بيروت هي عاصمة لبنان وأكبر مدينة فيه. تقع في منتصف الساحل اللبناني على لسان صخري يمتد إلى داخل البحر الأبيض المتوسط. وفي سهل تقلصت مساحته شيئاً فشيئاً بسبب العمران واكتظاظ السكان ويرويه نهر بيروت الذي يصب في خليج مارجرجس إلى الشمال الشرقي.
* بيروت.. المركز الأهم في الشرق الأوسط:
بيروت مركز للنشاطات الثقافية والسياسية والتجارية والمالية، بها منطقة تجارية حرة وسوق مالية متطورة، وبورصة وبنوك ضخمة تستقطب رؤوس الأموال العربية والأجنبية. ونذكر من أهم هذه البنوك البنك المركزي أو ما يعرف بمصرف لبنان الذي يصدر العملة اللبنانية.
وبيروت عاصمة العلم منذ زمن بعيد، وهي محط أنظار الطلاب الذين يفدون إليها من مختلف الدول وذلك للتخصص بمختلف أنواع العلوم. ففي بيروت جامعات عديدة تخرّج كل عام المزيد من منارات العلم المشرقة. وأشهر جامعاتها الجامعة الأميركية، جامعة القديس يوسف، جامعة بيروت العربية وكلية بيروت الجامعية. ونذكر أيضاً الجامعة اللبنانية التي تدرس كافة الاختصاصات والتي عانت من الإهمال طيلة سنوات الحرب ثم عادت تلقى الدعم خاصة من خلال إنشاء مشروع المدينة الجامعية التي تستوعب أكثر من 3 آلاف طالب وقد بدأ العمل بهذا المشروع في العام 1998 ، كذلك أنشئت المعاهد والمدارس الكثيرة الخاصة منها والرسمية وأخرى تشجع التوجه المهني.
تشتهر بيروت بمرفئها الكبير ذي الأحواض الخمسة الممتدة على ساحلها الشمالي، وهو مركز للنشاطات التجارية ولتجارة الترانزيت بفضل كونها وسيطاً بين الدول الصناعية المنتجة وسائر الأسواق العربية المستهلكة.
كما تشتهر بمطارها الدولي وهو على بعد بضعة كيلومترات منها وقد جهّز بأحسن التجهيزات مؤخراً ليستقبل أحدث الطائرات وليؤمن الراحة للوافدين إليه من كافة أقطار العالم. تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 3,5 مليون متر مربع، وفيه مدرجان اثنان للإقلاع والهبوط طول الأول 3250 م وطول الآخر 3170 م.
* بيروت ... مدينة الصناعة والعلم:
وفي بيروت عدد من المعامل والمصانع ولا سيما في ضاحيتها الشرقية والأخرى الجنوبية، حيث تقوم العشرات منها بإنتاج مختلف السلع وسائر المواد الغذائية، والصناعات المعدنية والبلاستيكية، الدهانات، الأدوية، العطورات والمبيدات، الأدوات الصحية، خيوط الغزل الصوفية، الخيوط الإصطناعية، صناعة النسيج ومواد البناء، الكيميائيات، المدابغ والمصابن والخزف والمجوهرات.
وفضلاً عن ذلك كله، فإن بيروت عاصمة الكتاب العربي إذ فيها مئات المطابع ودور الكتب والنشر كدار العلم للملايين ودار الفكر اللبناني ومكتبة لبنان.
وكذلك تتوزع في بيروت القاعات لإقامة الندوات الثقافية، وتستقبل بيروت كل عام المعرض الدولي العربي للكتاب، وقد اختيرت بيروت العاصمة الثقافية للعالم العربي لعام 1999.
تعرضت بيروت للدمار في الأحداث التي تلت سنة 1976 وفي عام 1982 تعرضت للغزو الإسرائيلي، لكنها سرعان ما استعادت عافيتها. فهي اليوم تعيد بناء ما تهدم بالأمس حيث تقام ورش الإنماء والإعمار في جميع أنحاء العاصمة لإقامة الأنفاق الكبيرة والشوارع الواسعة بالإضافة إلى إعادة ترميم مدينة بيروت الرياضية التي استقبلت دورة الألعاب العربية عام 97.
* بيروت... مدينة التاريخ العريقة
وبيروت مدينة قديمة العهد عرفت بمدرسة الحقوق الشهيرة في أيام الرومان وهي اليوم مطمورة يقوم عليها مبنى البرلمان. فتحت بيروت أمام العرب بقيادة معاوية بن أبي سفيان وظلت على هذه الحال حتى وقعت في أيدي الصليبيين أخذها عنوةً بغدوين الإفرانجي سنة 503 هـ. ثم استنقذها منه القائد صلاح الدين الأيوبي سنة 583 هـ.
* أعلام بيروت
لقد خرج من بيروت الكثير من أهل العلم والرواية والحديث وأشهرهم الإمام عبد الرحمن الأوزاعي الذي أقام بها حقبة طويلة وقبره فيها معروف، مات سنة 159 هـ وله من الكتب كتب السنن في الفقه وكتاب المسائل. ومن علماء بيروت الوليد بن فريد العذري البيروتي المتوفي سنة 203 هـ والذي روى عن الإمام الأوزاعي وكان هذا الأخير يقول: "ما عرفت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن فريد" ومنهم ولده أبو الفضل العباس بن الوليد المتوفي سنة 270 هـ ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب أبو عبد الرحمن البيروتي المعروف المكحول الحافظ، مات سنة 321 هـ. وبيروت أيضاً هي مسقط رأس بشارة الخوري الشاعر الملقب بالأخطل الصغير وهو ذائع الصيت مات سنة 1968 م.