بلال بن رباح
مولى أبي بكر الصديق
.
وهو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله
.
شهد بدراً ، وشهد له النبي صلى
الله عليه وسلم على التعيين بالجنة
.
عاش بضعاً وستين سنة
.
يقال : إنه حبشي ، وقيل : من مولدي الحجاز.
وفي وفاته أقوال : أحدها
بداريّا ، في سنة عشرين
.
عن زر عن عبد الله : أول من أظهر إسلامه سبعة
:
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر ، وعمّار ، وأمه سمية ، وبلال ، وصهيب ،
والمقداد ، فأما النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فمنعهما الله بقومهما ، وأما
سائرهم فأخذهم المشركون ، فألبسوهم أدراع الحديد ، وصهروهم في الشمس ، فما منهم من
أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلا بلال ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على
قومه ، فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة ، وهو يقول أحدٌ
أحد.
عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لبلال عند صلاة
الصبح: ( حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين
يديّ في الجنة )، قال: ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة
من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كُتب لي أن أصلي
.
عن جابر قال عمر
:
أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا.
عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالاً ، وهو
مدفون في الحجارة ، بخمس أواق ذهباً ، فقالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعناكه ، قال: لو
أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته.
عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ستة نفر، فقال المشركون : اطرد هؤلاء عنك فلا يجترؤون علينا ، وكنت أنا وابن
مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله (
ولا تطرد الذين يدعون ربهم)
الآيتين 53،52 الأنعام.
قالت عائشة : لما قدم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كل
امرىء مُصبح في أهله
|
والموت أدنى من شراك نعله
|
وكان بلال
إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعـري هل أبيتن ليلة |
بواد
وحولي إذخر وجليل |
وهـل أرِدن يومـاً مياه مجنـة |
وهل
يبدون لي شامة وطفيل |
اللهم العن عتبة ، وشيبة ، وأمية
بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء
.
عن أنس قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: علي وعمّار وبلال
).
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قدمنا الشام مع عمر ، فأذن بلال ، فذكر الناس النبي
صلى الله عليه وسلم فلم أر يوماً أكثر باكياً منه.
عن أبي الدرداء قال:
لما دخل عمر الشام سأل بلال أن يُقره به ، ففعل ، قال: وأخي أبو رُويحة الذي آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه ، فنزل بداريا في خولان فأقبل هو وأخوه
إلى قوم من خولان ، فقالوا : إنا قد أتيناكم خاطبين ، وقد كنا كافرين فهدانا الله ،
ومملوكين فأعتقنا الله ، وفقيرين فأغنانا الله ، فإن تُزوجونا فالحمد لله ، وإن
تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فزوجهما.
عن يحيى بن سعيد قال: ذكر
عمر فضل أبى بكر ، فجعل يصف مناقبه ، ثم قال: وهذا سيدنا بلال حسنة من
حسناته.
قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال : غداً نلقى الأحبة
محمداً وحزبه، قال: تقول امرأته: واويلاه ! فقال: وافرحاه
!
|