اللباس
لباس أهل بيروت الخارجي طويل عادة ، سواء الرجالي منه أو النسائي، وكان طول اللباس ونوعه يدلان على المكانة الاجتماعية، ويخضعان للضرورات المناخية، فلباس الصوف والجوخ جيد ضد برد الشتاء، واللباس القطني أو الحريري مفيد في الصيف.
القمباز والجاكيت للكبار والطربوش للجميع
من الألبسة التي ارتداها البيارتة نذكر:
القنباز أو الخنباز :
وهو من الملابس التقليدية للبيارتة، يُلبس أساساً من الرجال، وهو نوع من الصدرية الطويلة، التي تصل حتى الأقدام، ويكون من الحرير المخطط (المقلَّم) صيفاً أو من الجوخ شتاءً، ومفتوح من ذيليه أو زاويته، يمكن أن ترد جهة منه على الأخرى، ويُثبت على الخصر بواسطة حزام من الكشمير في الشتاء أو الموسلين في الصيف، أما أكمامه فكانت عريضة واسعة في البدء، ثم أصبحت أضيق فيما بعد تأثراً بالألبسة العربيّة، وكان الزوّاقة من الطبقة العليا يشترون أقمشة مقلَّمة ذات ألوان مختلفة من الحرير المزركش إشتهر بماركة (سبع سلاطين).
السروال (الشروال) :
هو عبارة عن بنطال واسع، ومن الألبسة المعروفة لدى كافة طبقات الشعب، عُرف منذ أيام الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، أما سروال العلماء والأثرياء وكبار التجار فكان طويلاً يكاد يلامس الأرض، مما يدل على الرفاهية وسعة العيش، ويكون غالباً من الحرير (ست كروزه) صيفاً ومن الجوخ الفاتح اللون شتاءً، وهو مطرَّز لدى الأغنياء على جانبيه بالحرير المقصَّب.
أما سروال الفرسان، فكان أسود اللون مثبتاً بواسطة (شملة) توضع فيها الغدارة واليقطان (السيف الصغير العريض المستقيم).
وكانت الطبقة الشعبية ترتدي فوق السروال، قميصاً بدون ياقة (قبة) وجاكيت طويلة الأكمام، ويلاحظ بأن القبضايات كانوا يتركون الزرين العلويين من القميص (الصدرية) محررين، علامة على الرجولة والفتوة.
الجبّة (الملاية) :
الجبّة أو الملاية هي العنصر الأساسي للباس المرآة، وهي عبارة عن معطف واسع مفتوح من الأمام وله أكمام يُسمّى (دراعة) يصل في أغلب الأحيان إلى القدمين، مع وشاح على الرأس والوجه يُسمّى (فيشة) وهو من نسيج الحرير الأسود أو من القطن الشفاف غالباً، او غطاء من القماش الأبيض اللون.
العمامة :
كان لباس الرأس قبل العهد العُثماني عبارة عن عمامة ملفوفة للجميع وبدون طربوش، ثم عرف الشعب الطربوش المغربي ذي الذؤابة الغليظة، فكان الطربوش الطويل الخمري اللون للقبضايات، أما الشبان فكانوا يعتمرون الطربوش الأحمر القصير، وقد عمد بعض المتدينين من أهل بيروت إلى لفه قطعة من القماش الحريري التي كانت دمشق تصدّره وهو (الصايات للخنابيز ويُسمّى أغباني) على طربوشه دلالة على التديّن.