اسماء الشوارع والمدن لها ايحاءاتها في بلد معظمه من المهاجرين احصائية تشير إلى وجود ما يقرب من 500 موقع في أميركا يحمل أسماء عربية ما يعكس حنين المهاجرين لأوطانهم .


اذا نظرنا بتمعن إلى خريطة الولايات المتحدة نرى ‏ أن المهاجرين العرب إليها والذين أسسوا مدنا عدة ابقوا على بعض الحنين في ‏ ‏تسمياتهم لهذه المدن بعكس الأوروبيين الذين اعتمدوا في هذا الموضوع على تسميات ‏ ‏تشير إلى التجدد .

‏ فاذا اخذنا بعض المدن التي اسسها الاوروبيون نرى ان تسميات نيويورك ‏ ‏ونيواورليانز ونيوهامبشاير لا تحمل اي سمة من جنسيات المهاجرين الذين اسسوها بل إنها تشير إلى بدايات جديدة لهم .

لكن المهاجرين من الجنسيات العربية اعتمدوا نمطا مختلفا قد يكون سببه الحنين ‏ ‏الذي يغمرهم إلى موطنهم الام فتنتشر في كل انحاء الولايات المتحدة اسماء عواصم ‏ ‏ودول عربية او اسماء تحمل معان اقتصادية وسياسية وتاريخية وحتى دينية ويوجد في ‏بعضها مطارات خاصة.

 
فمثلا هناك 493 موقعا في الولايات المتحدة باسم لبنان منها 57 موقعا مأهولا ‏ ‏بالسكان تختلف من حيث المساحة فبعضها بحدود قرية والبعض الاخر يوازي بلدة صغيرة ‏ ‏بينما تشمل المواقع الاخرى حدائق ومدارس وكنائس ومدافن وانهر وغيرها.‏ ‏ كذلك يوجد في الولايات المتحدة 11 موقعا تحت اسم جبل لبنان وهي قد تكون عائدة ‏ ‏اساسا إلى جبل لبنان الشمالي موطن الاديب اللبناني الكبير جبران خليل جبران الذي ‏ ‏هاجر إلى الولايات المتحدة في العام 1895 ‏وقد اقام جبران اولا في مدينة نيويورك قبل ان ينتقل إلى بوسطن في ‏ ‏ماساشوستس التي باتت في ما بعد المدينة الثانية بعد نيويورك من حيث تواجد الجالية ‏ ‏السورية.


على صعيد اخر هناك 42 موقعا مأهولا باسم مصر و27 اخرى باسم القاهرة و21 باسم ‏ ‏الاسكندرية يوجد مطارات في اربع منها علما ان منطقة الاسكندرية في ولاية ميسوري ‏ ‏كانت تستخدم في القرن الـ19 لرسو السفن والمراكب على الضفة الشمالية لبحيرة ميسوري.


وفي نظرة أخرى يتضح أن هناك 28 موقعا مأهولا تحت اسم دمشق وثمانية باسم طرابلس ‏ ‏وتسعة أطلق عليها اسم مكة وثلاثة اسم غزة وثلاثة أخرى اسم المغرب واثنتين باسم ‏‏الدار البيضاء وواحدة باسم الرباط بينما هناك ثلاثة باسم الجزائر و11 باسم تونس ‏ ‏فيما هناك نهر في بنسلفانيا يدعى بغداد.

وتزخر مدن امريكية اخرى باسماء من الكتاب المقدس لكن يعتقد ان هذه التسميات لم‏ ‏تات بالضرورة من المهاجرين العرب فقط اذ ان بعض المهاجرين قد يكونوا تأثروا ‏بالثقافة العربية او الشرق اوسطية فهناك 25 موقعا باسم فلسطين احدها يقع في تكساس‏ ‏وفيه مطار خاص بينما اتخذ 45 موقعا تسمية بيت لحم احدها في بنسلفانيا وفيه ثلاث ‏مطارات فيما كان للاردن حصة كبيرة اذ ان هناك 74 موقعا تحمل هذا الاسم تسعة منها ‏ ‏لديها مطارات.

ومن المواقع التي تحمل اسماء تاريخية يبرز 23 موقعا باسم قرطاج احدهما في‏ ‏ميسيسيبي يضم مطارا فيما اطلقت تسمية بابل على اربعة مواقع واسم هنيبعل على ستة ‏ ‏اخرى ومنها موطن الكاتب الامريكي الشهير مارك تواين في ولاية ميسوري.

ووفق السكرتير التنفيذي للمجلس الامريكي للاسماء الجغرافية رودجر ‏ ‏باين فانه لا يمكن تحديد هوية الذين اطلقوا هذه التسميات لكنه اشار إلى ان ‏ ‏الاحتمال كبير بان يكون هؤلاء الاشخاص على ارتباط وثيق بالمناطق الاساسية التي‏ ‏سميت هذه المواقع تيمنا بها والتي قد يكونوا قد هاجروا منها واضاف " قد نجد تفسيرا في بعض الكتب التي تتحدث عن تاريخ الولايات والمقاطعات ‏الامريكية اذ كان هناك العديد منها لكنها باتت حاليا نادرة الوجود في اسواق ‏ ‏المبيعات"‏ ‏ ولدى سؤاله عن سبب وجود اماكن عدة باسم القاهرة مثلا قال باين ان المهاجرين ‏ ‏الاوائل اتوا من هناك إلى فرجينيا واطلقوا هذه التسمية على بلدتهم وعندما انتقلوا ‏‏غربا نحو ولايات اخرى منها اركنساس واوريغون نقلوا التسمية معهم إلى حيث اقاموا‏‏ وحول الاسماء المأخوذة من الكتاب المقدس اعتبر ان المهاجرين العرب ليسوا هم من ‏اطلق هذه التسميات وانها قد تكون اتت بواسطة اي شخص اراد استخدام اسم من الانجيل ‏ ‏لان هذه المواقع اتخذت هذه التسميات في القرن الـ19 أي قبل بدء الهجرة العربية الفعلية.

عودة لصفحة بنك المعلومات