التخت الشرقي
كان لابد للفرقة الموسيقية من مرافقة المغني مع بقية المرددين، وإن مهمة
الفرقة الموسيقية هي العزف الآلي، حيث تعزف المقدمة الموسيقية قبل الغناء
وتسمى اصطلاحاً بالدولاب وذلك للتمهيد إلى سيطرة المقام أي النغم الذي
سيبدأ منه الغناء، وترافق الفرقة الموسيقية المغني بالعزف الموسيقي أثناء
غنائه، فتساعده وتزيد في قوة الأداء ورسوخ التأثير.
وتوجد جمل موسيقية خاصة تسمى اللازمات ومفردها لازمة وهي تعزف وحدها دون
مرافقة الغناء وذلك في مواضع متنوعة ومتعددة ضمن العمل الموسيقي، فمنها ما
يعزف لتكملة المعنى اللحني أو الموسيقي الذي يأتي بعد عبارة لحنية غنائية،
أو أن تكون بمثابة تمهيد لجملة لحنية غنائية تجيء بعدها، أي أنها تهيء
الاتصال بين شطرة غنائية وأخرى، أو بين جملة لحنية وجملة ثانية، وهي أيضاً
تمهد للدخول في الغناء أو بعد الانتهاء من غناء المذهب، وأيضاً قبيل
المباشرة في القفلة الغنائية النهائية تكون هذه اللازمات الموسيقية الآلية
قصيرة المدة، ولا يستحسن إطالتها، وقد يلجأ بعض العازفين إلى عزف لحن
المذهب بكامله بعد الانتهاء من غنائه .
ويمكن للفرقة الموسيقية أيضاً إعادة بعض الجمل اللحنية بطريقة العزف الآلي،
بالإضافة إلى عزف جمل التهيئة وذلك من قبيل الزيادة في التطريب ولإطالة
المدة التي يستغرقها الأداء بصورة عامة .
ويتألف التخت الشرقي من الآلات التالية القانون والعود والناي والدف وقد
تمت إضافة آلة الكمان إليه لقدرتها على عزف أرباع الأصوات المستخدمة في
الموسيقى الشرقية كما تمت إضافة آلة التشيللو والعزف عليها بطريقة النقر
وذلك لتغطية مجال الأصوات الغليظة وإضفاء الأثر الجميل على الإيقاع الريتم
للجمل الموسيقية، ولكن مع دخول الآلات الكهربائية بدأ تراجع التخت الشرقي
حتى أننا لم نعد نراه منذ قرابة العشرين عاماَ .
|