لا يستطيع أحد إنكار وجود ظاهرة الارتباط السري وهو لفظ شامل لكل العلاقات الجنسية غير المشروعة... فالزواج الرسمي السري والزواج العرفي بمجرد سواء بوجود شهود أو عدم وجود شهود والزواج بمجرد ترديد الإيجاب والقبول بين الطرفين وزواج الكاسيت والدم والوشم والطوابع ...الخ كلها ظواهر عرفها المجتمع المصري مؤخراً لاسباب عديدة نعرض هنا لأهمها .
1- ضعف أو غياب الوازع الديني :
يفتقر العديد من الشباب هذه الأيام ثقافة دينية سليمة البعض على أقصى الطرف الأيمن من الخيط منتهى التشدد في كل شيء فالاختلاط حرام وعمل المرأة حرام والموسيقى والتليفزيون حرام ...الخ وهناك على أقصى الطرف الآخر في اليسار شباب بلا فكر بلا هدف بلا أي ضوابط شباب يحيا حياته بشكل دهمائي دون مراعاة لأهمية الوقت أو العمل أو أي اعتبارات أخرى تهم الإنسان كبشر له حياة وفلك عليه السير فيهما بنظام .
إن غياب وجود التربية الدينية السليمة التي تعطيها الآسر لأبنائها يفتح الباب أمام أحد الخيارين أما التطرف واللجوء لاستقاء قواعد الدين من غير أهله وأما على الناحية الأخرى العبث الكامل وعدم الاكتراث بأي شيء وكلاهما خطره مدمر .
2- الأسباب الاجتماعية :
والمقصود بها هنا دور الأسرة قبل كل شيء في الاهتمام بأولادها وتوعيتهم بخطورة
الانصياع وراء أصدقاء السوء أو مجرد تقليد البعض دون وعى... الآسر المصرية الآن
نظراً للضغوط الاقتصادية المتعددة تهتم فقط بالسعي وراء لقمة العيش وتوفير المال
اللازم لتربية الأبناء ...
عدم وجود حوار داخل الاسرة يساهم فى عدم فتح قنوات للاتصال بين الفتاة ووالدتها
والاب والابن... اضافة الى الظاهرة واسعة الانتشار فى الاسرة المصرية وهى " تأنيث
الاسرة المصرية " والمقصود بذلك سفر الاب للخارج لتوفير لقمة العيش وترك الاسرة
للام لتديرها بعيداً عن قوة الاب وحزمه... فقط اسر توفر المال للابناء دون رقابة
ومحاسبة .
3-الأسباب الاقتصادية :
الظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع لأسباب عديدة ليس هنا مجال ذكرها، تعتبر سبب من أهم أسباب انتشار ظاهرة الزواج السري، معظم الشباب على وجه الخصوص لا يرى لمستقبله بارقة أمل في ظل البطالة العالية التي يعانى منها المجتمع، ومعظمهم متأكد انه لن يضيف شيئاً بتخرجه سوى صفر ورقم في طابور طويل من العاطلين الذين ينتظرون الحصول على فرصة عمل ... وعليه يدخل في تجارب عاطفية متعددة تتدرج من مجرد الإعجاب إلى التورط في زواج سرى يستطيع خلاله إشباع حاجاته ورغباته ودون أية قيود أو شروط، يضاف إلى ذلك تكاليف الزواج المرتفعة التي هي أرث أصيل للمجتمع المصري فالشقة لابد أن تكون بمستوى معين وعدد الغرف لا يقل عن عدد معين آخر ومستوى التأثيث والشبكة والمهر ومؤخر الصداق كلها أسباب أدت إلى هروب الشباب إلى هذه الأبواب السرية بحثاً عن متنفس لرغباتهم.