني، دون تمييز في هوية
وطائفة الطفل والأم أي طفل وأم يتوجهان إلى الجمعية وأقسامها
العديدة.
تضم "جمعية العناية بالطفل والأم" مبنى القسم الصحي ويضم:
المستشفى وخدماته المتعددة، قسم الطوارئ، المختبر، قسم الأشعة،
المستوصف، الصيدلة، ومبنى القسم الاجتماعي ويضم القاعة
الاجتماعية، ونادي السيدات، وقاعة الافطارات، والحضانة
النموذجية، ونادي الأطفال، ودار الكرامة. أما مبنى القسم
الانمائي المهني والثقافي، فيضم مركز عبد الهادي الدبس، ومركز
تدريب العاملة مع الطفل، مركز تدريب الممرضة المساعدة، مركز
الخياطة الحرفية، مركز حمزة ملص للناشئة، مركز حسانة فتح الله
الداعوق للتربية الإسلامية، المركز الثقافي، مركز الهيئة
الوطنية للأسرة اللبنانية.
ومن الأهمية بمكان القول، إن "جمعية العناية بالطفل والأم" لا
يقتصر عملها على عمليات التوليد فحسب كما يظن البعض، بل تشمل
مختلف العمليات الجراحية مثل عمليات الأنف والأذن والحنجرة
والعيون والعظام والمسالك البولية وخدمات طبية عديدة مثل
الجراحة العامة والطب العام وطب الأطفال، وأمراض القلب،
والتجميل، والعظام والجلد والجهاز الهضمي واستئصال الأورام
وسواها.
ومما يلاحظ أن "جميعة العناية بالطفل والأم" في مختلف أقسامها
باتت موضع ثقة البيارتة واللبنانيين بسبب المستوى الطبي الجيد،
والخدمة الانسانية الممتازة، ومما يلاحظ أن قسم الطوارئ في
الجمعية استفاد منه في السنوات الأخيرة أبناء المناطق
اللبنانية وفي حدود خمسين ألف مستفيد، أما المختبر فقد استفاد
منه ما يقارب سبعين ألف مريض، أما مستوصف الجمعية وهو الأكثر
ازدحاماً، فقد استفاد منه في السنوات الأخيرة ما يقارب مئة ألف
مريض. كما قدمت الجمعية الكثير من التقديمات الاجتماعية
والانسانية والطبية مما أسهم فعلاً في تنمية المجتمع اللبناني
بشكل لافت.
ان
اهتمام "جمعية العناية بالطفل والأم" بالأم والطفل والانسان من
الطفولة إلى الشيخوخة يدعونا لتقديم أسمى آيات التقدير لجميع
القيمين والمسؤولين عن الجمعية رئيسات وعضوات وأطباء وإداريون
وعاملون لما بذلوه في سبيل الانسان اللبناني، متطوعات ومتطوعين
في سبيل مرضاة الله ورضوانه. ويكفي أن نختم هذه الدراسة عن
الجميعة بقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلاً: "إذا كان لنا
أن نعتز بجمعية العناية بالطفل والأم منذ تأسيسها حتى الآن،
لما قامت به من أعمال كثيرة وخدمات جليلة من أجل أطفال لبنان
وأمهات لبنان، فإننا لنعتز أيضاً بأن الأم اللبنانية خصوصاً في
هذه الجمعية، لم تخدم أطفالنا وأمهاتنا فحسب، بل أنها أدت هذه
الخدمة إلى جميع الأطفال والأمهات في العالم كله عبر الخدمات
التي أدتها في لبنان. ولا شك في أن الجمعية قد نابت عن الدولة
والحكومة في أعمال إنسانية كثيرة، استطاعت أن تؤديها لمصلحة
الأم والطفل اللبنانيين....". لذلك كله أتوجه بالتقدير
للعائلات والاسر البيروتية المشاركة في هذا العمل السامي.
أعلى الصفحة
|