أميمة
بنت صبيح
والدة أبي هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات .
نشأ أبو هريرة
يتيماً حيث توفي والده وهو صغير ، وعاش في كنف أمه أميمة بنت صبيح بنت
الحارث والتي
تعرف بأم أبي هريرة .
قدم أبو هريرة على النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً
في المحرم من سنة سبع للهجرة ولكن أمه رفضت أن تسلم ، وظلت على شركها مدة ،
حتى جاء
أبو هريرة يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه بثه وحزنه وما
يؤلمه
.
فعن أبي كثير السحيمي قال : حدثني أبو هريرة قال : والله ما خلق الله
مؤمناً يسمع بي إلا أحبني ، قلت : وما علمك بذلك ؟ قال : إن أمي كانت مشركة
وكنت
أدعوها إلى الإسلام ، وكانت تأبى عليّ ، فدعوتها يوماً ، فأسمعتني في رسول
الله صلى
الله عليه وسلم ما أكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي
فأخبرته
وسألته أن يدعو لها ، فقال : (اللهم اهد أم أبي هريرة)، فخرجت أعدو
أبشرها ،
فأتيت فإذا الباب مجاف ، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي فقالت : كما أنت ،
ثم فتحت ،
وقد لبست درعها ، وعجلت عن خمارها ، فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمداً
عبده ورسوله .
قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح
كما بكيت من الحزن ، فأخبرته ، وقلت : ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده
المؤمنين
،
فقال :
( اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحببهم إليهما)
.
لقد كانت أم أبي هريرة مثالاً للجود والكرم ، فقد كان أبو هريرة ذات يوم
جالساً مع حميد بن مالك بن خثيم في أرض أبي هريرة بالعقيق ، فأتاه قوم ،
فنزلوا
عنده ، قال حميد : فقال : اذهب إلى أمي فقل :إن ابنك يقرئك السلام ويقول :
أطعمينا
شيئاً ، قال : فوضعت ثلاثة أقراص في الصحفة وشيئاً من زيت وملح ، ووضعتهما
على رأسي
،
فحملتها إليهم . فلما وضعته بين أيديهم كبّر أبو هريرة وقال: الحمد لله
الذي
أشبعنا من الخبز، بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين : التمر والماء .
|