حليمة
السعديّة
بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر...بن سعد بن بكر بن هوازن .
وكان
زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان ... بن سعد بن بكر بن هوازن
.
بعد ثمانية أيام مضت على مولد النبي صلى الله عليه وسلم أخذته
حليمة لرحلها ، تقول حليمة : فلما أخذته رجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته في
حجري
أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه حتى روي ،
ثم ناما
،
وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك ، فإذا إنها لحافل
... ثم
خرجنا وركبت أنا أتاني ، وحملته عليها معي ، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر
عليها شيء
من حمرهم ... ثم قدمنا منازلنا من بني سعد ، وما أعلم أرضاً من أرض الله
أجدب منها
فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبنا ً، فنحلب ونشرب ، وما
يحلب
إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها في ضرع ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون
لرعيانهم :
ويلكم أسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ًما تبض
بقطرة لبن ،
وتروح غنمي شباعاً لبناً .
وبعد أن أرضعته عامين أعادته إلى أمه وطلبت
منها أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فوافقت أمه ، وبعد أشهر أعادته إلى أمه بعد
قصة شق
الصدر .
عندما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من غزوة الطائف
،
ومعه من سبي هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء ، أتاه وفد من هوازن ممن
أسلموا
وقال قائلهم : يا رسول الله ! إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وخواصك ، فقال
لوفد
هوازن : ( أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت الظهر
بالناس
فقولوا ،: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله
، في
أبنائنا ونسائنا ، فسأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم ) ، فلما صلى الظهر قام
رجال هوازن
وتكلموا بالذي أمرهم به رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما ما كان
لي ولبني
عبد المطلب فهو لكم ) ، وقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى
الله عليه
وسلم ، وقال الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فردوا
لهوازن أبناءهم ونساءهم ، وذلك اعترافاً منه صلى الله عليه وسلم بما لأمه
من
الرضاعة عليه من الفضل ، وتقديراً لها .
روى
أبو داود في سننه عن أبي
الطفيل بن عامر بن واثلة الكناني قال : (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يقسم لحماً
بالجعرانة، وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور، إذ أقبلت امرأة دنت إلى
النبي صلى
الله عليه وسلم ، فبسط لها رداءه ، فجلست عليه ، فقلت : من هي ؟ فقالوا :
هذه أمه
التي أرضعته ) .
|