الواحد
قال تعالى:
وليعلموا أنما هو إله واحد .. "52" (سورة
إبراهيم)
هو الواحد في ذاته لا شريك له، وهو الواحد في صفاته الأزلية لا
نظير له، وهو الواحد في أفعاله لا منازع له. أي: أن الواحد هو الفرد
المنفرد في
ذاته وصفاته وأفعاله. فهو واحد في ذاته، لا يتجزأ لا يتناهى. واحد في
صفاته، لا
يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء. واحد في أفعاله لا شريك له. وقد فسر قوله عليه
الصلاة
والسلام: "إن الله وتر يحب الوتر". يعني: يحب القلب المنفرد له تعالى.
وقد قال
الشاعر في هذا المعنى:
إذا كان من تهواه في الحسن واحداً |
فكن واحداً في
الحب إن كنت تهواه
|
وفي الحديث أنه عليه السلام سمع رجلاً يقول في دعائه
: "اللهم
إني أسألك بأنك أنت الله "الواحد" الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفواً أحد" فقال: "لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به
أجاب،
وإذا سئل به أعطى". وكلمة "واحد" تعني أول العدد، وهو أيضاً في تعريفه أصل
العدد؛
لأن عدد أي شيء يبدأ من واحد مضموم إليه أعداد أخرى، وعندما يقول العلماء
بتعريف أي
"عدد"
آخر غير الواحد فإنهم يقولون: إنه نصف مجموع حاشيتيه المتساويتين، فماذا
يعني
ذلك؟ لنفترض أن رجلاً يجلس على يمين رجلين، هنا نعتبر الرجل الذي يجلس على
اليمين
الحاشية الأولى، ونعتبر الرجل الذي يجلس على اليسار الحاشية الثانية، وهكذا
يكون
الرجل الجالس بين الرجلين مساوياً لنصف مجموع الحاشيتين المتساويتين.
وعندما
نأخذ أي عدد بين حاشيتين فعلينا أن نأخذ حاشيتين يكون نصفهما مساوياً
للعدد. ومثال
ذلك العدد "خمسة" حاشية الأولى "أربعة" وحاشيته الثانية "ستة" ومجموعهما
يساوي
"عشرة"
ونصف مجموعهما هو العدد رقم "خمسة". وعندما نتأمل كلمة "واحد" فإننا نجد
أنها تدل على وحدة الفرد، وقد يكون مجزأ؛ ولذلك نحن لا نكتفي بالقول بأن
الله واحد،
ولكننا نقول "الله واحد أحد" أي: واحد لا أجزاء له.
ولكننا نقول عن أي إنسان:
إنه "واحد" ولا نقول على الإنسان "واحد أحد" لماذا؟ لأن الإنسان واحد
متشابه مع
غيره وله أجزاء، ونقول أيضاً عن "الشمس" إنها كوكب واحد لأنها مكونة من
أشياء هي
الغازات الملتهبة. لذلك لا نقول عنها إنها "أحد" إذن: لا شيء ولا كائن نطلق
عليه
"واحد
أحد" سوى الله جل وعلا؛ لأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس كمثله
شيء.
[ عودة للقائمة الرئيسيّة ]
|