سعـد بن الربيع
إبن عمرو ، بن أبي زهير ، بن مالك ، بن امرئ القيس ، بن مالك ، الأنصاري ، الخزرجي
، الحارثي ، البدري ، النقيب ، الشهيد.
توفي أبوه في الجاهلية،
وتزوجت أمه هزيلة بنت عتبة الصحابية ابن عمه الصحابي خارجة بن زيد الذي آخى النبي
صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصديق أبي بكر ، فولدت له زيد بن خارجة وحبيبة زوجة
أبي بكر رضي الله عنهما
.
كان من الوفد الذي خرج من المدينة ليحج البيت
الحرام في نفر من الخزرج ، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقـول للقـبائل : ( ألا
رجل يحملني إلى قومه ؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ) ، وتقدم صلى الله
عليه وسلم نحوه يسألهم : ( من أنتم ؟) فقال سعد : نحن نفر من الخزرج ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( أمن موالي يهود ) ، فقال : نعم ، فقال لهم : ( أفلا
تجلسون أكلمكم ؟ ) ، فقالوا : بلى ، فجلسوا إليه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم
الإسلام ، فقال سعد للنبي صلى الله عليه وسلم : أفلا تسمعنا شيئاً من هذا الذي يوحى
إليك من ربك ؟ فتلا عليهـم (
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً
) إلى آخر
السورة ، وأخبتوا حين سمعوه ، واهتبل سعد الفرصة فابتدر قومه : يا قوم تعلموا والله
إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه ، فأجابوه وصدقوه ، وشرح الله
صدورهم للإسلام ، فقبلوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
كان أحد
النقباء ليلة العقبة
.
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن
بن عوف ، فعزم على أن يعطي عبد الرحمن شطر ماله ، ويطلق إحدى زوجتيه ليتزوج بها ،
فامتنع عبد الرحمن من ذلك ، ودعا له
.
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة
، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من رجـل ينظر لي ما فعـل سعد بن الربيع ؟
)
فقال رجل من الأنصار : أنا ، فخرج يطوف في القتلى حتى وجد سعداً جريحاً مثبتاً
بآخر رمق ، فقال : يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في
الأحياء أنت أم في الأموات ؟ قال : فإني في الأموات ، فأبلغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم السلام ، وقل : إن سعداً يقول : جزاك الله عني خير ما جزى نبياً عن أمته
، وأبلغ قومك مني السلام ، وقل لهم : إن سعداً يقول : إنه لا عذر لكم عند الله إن
خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف
.
قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :(اللهم الق سعد بن الربيع وأنت عنه راض) ، وقال
عنه : (رحمه الله فقد نصح لله
ورسوله حياً وميتاً) ، وقال فيه أيضاَ : (اللهم أحسن الخلافة على تركته) ، وقال
عنه أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب : (سعد بن الربيع رجل خير مني ومنك
).
وعن جابر بن عبد الله قال : جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد
فقالت : يا رسول الله ! هاتان بنتا سعد، قتل أبوهما معك يوم أحد، وإن عمهما أخذ
مالهما ، لم يدع لهما مالاً، ولا تنكحان إلا ولهما مال، قال : (يقضي الله في ذلك)،
فأنزلت آية المواريث، فبعث إلى عمهما فقال : (أعط بنتي سعد الثلثين ، وأعط
أمهما الثمن ، وما بقي فهو لك).
|