المروذي
(القرن الثالث الهجري /
التاسع الميلادي)
أحمد بن عبد الله حبش المروذي الحساب الشهير بحبش الحاسب. عالم
رياضي وفلكي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد في مرو
الروذ وهي
من مدن خراسان تقع على نهر عظيم يعرف بنفس الاسم، وإليها ينسب المروذي. كان
من
المعمرين فقد تجاوز المائة عام.
درس المروذي في مسقط رأسه العلوم الابتدائية ثم
انتقل هو وأسرته إلى
بغداد
حيث اهتم بدراسة علوم الفلك التي كانت شائعة في عصره وهو عصر المأمون
والمعتصم
اللذين اهتما بالترجمة اهتماما بالغا. وقد درس المروذي بصفة خاصة كتاب
المجسطي
لبطليموس وقام بتلخيصه. ثم زار
دمشق
وعمل هناك بعض الأبحاث الفلكية النظرية التي كانت تقوم عل أساس تحديث
استدلالات
المجسطي
بإدخال الجيوب وجيوب التمام والظلال مكان أوتار
الأقواس
واقترح بذلك صيغة كاملة للتطبيق في الحسابات الفلكية المختلفة، ووضع تلك
النتائج في
زيجه المعروف
بالزيج الدمشقي
المؤلف على مذهب السند هند وفيه وصف حركات
الكواكب. وقد خالف المروذي في هذا الزيج كثيرا من نتائج الفلكيين الذين
سبقوه مثل
الفزاري
و
الخوارزمي
.
وعندما
كلف الخليفة المأمون بعثته العلمية
بقياس
محيط الأرض
رجع المروذي إلى بغداد ليكون ضمن البعثة فصاحب من الفلكيين
سند
بن علي
،
و
بني
موسى بن شاكر
،
و
الفرغاني
.
وعندما عاد المروذي من البعثة أراد أن يطبق نتائج الفريق على ما توصل إليه
من
نتائج في دمشق، فحرر
الزيج الممتحن
وهو أول زيج عربي وضع على أساس علمي جاء
نتيجة للأبحاث التي توصل إليها فلكيو المأمون. وقد نال هذا الزيج شهرة
كبيرة وجلب
له التقدير في الأوسط حتى لقب بأحمد الحاسب لدقة حساباته.
وقد قام المروذي
أثناء عمله في مرصد بغداد باستخدام قيمة بطليموس التي وضعها لحساب قوس
انحطاط الشمس
تحت الأفق قبل شروقها أو بعد غروبها لكي يصبح كوكبا معينا مرئيا على الأفق
وهو ما
يعرف بقوس الرؤية. وقد اقتبس المروذي هذا المفهوم وطبقه على حالة
القمر
،
فتوصل بعد أرصاد وحسابات إلى أن قوس انحطاط الشمس على الأفق أو قوس قابلية
رؤية
الهلا ل يجب أن يكون مساويا على الأقل لعشر درجات، لكي يمكن رؤية الهلال
القمري بعد
غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري. ولقد بقي استدلال
المروذي
هذا مشهورا واقتبسه
أبو
نصر ابن عراق
و
البيروني
بعد قرنين من الزمان، وذكره الكثير من العلماء اللاحقين كإحدى الطرق
النموذجية
لمقاربة مسألة قابلية رؤية الهلال الصعبة.
ترك المروذي عددا من الأعمال تمثلت
كلها في علم الفلك والهندسة من أشهرها:
q
كتاب
الأبعاد والأجرام
q
كتاب
عمل
الأسطرلاب
q
كتاب
الرخائم والمقاييس
q
كتاب
الدوائر المتماسة
وكيفية الاتصال إلى عمل السطوح المتوسطة والقائمة والمائلة والمنحرفة.
|