الفصل السابع
سابعاً: دار العجزة الإسلامية: 1954-2007:
منذ الخمسينات أدركت بعض العائلات البيروتية أن الدولة
اللبنانية ما تزال عاجزة عن أداء دورها الاجتماعي والصحي
والانساني في بيروت والمناطق اللبنانية، لا سيما وإن استقلال
لبنان كان ما يزال فتياً، والدولة ما تزال بإمكانياتها متواضعة
في سد الاحتياجات الخاصة بالمواطنين. لهذا ونحن نذكر دار
العحزة الإسلامية في بيروت، لا بد من التنويه بدور الحاج أنيس
الشيخ – رحمه الله – رئيس رابطة لجان الأحياء الإسلامية
1938-1946، رجل الخير والعطاء وهذه الرابطة قامت بدور بارز
بتوجيه من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد توفيق خالد، في
حل الكثير من القضايا والمشكلات الاجتماعية والانسانية
والخيرية والتربوية والصحية في مختلف الاحياء البيروتية.
ولا بد أيضاً من أن ننوه بجهود وتشجيع الرئيس رياض الصلح
والرئيس الحاج حسين العويني، والوجيه البيروتي عمر بك الداعوق
الذين كان لهم الفضل في بلورة فكرة انشاء دار العجزة الإسلامية
في بيروت منذ عام 1948 وذلك قبل تأسيسها بسنوات. لهذا تكونت
الهيئة الإدارية لرابطة لجان الأحياء الإسلامية عام 1946 من
مجموعة من أبناء العائلات البيروتية الكريمة وذلك على النحو
التالي: الحاج حسين بك العويني رئيساً، رفيق البراج نائباً
للرئيس، المحامي شفيق حداد أميناً للسر، محمد المحمصاني أمين
سرثان، عبد الرحمن الدنا أميناً للصندوق، جميل الحشاش محاسباً،
أما بقية الأعضاء المستشارون فهم السادة: محمد جميل بك بيهم،
أحمد عرقجي، خليل سوبرة، محمد بيضون.
وبالفعل فبين أعوام 1948-1954 وبعد تبرعات تلقتها الهيئة من
عائلات بيروتية ولبنانية وعربية استطاعت "رابطة لجان الأحياء
الإسلامية" من بناء وافتتاح "دار العجزة الإسلامية في بيروت"
بجهود ورعاية الحاج حسين العويني ومساعدة الحاج جميل رواس،
الحاج جميل الحشاش، الحاج عبد الرحمن الدنا، الصيدلي إسماعيل
الشافعي، والحاج راشد حوري. ووضع التصميم والخرائط الهندسية
المهندس سعيد حجال والمهندس رفيق المحب وبإشراف المهندس عمر
الهبري. وقد تقدم هؤلاء المهندسون بأعمالهم وجهودهم الهندسية
تطوعاً إيماناً منهم بأهمية الاسهام في حل قضايا ومشكلات
المجتمع اللبناني.
وبين أعوام 1954-2007 تولى رئاسة عمدة دار العجزة الإسلامية
نقر من رجال الخير والعطاء وذلك على النحو التالي: الحاج حسين
العويني، السيدة شفيقة جارودي العويني، معالي الأستاذ محمد
الجارودي، معالي الأستاذ محمد غزيري. وقد تعاون هؤلاء الرؤساء
مع رجال الخير والعطاء في عمدة الدار من خيرة رجالات العائلات
البيروتية (للمزيد من التفاصيل يراجع كتابنا عن دار العجزة
الإسلامية).
أما مدراء دار العجزة الإسلامية الذين قدموا تضحيات وجهود
مضيئة منهم على التوالي السادة:
-
أنيس حشاش
-
جميل حشاش
-
محمد عمر منيمنة
-
أسامة العطار
-
عمر حوري
-
عزام حوري
فضلاً عن لجنة صديقات دار العجزة التي تولى رئاستها سيدات
بيروتيات خيرات وهن على التوالي السيدات:
-
شفيقة جارودي عويني
-
صفية طبارة جبر
-
سهام شهاب
إن
هذه الجمهرة الخيرة من البيارتة والبيروتيات أسهموا اسهاماً
بارزاً مع آلاف من أهل الخير والعطاء من البيارتة واللبنانين
والعرب، بهدف التنمية الاجتماعية والصحية والانسانية والرعائية
للمسنين والعجزة والمعوقين والمرضى. ويكفي أن نعطي الأرقام
التالية مثالاً ونموذجاً عن أهمية الدور الذي قامت وتقوم به
الدار منذ أكثر من خمسين سنة. فقد بدأت الدار عام 1954 بثلاثين
سريراً، وفيها اليوم ما يقارب ثمانمائة سرير، بالإضافة إلى
محتاجي العناية الطبية غير المقيمين وعددهم حوالي ثمانية آلاف
مريض. وكان عدد الأطباء عند التأسيس لا يزيد على عدد أصابع
اليد، فإذا العدد يصل اليوم إلى حوالي ثلاثين طبيباً وثلاثمائة
موظف وممرض وممرضة يقومون بخدمة المرضى القادمين من بيروت
ومختلف المناطق دون تمييز في مناطقهم ومذاهبهم وطوائفهم، لأن
المرض ليس له طائفة ولا يميز بين مذهب وآخر، ولأن الخدمة
الانسانية والاجتماعية لا طائفة لها.
وعندما نؤرخ لدور الأطباء الانساني في دار العجزة الإسلامية،
لا بد من أن ننوه بدور الرعيل الأول من أطباء الدار في مقدمتهم
السادة الأطباء:
-
نسيب البربير
-
سامي الحسامي
-
عبد الله عيتاني
-
عفيف عرابي
-
فؤاد طبارة
-
محمد رضوان
-
اسكندر حبيب
-
عادل رمضان
-
هيفاء الصغير
-
ناجي الشعار
-
إبراهيم خياط
-
اميل ثابت
-
زهير ياسين
-
عبد الرحمن لبّان
-
هشام بارودي
-
مصطفى الحفار
-
احمد بعيون
-
وسواهم.
وعندما ندرك بأن دار العجزة الإسلامية استطاعت خلال الخمسين
سنة الأخيرة تقديم خدمات فاقت خمسمائة ألف خدمة طبية وإنسانية
ورعائية، ندرك آنذاك أهمية دور "دار العجزة الإسلامية" في
المجتمع اللبناني، وفي تنميته الصحية والاستشفائية والاجتماعية
والرعائية.
أعلى الصفحة
|