معاذة بنت عبد الله
السيدة العالمة
أم الصهباء ، العدوية ، البصرية ، العابدة .
زوجة السيد القدوة صلة بن أشيم .
لما أهديت معاذة إلى صلة أدخله ابن أخيه
الحمام ، ثم أدخله بيت العروس بيتاً مطيباً ، فقام يصلي فقامت تصلي معه ، فلم يزالا
يصليان حتى برق الصبح ، قال : فأتيته فقلت له : أي عم أهديت إليك ابنة عمك الليلة
فقمت تصلي وتركتها ؟ قال : إنك أدخلتني بيتاً أول النهار أذكرتني به النار ،
وأدخلتني بيتاً آخر النهار أذكرتني به الجنة ، فلم تزل فكرتي فيهما حتى أصبحت
.
البيت الذي أذكره به النار هو الحمام ، والبيت الذي أذكره به الجنة هو بيت
العروس .
بلغنا أنها كانت تحيي الليل عبادة ، وتقول : عجبت لعين تنام ،
وقد علمت طول الرقاد في ظلم القبور .
ولما استشهد زوجها صلة وابنها في بعض
الحروب ، اجتمع النساء عندها ، فقالت: مرحباً بكن إن كنتن جئتن للهناء ، وإن كنتن
جئتن لغير ذلك فارجعن .
وكانت تقول : والله ما أحب البقاء إلا لأتقرب إلى
ربي بالوسائل ، لعله يجمع بيني وبين أبي الشعثاء وابنه في الجنة .
توفيت
سنة ثلاث وثمانين .
|
|