|
المبشر هنري هريس جسب
ننقل ما كتبه هذا المبشر عن بيروت في كتابه الذي جعل عنوانه (53
سنة في سوريا) فقد تحدث هذا السائح عن بيروت أول مقدمه إليها فقال : (أن
أول مبشر بروتستنتي أميركي أتى إلى بيروت وسكنها كان يُسمى بليني فسك، وكان
ذلك عام
1823م
وتوفي فيها سنه
1825م.
وأن بيروت كانت في ذلك العهد تلقّب بدرة تاج آل عثمان مع أنها بلدة صغيرة،
يحيط بها سور فلا تتعداه وإن طولها من الشمال إلى الجنوب 3 آلاف قدم،
وعرضها من الشرق إلى الغرب
1500
قدم، وإن عدد أهلها يتراوح بين
5
إلى
8
آلاف نفس، وإن أسواقها ضيقة ذات إعوجاج ولم تكن نوافذ بيروتها مزججة،
والبيت الوحيد الذي كانت على نوافذه زجاج هو مسكن المستر أبوت، أول قنصل
يومئذٍ لإنكلترا ببيروت.
منطقة الزيتونة ويظهر إلى يسار الصورة مقهى الحاج داوود
وكان البيروتيون يستقون الماء من الآبار، وهذا الماء بعضه عذب والبعض الآخر
لا يخلو من الملوحة.
وكان السور المحيط بالبلدة مرتفعاً من صوب البحر وفيه أبراج وتحصينات
أُعدَّت لصدّ القرصان من اليونان، كما أُعد البرج ظاهر السور على بعد قليل
من الباب الجنوبي الشرقي بصد من يريد إقتحام المدينة براً. وكان هذا البرج
عالياً متيناً يبلغ ارتفاعه
80
قدماً).
|