معاذ بن عمرو بن الجموح
الأنصاري ، الخزرجي ، السلمي ، المدني ، البدري ، العقبي ، قاتل أبي جهل
.
شهد بدراً .
عن
صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ،
عن
أبيه ، عن جدّه قال : إني لواقفٌ يوم بدر في الصف فنظرت ، فإذا أنا بين غلامين
من
الأنصار حديثةٌ أسنانهما ، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما . فغمزني أحدهما ،
فقال : يا عم ! أتعرف أبا جهل ؟ قلت : نعم ، وما حاجتك ؟ قال : أُخبرت أنه يسبُّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نفسي بيده إن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى
يموت الأعجل منا . فتعجبت لذلك ، فغمزني الآخر فقال مثلها
.
فلم أنشب أن
نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس ، فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما . قال
:
فابتدراه بسيفهما حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى النبي ، فأخبراه . فقال : أيكما قتله ؟
فقال كلٌّ منهما : أنا قتلته . فقال : هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا . فنظر في
السيفين ، فقال : كلاكما قتله. وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو. والآخر هو معاذ بن
عفراء .
وعن معاذ بن عمرو قال : جعلت أبا جهل يوم بدر من شأني.
فلما
أمكنني حملت عليه ، فضربته ، فقطعت قدمه بنصف ساقه ، وضربني ابنه عكرمة بن أبي
جهل على عاتقي ، فطرح يدي وبقيت معلقةً بجلدة بجنبي ، وأجهضني عنها القتال ، فقاتلت
عامة يومي وإني لأسحبها خلفي . فلما آذتني ، وضعت قدمي عليها ثم تمطأت عليها حتى
طرحتها .
هذه والله الشجاعة ، لا كآخر من خدش بسهم ينقطع قلبه ، وتخور قواه
.
ثم
عاش بعد ذلك إلى زمن عثمان ، وتوفي سنة خمس وثلاثين
.
|