الطوسي
(597-672هـ / 1201 -1274م)
أبو جعفر محمد بن محمد الحسن نصير الدين الطوسي، عالم رياضي وفلكي وهندسي
اشتهر في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. ولد في خراسان سنة
597هـ/
1202
م،
عاش في
بغداد
حيث اشتهر بين أصدقائه وذويه وعلماء المشرق والمغرب بلقب
"علامة".
أخذ نصير
الدين علمه عن
كمال
الدين بن يونس الموصلي
مما دفعه إلى الولع بجمع الكتب حتى كان ينفق الكثير من
أمواله على شراء الكتب النادرة. كما تعلم اللغات اللاتينية والفارسية
والتركية
فأكسبه ذلك مقدرة على فهم واستيعاب معارف شتى. كما درس تراث الإغريق وترجم
كتبهم
وبرز في علوم
المثلثات
والجبر والفلك والهندسة، حتى أسندت إليه إدارة
مرصد
مراغة، وهو مرصد عرف بآلاته الفلكية الدقيقة وأرصاده المنتظمة ومكتبته
الضخمة
وعلمائه الفلكيين الذين كانوا يتقاطرون عليه من مختلف أنحاء العالم طلبا
للعلم.
ولقد احتل الطوسي مكانة عالية ودرجة رفيعة عند خلفاء العباسيين لنباهته
وحدة
ذكائه، ولهذا فإن أحد وزراء البلاط أضمر له الغدر حسدا وأرسل إلى حاكم
قهستان يتهمه
زورا وبهتانا ، مما دفع به إلى السجن في إحدى القلاع، وكان من نتيجة سجنه
أن أنجز
في خلال اعتقاله معظم مصنفاته في الفلك والرياضيات، وهي التي كانت سبب ذيوع
صيته
وشهرته وبروز اسمه بين عباقرة الإسلام في جميع الأنحاء. وعندما استولى
هولاكو
المغولي على السلطة في بغداد أخرج الطوسي من السجن وقربه إليه وجعله أميرا
على
أوقاف المماليك التي استولى عليها ، فاستغل الطوسي الأموال التي كسبها في
بناء
مكتبة ضخمة حوت أكثر من أربعمائة ألف مجلد من نوادر الكتب.
ولقد أبدع الطوسي في
علم الرياضيات بجميع فروعه، وكان له فضل وأثر كبيران في تعريف الأعداد
الصم، كما
يعود إليه الفضل في فصل حساب المثلثات عن علم الفلك. وهو أول من طور نظريات
جيب
الزاوية إلى ما هي عليه الآن مستعملا المثلث المستوي. كما كان أول من قدم
المتطابقات المثلثية للمثلث الكروي قائم الزاوية. كما وضع قاعدته التي
أسماها "
قاعدة الأشكال المتتامة " فهي تخالف نظرية بطليموس في الأشكال الر باعية،
وهي في
الحقيقة صورة مبسطة لقانون الجيوب الذي يقضي بأن جيوب الزوايا تتناسب مع
الأضلاع
المقابلة لها.
وفي الهندسة أظهر الطوسي ذكاء منقطع النظير،حيث بنى برهانه على
افتراضات عبقرية. ثم إن الطوسي برهن أيضا أن نقطة تماس الدائرة الصغرى على
قطر
الدائرة الكبرى، وهي النظرية التي كانت أساس تعميم جهاز
الأسطرلاب
المستعمل في علم الفلك. وقد اهتم الطوسي كذلك بالهندسة الفوقية أو اللا
إقليدية
(الهندسة الهندلولية) التي تثبت على أسس منطقية تناقض هندسة إقليدس والتي
كان يعتقد
أنها لا تقبل التغير أو الانتقاد، ذلك أن الطوسي أبدع في دراسة العلاقة بين
المنطق
والرياضيات.
كما نال الطوسي سمعة طيبة مرموقة في علم البصريات، إذ أتى ببرهان
مستحدث لتساوي زاويتي السقوط والانعكاس.
ألف الطوسي في علم الحساب وحساب
المثلثات والجبر والهيئة والجغرافية والطبيعيات والمنطق، حتى إن عدد كتبه
فاق
(145)
كتابا. معظمها في شروح ونقد كتب اليونان من أهمها:
*
كتاب
المأخوذات في الهندسة
لأرخميدس
*
كتاب
الكرة والأسطوانة لأرخميدس
*
كتاب
أرخميدس في
تكسير الدائرة وغيرها
*
كتاب
الكرة المتحركة لأطوقولوس
*
كتاب
الطلوع والغروب لأطولوقوس
*
رسالة
تحرير كتاب الأكر لمنالاوس
*
كتاب
تحرير إقليدس
*
كتاب
المعطيات لإقليدس
*
رسالة في
الموضوعة الخامسة(من موضوعات إقليدس)
أما أهم مصنفاته فهي:
*
الرسالة
الشافية عن الشك في الخطوط المتوازية
*
كتاب
تحرير المناظر
(في
البصريات)
*
كتاب
تسطيح الأرض وتربيع الدوائر
*
كتاب
قواعد الهندسة
*
كتاب
الجبر والمقابلة
*
رسالة في
المثلثات الكروية
*
كتاب
مساحة الأشكال البسيطة والكروية
*
كتاب
تحرير المساكن
*
كتاب
الجامع في الحساب
*
ومقالة في
القطاع الكروي والنسب الواقعة عليه
*
ومقالة في
قياس الدوائر العظمى
|